في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، و التي مكنت القائمة العربية المشتركة من تبوء المرتبة الثالثة داخل الكنيست، و هو الموقع المُشرف الذي لم يسبق لأي مجموعة من عرب 1948 أن بلغته في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية. و في إطار المشاورات التي يُجريها رئيس الدولة الإسرائيلي «رؤوفين ريفلين» و التي ستستمر يومه الإثنين، مع مكونات الكنيست قصد تكليف من سيتولى تشكيل الحكومة المقبلة، أجرى صباح أمس مشاورات مع وفد القائمة المشتركة برئاسة الدكتور أحمد الطيبي، الذي أكد أن القائمة «لن توصي على أي من أعضاء الكنيست لتشكيل الحكومة» مطالبا في نفس الوقت «بإدانة تفوهات رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ضد المواطنين العرب خلال يوم الانتخابات». و بهذه المناسبة أجرينا الحوار التالي مع النائب العربي الدكتور أحمد الطيبي، رئيس القائمة العربية و عضو لجنة المتابعة العُليا لشؤون المواطنين العرب و المستشار السياسي السابق لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات .. وضع العرب لن يكون سهلاً كما أن عملنا في القائمة المشتركة سيكون شاقاً, ما هو تقييمكم لوصول القائمة العربية المشتركة للموقع الثالث في ترتيب مقاعد الكنيست العشرين؟ نحن نرى في ذلك انجازاً غير مسبوق ، وخطوة هامة فيما يتعلق بتمثيل المواطنين العرب وقضاياهم. عندما سعى ليبرمان لرفع نسبة الحسم حاول بواسطتها إقصاء العرب من الكنيست. هو أرادها كنيست خالية من العرب توطئة لبلاد خالية من العرب. ولكن نحن « خيّبنا « أمله بأن اتحدنا في هذه القائمة المشتركة ، وحصدنا 13 مقعداً نحن بها الكتلة الثالثة في الكنيست، بينما ليبرمان نفسه فشل فشلاً ذريعاً وهبط حزبه الى 6 مقاعد, بل وكان في مرحلة على وشك عدم تجاوز نسبة الحسم والبقاء خارج الكنيست. هو حفر حفرة للنواب العرب ولكنه وقع فيها ! وها نحن الآن كتلة كبيرة سيكون لنا بها تمثيل في اللجان البرلمانية وسنثبت وجودنا وعملنا في كافة الوسائل البرلمانية لما فيه مصلحة الجمهور الذي انتخبنا. كيف تفسرون التقدم الكاسح لقائمة الليكود و هل سيكون لهذا تأثير على وضع العرب داخل إسرائيل؟ جاء هذا التقدم في أعقاب توجه رئيس الحكومة نتنياهو الى جمهور اليمين بالتخويف والترهيب من أن اليسار سيأخذ الحكم من اليمين، والأفظع من ذلك انه قام بتخويف اليهود من أن العرب يتهافتون على صناديق الاقتراع بالباصات (الحافلات)، مناشداً جمهوره ان يتوجهوا للتصويت. فقط توجه فاشي وعنصري بهذا الشكل يمكن ان يتعامل بهذا الأسلوب مع مواطنين من المفروض انهم متساوون، وان التصويت والمشاركة في الانتخابات هو أبسط حق أساسي لكل مواطن في دولة تدعي انها ديمقراطية. تصريحات نتنياهو افزعت الشارع اليهودي اليميني ودفعتهم الى التصويت بالآلاف. وهذا يعزز ما نقوله دائما بأن إسرائيل هي دولة يهودية للعرب وديمقراطية لليهود. اما تأثير ذلك على وضع العرب داخل اسرائيل ، فإن الحكومة التي سيشكلها نتنياهو، وتركيبة الكنيست بأحزابها، هي حكومة يمينية متطرفة، وكنيست يمينية متطرفة .. في ظل هذا الواقع فإن وضع العرب لن يكون سهلاً كما أن عملنا في القائمة المشتركة سيكون شاقاً لتحصيل حقوقنا المدنية كأقلية قومية. كيف ترون مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في ظل حكومة الليكود المقبلة؟ نتنياهو يواصل دفن عملية السلام ، ويلغي أي فتحة لاستئناف المفاوضات. من الواضح عبر تصريحاته الأخيرة بأنه لن تقوم دولة فلسطينية طالما هو رئيس حكومة، ودعمه للمستوطنات، بأنه ليس رجل سلام ، وهذه الحكومة ليس لديها أي أجندة او نيّة للوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين. كما ان مركبات حكومته مع ذات الرؤيا اليمينية النافية للحقوق الفلسطينية مما يجعلنا لا نتوقع منها خيراً. وهنا لا بد من ان يكون دور دولي وعربي للضغط على إسرائيل وإعادة المفاوضات نحو تسوية عادلة وشاملة وإقامة دولة فلسطينية.