اندلع حريق آخر بالدور الصفيحية المعروفة بكاريان القبلة و المحسوب على كريان سنطرال بالحي المحمدي بالدار البيضاء، وذلك زوال يوم الجمعة 18 شتنبر2009 ، ويعد هذا الحريق هو الثاني في أقل من شهر الذي يشهده كريان سنطرال، بعد ذلك الذي أتى على حوالي ثماني براريك قصديرية بكاريان الرحبة. ومن الغريب أن ينشب الحريق الأخير في نفس اليوم الذي حدث فيه الحريق الذي قبله والذي كان يوم الجمعة 21 غشت من نفس السنة، وكان ذلك قبل شهر الصيام ببضع ساعات! ليأتي هذا الحريق كذلك قبل عيد الفطر بثلاثة أيام، وهو ما صار مألوفا لدى سكان الكريان، حيث كلما اقتربت مناسبة دينية أو عيد إلا ووضعوا أيديهم على قلوبهم منتظرين ما قد يحل بهم!! ولا يقتصر الأمر على تجمع دون الآخر، بل تجد كل سكان الكريان يقولون على من سيأتي الدور هذه المرة! الحريق الأخير خلف العديد من الإصابات في صفوف الشباب الذين تطوعوا لمكافحة ألسنة النيران التي كانت قوية، حيث أنها امتدت من الكوخ الذي اندلعت منه إلى باقي الأكواخ بسرعة، كما أن انعدام الماء حال دون إخمادها بسرعة، وقد أصيب في هذا الحريق بالإضافة إلى حوالي ستين مواطنا، عدد من رجال الوقاية المدنية، حيث نقل جميع الضحايا الذين كانت أغلب حالاتهم لا تدعو لكثير من القلق، إلى قسم مستعجلات محمد الخامس، إذ تم تقديم الإسعافات الضرورية لكل المصابين، بعد تجند الطاقم الطبي والتمريضي المداوم. وهنا لابد من طرح أسئلة على لسان بعض السكان : هل هذه الحرائق المتتالية «مخدومة» و بفعل فاعل ؟، أم أنها تأتي نتيجة أخطاء بشرية غير مقصودة؟، أم أن هناك أيادي تريد تأبيد الكريان في مآسيه إلى ما نهاية ؟. وككل حريق أو حادث بالمنطقة تجندت قوات الأمن والقوات المساعدة لتطويق المكان وحراسة السكان الذين سيقضون لياليهم الآتية في العراء. إن سكان الكريانات يتشوقون لليوم الذي سيسمعون فيه خبر ترحيلهم من نار «جهنم» التي يعيشون فيها يقول أحد السكان، ويضيف آخر «إلى متى سنبقى في هذا العذاب (لا حنا ساكنين ولا حنا راحلين، حياتنا جحيم في جحيم».