أصبحت شوارع مدينة وجدة ، في الآونة الأخيرة ، تعرف انتشارا كبيرا لظاهرة التسول عند إشارات المرور وخاصة من قبل المهاجرين الأفارقة، حيث أن معظم طرقاتها تشهد تزايدا كبيرا للمتسولين والمتسولات القادمين من بلدان جنوب الصحراء، والذين أصبحوا يؤثثون شوارع المدينة، وخاصة الرئيسية منها عند أضواء إشارات المرور. فلا يكاد المرء يتوقف بسيارته عند إشارة المرور الضوئية، إلا واعترضته مجموعات وفرق من المهاجرات الأفريقيات يتسولن بوجوه تعكس البؤس الشديد والحرمان والمعاناة. حيث يقفن عند أضواء إشارات المرور وعلى ظهورهن أو بين أذرعهن رضع وفي بعض الحالات تجد منهن نساء حوامل، تتجاهلهن الغالبية العظمى من المارة وترق لحالهن الأقلية. إلا أن تجوال الإفريقيات أمام إشارات المرور دون احترام لحركة السير، يخلق لشرطة المرور مشاكل مختلفة ومتعددة، بحيث أن هناك إفريقيات يتجولن بين السيارات بسرعة عند الإشارة الحمراء، وعند إشارة الضوء الأخضر يتحركن بسرعة نحو الرصيف، الشيء الذي يخلق مشاكل للسائقين، ويؤدي في بعض الأحيان إلى الازدحام و»البلوكاج» مما يؤدي إلى تدخل شرطة المرور لفتح ممر سير لبقية السيارات ولحركة المرور في غياب أية إجراءات من طرف السلطة المحلية. والأخطر من ذلك تسول الإفريقيات بأطفالهن الرضع ، لنكون أمام ظاهرة أخرى بدأت تستفحل وتدق ناقوس الخطر في المدينة، مما يتطلب تدخل المصالح الاجتماعية والمنظمات المختصة، بالإضافة إلى الحكومة والسلطات المحلية، الكل مطالب بالتدخل للاهتمام والرعاية بهؤلاء النسوة والصبية، وأيضا من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تخلق تشنجا وخلافات في الشوارع بين السائقين والمتسولين. فمدينة وجدة ،عاصمة الجهة الشرقية، تتطلع لأن تكون قطبا اقتصاديا وسياحيا، إلا أن مظاهر التسول تؤثر سلبا على صورة وسمعة المدينة عند الزوار والسياح، كما تخلق المشاكل يوميا على مستوى الطرقات والشوارع، وقد تتسبب في حوادث سير تخلف ضحايا ، سواء مواطنين أو مهاجرين. فرغم أن المغرب قدم خدمات إدارية لتسوية إقامة اللاجئين والمهاجرات الإفريقيات من بلدان جنوب الصحراء، إلا أنهن مازلن يمتهن التسول في الطرقات، مما يسبب الكثير من الانعكاسات السلبية سواء بالنسبة للسائقين أو المارة أو لشرطة المرور، الشيء الذي يتطلب نوعا من التحسيس والتوعية لدى هؤلاء، والأخذ بأيديهم وإيجاد حلول لهم. لكن إلى متي سيظل المغرب يتحمل وزر سياسة الاتحاد الأوروبي المفروض عليه إنشاء مراكز خاصة لهم بالمغرب؟ (*) متدرب بمكتب وجدة