اندلع حريق حوالي الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة 21 غشت الجاري بكريان الرحبة، أحد تجمعات دور الصفيح بكريان سنطرال بالحي المحمدي بالدار البيضاء. الحريق أتى على حوالي أربع براريك، كما خلف إصابات في صفوف بعض الشبان الذين تطوعوا لإخماد النيران التي أتت على محتويات البراريك المتضررة، وبراريك أخرى، كما خلف هذا الحريق حالة ارتباك وخوف شديدين وسط سكان الكريان وخاصة في صفوف النساء. الوقاية المدنية التي ترابط إحدى شاحنها بمقربة من «الكاريان» تدخلت بصعوبة لكون الشارع المؤدي إلى مكان الحريق محاصر بعربات الباعة وكذلك ببضائع أصحاب المحلات القصديرية المتواجدة بعين المكان. هذه الصعوبة لم يتفهمها بعض الشباب الذي أخذ بعضهم يتسابق على خراطيم إطفاء الحريق التي كانت غير كافية الطول والعدد، كما أن عدد رجال الوقاية المدنية كان غير كاف، فترى أحدهم يقطع الطريق بين الشاحنة التي حضرت و مكان الحريق ذهابا و إيابا والعرق يتصبب منه، وكأن لسان حاله يقول أين هم رجال المطافئ؟. أما السكان الذين انخرطوا في إخماد الحريق بالطرق البدائية، فلم يبالوا بما قد يحدث لهم في مثل هذه الحالات، علما بأن كثيرا من المآسي وقعت في ظروف مشابهة، أزهقت فيها أرواح، همهم الوحيد هو إطفاء الحريق، الذي قد يأتي على رقعة كبيرة من الكريان. السكان امتعضوا من تأخر تعزيزات رجال المطافئ، الذين وجدوا صعوبات كما سلف في الاقتراب من مكان الحريق. هذا الوضع تتحمله السلطات المحلية التي تساهلت إلى حد إغلاق الطريق في وجه حتى المارة منذ زمن. كان المشهد جد مؤثر : حالة من الذعر تخيم على المكان كما سحب النيران، الناس تجري في كل اتجاه، ورغم ضيق الأزقة، لم يمنع ذلك من محاولة البعض إخراج ما يمكن إخراجه وإنقاذه من ألسنة النيران، التي قد تصل إلى كوخهم، والمشهد الأكثر إثارة هو ذلك الذي شوهد فيه مجموعة من الشبان يرفعون ابن حيهم الذي كان في غيوبة إلى الأعلى، بعد تلقيه صعقة كهربائية، وهو يقاوم النيران بجانبهم، وهم يبحثون عن سيارة الإسعاف اليتيمة، التي كانت في وجهتها إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بعد حملها لمصاب جراء الحريق، مما اضطرهم إلى نقله بواسطة سيارة خاصة. هذا الحريق يأتي بعد ساعات قليلة من دخول شهر الصيام، كما يأتي في خضم الحديث عن قرب تنقيل الكريان، إلى منطقة الهراويين، ويتساءل البعض هل مكتوب على سكان كريان سنطرال الحرائق والمآسي كلما اقتربت مناسبة دينية أوعيد؟ كما يتساءلون هل هذا الحريق هو الحريق الأخير في حياتهم بكريان سنطرال ومتى سيتم الترحيل؟.