كعادتها في مثل هذه المناسبة، تحتفي مراكش بحلول السنة الجديدة بحضور وازن لمشاهير عوالم السياسة والثقافة والرياضة والفن الذين اختاروا استقبال العام الجديد بالمدينة الحمراء في ظل أجواء خاصة مخالفة لتلك المخيمة على البلاد الأوربية التي يغمرها الثلج والبرد . وإذا كانت الأضواء قد تركزت بالدرجة الأولى على رئيس الجمهورية الفرنسية الذي حل ضيفا رفقة زوجته بالإقامة الملكية الجنان الكبير والذي من المنتظر أن يغادر مراكش يوم 30 دجنبر الجاري لقضاء ليلة رأس السنة بباريس وتوجيه خطاب التهنئة منها للشعب الفرنسي ، فإن قائمة الشخصيات التي وصلت فعلا إلى مراكش أو التي ينتظر وصولها في الساعات القليلة القادمة تتسع لعدد من الأسماء الوازنة من حكام دول و أفراد أسر بعض الرؤساء و أمراء بعض البلدان ورجال أعمال ممن يتحكمون في القرار الاقتصادي العالمي ونجوم كرة القدم والتنس والسينما والغناء وغيرها. ويوجد على رأس قائمة هذه الشخصيات أمير دولة قطر وحرمه وشقيقة العاهل الأردني الملك عبد الله وزوجها الأمير الإماراتي ونجلة قائد الثورة الليبية معمر القذافي وكذا نجلة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأرملة شاه إيران القادمة من باريس رفقة ابنتها واللاعب الفرنسي أنيلكا، والممثل الكوميدي جمال الدبوز واللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام ورئيس البنك العالمي دومينيك سترواس كان.. إقامات هؤلاء المشاهير تتوزع ما بين فضاءات خاصة يملكونها بمراكش كبعض الرياضات بالمدينة العتيقة على مقربة من ساحة جامع الفنا أو فيلات فخمة بمحيط المدينة كالنخيل وتسلطانت وسيدي عبد الله غيات أو ببعض الفنادق الفخمة التي هيأت خصيصا لهم أجنحة على مقاس وزنهم الاجتماعي وثقلهم السياسي والاقتصادي. وبدت مظاهر الاستعداد الأمني واضحة على المدينة لتوفير الشروط اللازمة لاستقبال ضيوفها بهذه المناسبة، حيث طوقت كل مداخل مراكش بحواجز للدرك والأمن وانتشرت الدوريات الأمنية في مختلف مناطق تحرك السياح على مقربة من الوحدات الفندقية وبالشوارع الكبرى، وتزايدت حملات التثبت من هوية الأشخاص، ناهيك عن التواجد المكثف لشرطة المرور بمختلف المدارات الأساسية للمدينة لتسهيل عملية السير والجولان، والحيلولة دون الاختناقات الناتجة عن التزايد الكبير لمستعملي الطريق خلال يومي الجمعة والسبت القادمين. وسيمنع وقوف السيارات بشوارع محمد السادس ومحمد الخامس وعبد الكريم الخطابي خلال يوم نهاية السنة. الأسعار التي تقترحها المحلات السياحية لعشاء ليلة الاحتفال برأس السنة الجديدة تصل إلى 5500 درهم للشخص الواحد بدون احتساب المشروبات. أما اسعار المبيت فتتراوح ما بين 200 درهم لليلة الواحدة بالفنادق غير المصنفة و تصل إلى 20 ألف درهم بفندق المامونية. أما الإقامات الخاصة فيبلغ سعر بعضها 40 ألف درهم و يتعلق الأمر ببعض فيلات النخيل وأكدال . ورغم ذلك فمهنيو السياحة بمراكش يتحدثون عن تراجع ملموس لزوار المدينة في هذه المناسبة مقارنة مع السنوات الماضية. إذ أن نسبة الملء ستتراوح ما بين 50 و60 بالمائة باستثناء بعض الوحدات الفندقية التي سوقت منتوجها بشكل جيد فبلغت نسبة مائة بالمائة. ويتوقع المجلس الجهوي للسياحة بمراكش أن تختتم السنة بمليون و700 ألف زائر بالفنادق المصنفة وستة ملايين ليلة مبيت سياحية وطاقة إيوائية تصل إلى 50 ألف سرير.