خلّد المغرب يوم السبت الأخير 21 مارس 2015، فعاليات اليوم العالمي لمرض التثلث الصبغي 21، وذلك في ظل غياب أرقام وإحصائيات رسمية مضبوطة عن أعداد المرضى، في الوقت الذي تعلن فعاليات جمعوية عاملة في المجال عن رقم تقريبي يقدر ب 60 ألف شخص من مختلف الأعمار ومن الجنسين يعانون من متلازمة داون، والذين يوجدون خارج تصنيف حكومة بن كيران، سواء تعلق الأمر بوزارة الصحة، أو التربية الوطنية والتكوين المهني، أو وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أخذا بعين الاعتبار أن هاته الفئة ومعها مرضى التوحد الذين يقدر عددهم ما بين 250 و 300 ألف، وغيرهم ممن يعانون من إعاقات مختلفة هم بحاجة إلى رعاية طبية مدى الحياة، ومصاريف مادية تتحدد في 2500 درهم شهريا على الأقل للفرد الواحد، من أجل التطبيب والتعليم، الذي تعتريه عراقيل عدة على مستوى أقسام الدمج المدرسي، والآفاق المجهولة في المستقبل حتى لو تم تفعيل هذا الإدماج على صعيد مستويات تعليمية دنيا لا غير، دون الحديث عن مجالات أخرى تعتبر من الخطوات العلاجية الضرورية لهاته الفئة، بينما قد يرى بعض المسؤولين الحكوميين أنها ترف ومن الكماليات، كما هو الشأن بالنسبة للسباحة، والموسيقى وغيرهما؟ وكان التحالف الوطني من اجل النهوض بالأشخاص في وضعية إعاقة قد نظم بشراكة مع الاتحاد الأوربي دورة تكوينية ما بين 20 و 22 مارس، بمدينة مراكش، وذلك في مجال تقنيات الترافع والتربية الدامجة، وهو اللقاء الذي شهد تقييم السياسات العمومية الخاصة بمجال الإعاقة في المغرب، إذ تناول الكلمة آباء وأمهات هذه الفئة من المجتمع وبسطوا أوجه المعاناة المتعددة التي تعتري الشخص المصاب وذويه في مختلف مناحي الحياة اليومية، خاصة تلك التي تحول دون تمكينهم من حقوق مدسترة كما هو الشأن بالنسبة للحق في التعليم والتمدرس الذي يخضع لعدة عراقيل وصعوبات تحول دون تفعيله! وأحيت منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي لمتلازمة داون 2015 تحت شعار «فرصى وخياراتى، التمتع بالحقوق الكاملة والمتساوية، ودور الأسر»، وذلك بهدف تسليط الضوء هذه السنة على دور الأسرة والمساهمة الإيجابية التي يمكن أن تقدمها للمرضى، الذين يعرفون أيضا ب «المنغوليين»، للتمتع بحقوقهم الكاملة والمتساوية إسوة مع باقي أفراد المجتمع. وتعتبر متلازمة داون من أكثر الظواهر انتشارا في العالم. وتشير الإحصائيات إلى أن من بين كل ألف مولود، حالة واحدة مصابة بهذا المرض. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في دجنبر سنة 2011 قرارها رقم 66 / 149 والذى ينص على إعلان يوم 21 مارس يوما عالميا لمتلازمة داون. وتعتبر متلازمة داون مرضا يسبب خللا في النمو الدماغي، ينتج عنه ضعف في العقل والبدن، وهو من الأمراض الوراثية، وترجع تسمية متلازمة داون إلى الطبيب البريطاني «جون لانغدون داون» الذي كان أول من وصف هذه المتلازمة في سنة 1862 والذي سماها فى البداية باسم «المنغولية أو البلاهة المنغولية» ووصفها كحالة من الإعاقة العقلية. وتوجد ثلاثة أنواع لمتلازمة داون وهي التثلث الحادي والعشرين وفيه يتكرر الصبغي 21 ثلاث مرات بدلا من مرتين ليكون عدد الصبغيات 47 بدلا من 46 صبغيا في كل خلية، ويشكل هذا النوع النسبة الأعلى من مجموع المصابين بهذه المتلازمة إذ تبلغ نسبة الإصابة به حوالي 95% من حالات متلازمة داون، ثم الانتقال الصبغي، وأخيرا النوع الفسيفسائي.