احتج سكان كاريان القبلة بالحي المحمدي، في مدينة الدارالبيضاء، مساء الجمعة الماضي، على عناصر الأمن، ورجال القوات المساعدة، والوقاية المدنية..سكان كاريان القبلة يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تأخر عناصر الوقاية المدنية (أيس بريس) وكادت الاحتجاجات أن تتحول إلى مواجهات عنيفة، بين رجال الأمن، وعدد من سكان التجمع الصفيحي المذكور، الذين صبوا جام غضبهم على السلطات. جاءت هذه الاحتجاجات نتيجة تأخر رجال الوقاية المدنية في الحضور لإخماد حريق شب بالحي المذكور في حدود الثالثة والنصف بعد الظهر من اليوم ذاته. وآتى الحريق على أزيد من 40 براكة، وتسبب في أزيد من 30 حالة إغماء واختناق في صفوف سكان الحي الصفيحي، نقلوا على متن أربع سيارات إسعاف إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي. وتعود أسباب الحريق، حسب شهود عيان، إلى أن امرأة كانت منهمكة في إعداد رغيف "المسمن"، فانسكب الزيت المستخدم في الطهي على إحدى زرابي المنزل، فاشتعلت النار، وامتدت إلى باقي أرجاء البراكة، ومنها إلى البراريك المجاورة. وأشار مصدر من الوقاية المدنية إلى تعبئة ثماني شاحنات و70 عنصرا من الوقاية المدنية لإخماد الحريق، الذي جرت السيطرة عليه، بعد ساعة ونصف الساعة من تدخل عناصر الوقاية المدنية، والوحدة الجهوية للتدخل التابعة للقيادة الجهوية للوقاية المدنية. وأضاف أنه جرى توزيع 40 خيمة لإيواء السكان المتضررين، جلبت من المخزن الجهوي للوقاية المدنية. ورفع عدد من الفاعلين الجمعويين وسكان الحي المذكور شعارات تسائل مجلس مدينة الدارالبيضاء، إذ سجلوا أن "المجلس يتأخر بشكل فظيع في تقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للسكان ضحايا الحرائق بكريانات الحي المحمدي، ولا يفعل ذلك إلا بعد سلسلة احتجاجات، وبعد مضي أسابيع، يظل الضحايا يبيتون في العراء، عرضة للبرد والمطر، بعد أن فقدوا مساكنهم، وأفرشتهم، وأغطيتهم وكل ما يملكون، وكأن هؤلاء السكان ليسوا من الوطن نفسه"، على حد تعبير أحد الفاعلين الجمعويين، الذي أضاف أن "سيناريو حريق شتنبر 2007، عندما اشتعلت النيران في كريان القبلة، وبعده بكريان الخليفة، ثم كاريان البشير، تكرر في حريق الجمعة الماضي، ولم يقدم مجلس مدينة الدارالبيضاء أي مساعدة للسكان في الوقت المناسب". وأوضح الفاعل الجمعوي أن "المجلس لم يضع أي برنامج لمحاربة دور الصفيح، وإعادة الإسكان بشكل لائق، سواء لسكان الكاريانات، التي تشكل النواة المركزية والتاريخية بالحي المحمدي، ككريان القبلة، والبشير وبوعزة، والرحبة، وغيرها، أو سكان الكريانات المحيطة، كدوار سي أحمد، وكريان زرابة، وغيرهما".