المنغولية أو متلازمة داون أو ثلاثية الصبغة 21، مرض صبغوي يعود إلى الطبيب البريطاني «جون داون» الذي أطلق هذه التسمية ووصف المرض عام 1862، واكتشف جيروم لوجون أن سبب هذا المرض هو الإضافة في الكروموزوم رقم 21، سنة 1959. إن هذا المرض هو الأكثر شيوعا في الأمراض المنتمية للصبغيات. ويتميز المريض بتغيرات معروفة جسديا وظاهريا مصحوبة بضعف في العقل. ومعظم هذه الصفات هي صغر غير طبيعي في الذقن، ميلان عرضي في شق العين، تسطح في جسر الأنف، بروز وتضخم اللسان، قصر في الرقبة، ارتخاء وتهاون مفرط في المفاصيل. ويصطحب ذلك تأخر في الذهن بين خفيف ومتوسط. وهناك أنواع كثيرة من هذا المرض. ويختلف النمو المعرفي بين المصابين بمرض داون من شخص لآخر، وهذا ما يؤدي إلى نجاح البعض منهم في دراستهم وحياتهم الاجتماعية نسبيا مع المقارنة مع أغلبية مرضى الصبغيات. والعلاج يكون حسب نوع المرض ونوع الإعاقات كأمراض القلب وانهيار الذكاء والتأخر في النمو. وهناك عدة جمعيات ومؤسسات رسمية أو مدنية تهتم بالتعليم وبمرافقة المصابين بمتلازمة داون. وقد اختير يوم 21 مارس يوما عالميا لمتلازمة داون منذ 2006. وهناك أفلام قلائل اهتمت بهذا المرض، اللهم الأفلام الوثائقية والتحسيسية الطبية التي تعرف هذا المرض، فهناك إصابة واحدة بمتلازمة داون لكل 1000 ولادة تقريبا وكلما تقدم سن الأم الحامل زاد الاحتمال بالإصابة. ومن بين الأفلام السينمائية التي تناولت هذه الحالة المرضية: «اليوم الثامن»، وهو فيلم بلجيكي من إخراج «جاكو فان دوغميل»، 118 دقيقة، ومن تمثيل «دانيال أوتاي»، «باسكال دوكين»، «ميوميو» وغيرهم. ويحكي الفيلم قصة «هاري» ذلك الرجل الذي كرس حياته لعمله سبعة أيام على سبعة أيام. والذي تغير مجرى حياته عندما التقى ب»جورج» الشخص المعاق ذهنيا والمصاب بمتلازمة داون هذا الأخير الذي يعيش اللحظة. وأصبح هذان الشخصان المختلفان لا يفترقان. في ليلة ماطرة، «هاري» يدحس بسيارته كلب «جورج». «هاري» الشخصية العاملة بدون انقطاع والحزينة والمهووسة والبائسة و»جورج» المنغولي الهارب من المصحة. إنه لقاء خيالي سيغير حياة الشخصين. فهاري البائع المتمكن في عمله سيلقى شخصا ساذجا، يعيش يوما بيوم، يبرهن عن مشاعره بقوة، ويحمل قلبا كبيرا. جميع الأشياء تفرقهم ولكنهم لايبتعدون عن بعضهم ويتحملون حب بعضهم. فالفيلم على شاكلة «راين مان» فالممثل القدير «دوستان هوفمان» أتقن دور المريض بالتوحد، أما «باسكال دوكين» فهو بالفعل منغولي ومصاب بمتلازمة داون. فباسكال عندما يكون سعيدا يظهر السعادة الحقيقية وعندما يكون حزينا يظهر الحزن الحقيقي أو المعاناة الصادقة إنه لايستطيع الخداع. إن المخرج «جاكو فان دوغميل» حاول الاهتمام بصدق بالمنغولية في فيلمه، وحاول تفجير نقط الحس والمسؤولية بهذه الشريحة من الأشخاص وأراد إرسال رسالة إلى المجتمع عبر هذا الفيلم، رسالة بسيطة دون الرغبة في المزج بين التهديد والإثارة والعطف والشفقة، بل السمو إلى مشاعر نبيلة. إن «جورج» مثال الطيبوبة والسذاجة وهناك تشابه مع «راين مان» وكذلك مع «فوريست كامب» «اليوم الثامن»، فيلم يعزز ويحمي «الفوارق» كلون الجلد، والمرضى بالسيدا والأقليات... وكذلك مرضى متلازمة داون والمعاقين بصفة عامة. ولقد لاقى الفيلم عند خروجه عدة انتقادات متبانية، لأنه كشف عن هذا المرض واستغله. إن فيلم «اليوم الثامن» يسلط الضوء على الحياة الحزينة وحياة الوحدة التي يعيشها مرضى متلازمة داون، وهي الحياة التي يعيشها بطلا الفيلم: الأول مريض بالمنغولية والثاني بحياة مهووسة مليئة بالعمل بدون هدف وبدون عائلة. ولكن هل جاء هذا الفيلم بالجديد؟ فالشاب «جورج» منغولي أصلا يسمع الموسيقى، يركب الحافلة سائقوها أصدقاؤه، هندامه جميل، يأكل ثلاثة وجبات في النهار. هل هذا يجعله محبوبا إنه مختلف ولكنه كغيره من المئات من مرضى متلازمة داون. إنه فيلم مرض العصر، مرض الاشتغال اليومي ومرض النفس المهووسة بالعمل إلى حد نسيان العائلة. إنه فيلم جميع الناس مع كل هفواته.