شب حريق مهول، ظهر يوم الثلاثاء المنصرم، في شاحنة نقل محملة بالتبن وأخرى فارغة كانا مركونتين قرب حديقة وسط مدينة الكارة. واستمرت النيران في إتلاف الشاحنة المملوءة بالتبن، فيما تم إنقاذ الشاحنة الثانية بأعجوبة بعد أن هرع إليها سائقها وسط النيران، حيث فتح باب الشاحنة المحترق، وقادها والنيران تحرق هيكلها بعيدا عن موقع الحريق وتمكن من إخماد الحرائق التي نشبت فيها. ولم تتمكن مبادرات بعض السكان الذين صوبوا خراطيم المياه في وجه النيران التي التهمت الشاحنة المملوءة بالتبن، من إخمادها، واستمر الحريق إلى أن أتى على كل الشاحنة التي لم يكن سائقها موجودا، حيث انفجرت العجلات المطاطية للشاحنة وخزان وقودها. وزاد اشتعال النيران تأججا أمام أعين المئات من السكان الذي ذهلوا من هول الحادث، وباشرت عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة عملية إبعاد السكان الذين تجمهروا قرب الحادث خوفا من تعرضهم لإصابات جراء ما قد يتسبب فيه الحريق من انفجار العجلات وخزان الوقود. وكان سائق الشاحنة الفارغة، يستعد لتفريغ جزء من حمولة الشاحنة المملوءة بالتبن(بالات)، حين فاجأته النيران التي اندلعت في التبن المتواجد خلف الشاحنة المملوءة، وتسربت النيران إلى شاحنته. وأكدت مصادر من عين المكان ل«المساء» أن (حجاجي رضوان) مالك الشاحنة المحروقة، سبق وتعرض لنفس الحادث، واحترقت شاحنة له خلال السنة الماضية داخل مدينة الكارة، دون أن يتم الاهتداء إلى الفاعل أو الفاعلين، وأضافت نفس المصادر أن مدينة الكارة عرفت منذ السنوات الأخيرة احتراق أربع شاحنات. وفتحت مصلحة الدرك القضائي بالكارة تحقيقا في الموضوع من أجل التوصل إلى مرتكب العملية، فيما نفى صاحب الشاحنة أن يكون تعرض لعملية انتقامية وأكد أن لا أعداء له. واستاء الحاضرون من افتقار المدينة إلى مصلحة للوقاية المدنية، وعدم توفر المنطقة على نقط التزويد بالمياه، حيث وصلت عناصر الوقاية المدنية من مدينة برشيد بعد أزيد من ساعة عن اندلاع الحريق، ليوجهوا خراطيمهم لإخماد ما تبقى من النيران المشتعلة بعد أن أتلفت الشاحنة المملوءة عن آخرها وجزء من الشاحنة الفارغة، فيما اكتفت البلدية بجلب شاحنة ذات صهريج تقليدي، لم تكن كافية لإخماد الحريق. وتساءلوا عن مصير الأحياء المجاورة لو أن الحريق اندلع وقت هبوب الرياح، خصوصا أنه على بعد عشرة أمتار من موقع الحريق تتواجد محلات العقاقير والتي تتاجر في مواد قابلة للاشتعال (الصباغة، قنينات الغاز...).