اعتقلت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن أنفا على خلفية الديربي البيضاوي، الذي جمع الغريمين التقليديين، الوداد والرجاء البيضاويين، أول أمس الأحد، بمركب محمد الخامس، في إطار الدورة 12 من بطولة القسم الوطني الأول، 30 شخصا بتهمة بيع تذاكر المباراة في السوق السوداء..وحجزت لديهم 144 تذكرة. وقالت مصادر أمنية ل "المغربية" إن عناصر الأمن تمكنت، يوم السبت الماضي، من اعتقال 7 أشخاص، بحوزتهم 37 تذكرة، في حين جرى، أول أمس الأحد، اعتقال 23 شخصا، ضمنهم ثلاثة قاصرين، بحوزتهم 107 تذكرة، جرى الاستماع إليهم جميعا في محاضر قانونية. وأوضحت المصادر ذاتها أن مصالح الوقاية المدنية تدخلت قبل وبعد نهاية المباراة، لنقل 5 مشجعين، إصابة أحدهم وصفت بالخطيرة، نقلوا جميعا إلى قسم المستعجلات ابن رشد بالدارالبيضاء. وأضافت المصادر أن المصابين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة، و32 سنة، مضيفة أن المصاب، الذي وصفت حالته بالخطيرة، أصيب جراء تبادل الضرب والجرح مع مشجع آخر داخل الملعب. من جهة أخرى، ذكر مصدر طبي بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بالمحمدية أن حافلة للنقل العمومي دهست، صباح أول أمس الأحد، شابا كان في طريقه إلى مركب محمد الخامس لمتابعة مباراة الديربي. وحسب المصدر ذاته، فإن الضحية، 19 سنة، نقل إلى مستشفى ابن رشد، ويوجد في حالة خطيرة بعد إصابته في الرأس، وفي أنحاء أخرى من جسده، وكذا تعرضه لنزيف دموي في الأذنين. وذكر شهود عيان أن الشاب اعترض طريق الحافلة المتوجهة من شارع الحسن الثاني بالمحمدية نحو الدارالبيضاء، بهدف توقيفها ومرافقة زملائه الراكبين على متنها نحو مركب محمد الخامس، موضحين أن السائق بدا مضطربا أمام هذه الحركة المتهورة، والمفاجئة، ما جعله يضغط بقوة على الفرامل لتصطدم الحافلة بالشاب. من جهتها، أحصت شركة "مدينة بيس" قبل وبعد نهاية المباراة، حوالي 70 حافلة من أسطولها في كل الخطوط، تعرضت لأعمال تخريب. وأوضح مصدر من الشركة أن 90 في المائة من الأضرار، التي تعرضت لها الحافلات همت تكسير الزجاج. وشوهد، مساء أول أمس الأحد، وصباح أمس الاثنين، انتشار مكثف لفتات الزجاج المكسر على جنبات العديد من الشوارع البيضاوية، خاصة في اتجاه الأحياء التي تعتبر قلاعا لمحبي الفريقين، مثل الحي المحمدي، وسيدي مومن، والبرنوصي، ودرب السلطان، والمدينة القديمة، وحي أناسي وعين الشق، وغيرها. ومباشرة بعد إعلان نهاية المباراة، عمت هيستيريا خارج المدرجات، وأغلقت عدد من الممرات المؤدية إلى المعاريف، كما نشبت مواجهات بين العشرات من أنصار فريقي الرجاء والوداد البيضاويين، قرب زنقة القاضي عياض، حيث تراشق العشرات من المشجعين بالحجارة، ما أدى إلى إلحاق خسائر مادية بسيارتين، وإلحاق جروح متفاوتة الخطورة ب 8 مشجعين، نقل 3 منهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء من طرف عناصر الوقاية المدنية، ولم يسجل المواطنون الذين تعرضت ممتلكاتهم للخسائر أي شكاية لدى مصالح الأمن. واضطر رجال الأمن وعناصر القوات المساعدة، إلى السير بجانب كوكبات المشجعين إلى غاية وصولهم إلى محطات الحافلات، في حين استعان العشرات من المشجعين بخدمات "الخطافة"، الذين خصصوا دراجاتهم الصينية "توك توك" لنقل عشرات المشجعين بمبلغ 15 درهما للشخص الواحد. واستنفرت مباراة الديربي قبل بدايتها جميع عناصر الأمن بالدارالبيضاء، إذ انتقل إلى الملعب الشرفي محمد الخامس، أزيد من 3 آلاف رجل أمن حين كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا، وتلقوا تعليمات بحفظ الأمن العام داخل وخارج البوابات الرئيسية، وضرورة التأكد من التذاكر المزورة، بعد سرقة عشرات التذاكر من شخص كان ينوي توزيعها على محلات تجارية بدرب السلطان، دون اعتقال المشتبه بهم. وحركت مباراة الديربي مصالح أمنية مختلفة، إذ انتقلت إلى الملعب عناصر من الشرطة القضائية، وفرق الخيالة، وعناصر من الشرطة العلمية والتقنية، ورجال الاستعلامات العامة بولاية أمن أنفا، إضافة إلى المئات من عناصر البلير، وعناصر القوات المساعدة. ونجح رجال الأمن في كبح جماح "الهوليغانز"، بعد تطبيق إجراءات أمنية مشددة قبل وبعد المباراة، إذ لم يجر تسريب المفرقعات والشهب الاصطناعية، ماعدا 6 شهب جرى إشعالها، بعد أن بادر فريق الوداد البيضاوي بإحراز الهدف الأول في المباراة.