بشرى أهريش الممثلة المغربية المزدادة باحصين سنة 1975 بإقليم سلا ، و التي ساهمت في عدة مسلسلات و سيتكومات ، كمسلسل «ولاد الناس» لفريدة بورقية وسيتكوم «لالة فاطمة» و ... ، تتحدث لنا في حوار أجريناه معها، عن وضعية السينما بالمغرب و عن مراحل مسارها الفني و كذا جديدها التلفزيوني.. { كيف يمكن للفنانة المغربية بشرى أهريش أن تتحدث لنا عن بدايات ولوجها عالم الفن و عن مسارها الفني ؟ مساري الفني ابتدأ من المدرسة ، في المستويين الإبتدائي و الإعدادي ، إذ كنا نقوم أسبوعيا بأنشطة فنية تتعلق بالرسم و الموسيقى و التمثيل، غير أن هذا الأخير كان من دون الأشكال الفنية الأخرى يثير مشاعري و شخصيتي بشكل عميق ، بحيث كنت دائما أبدي رغبتي في المشاركة في العروض المدرسية التي كانت تقدم لتلاميذ مدرستنا. بعد الحصول على البكالوريا درست في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وتخرجت منه حاملة لديبلومه ، كما حصلت على ديبلوم الدراسات العليا من المعهد المتخصص في التسيير و التدبير الثقافي بالمحمدية ، بعد ذلك شرعت في المشاركة في مجموعة من الدورات التدريبية في مجال التمثيل منها ما هو داخل المغرب وخارجه في فرنسا و بلجيكا . سنة 1998 ستكون محطة أول عمل فني شاركت فيه و هو مسلسل «ولاد الناس» مع المخرجة فريدة بورقية ، ثم توالت المساهمات الفنية. حاليا يمكنني أن أقول إنه في التلفزيون شاركت ب 15 عملا تلفزيونيا ، و 12 سيتكوم ، ومسرحيات لا أتذكر عددها بالتدقيق، لكن المسرح كان دائما مرتبطا في ذهني بمسرحية «المسطبة» للأستاذ العراقي جواد الأسد، التي مثلت فيها ، كما تنبغي الإشارة إلى أن الموهبة لا تكفي وحدها، فالتكوين ضروري و الإحتكاك بكبار الفنانين أمر يوازيه في اعتقادي. { ما هو جديدك حاليا ؟ قدمت لي مجموعة من العروض لأعمال تلفزيونية مؤخرا، لكني بصراحة ما زلت لم أقرر في الدخول في التصوير في أي عمل حتى الآن ، لكن جديدي الذي ما زال لم يشاهده المغاربة ، هو فيلم تلفزيوني انتهيت من تصويره قبل أسابيع عنوانه «ثعلب أصيلة» مع حسن الجندي و ياسين أحجام و محمد طالب . { سنراك إذن في التلفزيون قريبا ، لكن حول ماذا يدور موضوع و قصة الفيلم التلفزيوني «ثعلب أصيلة » ؟ و أي دور تجسده بشرى أهريش في قصة الفيلم؟ الفيلم التلفزيوني«ثعلب أصيلة» الذي صور في ثلاث مدن وهي أصيلةوسلا و الرباط يعالج ظاهرة التسول بالأطفال المنتشرة بمجتمعنا إلى حد ما، حيث يراهن هذا العمل التلفزيوني على التنبيه عبر الفن إلى أن استغلال الاطفال بسبب ظروف الفقر والعوز لاقحامهم في العمل بالتسول كحل لمشاكلهم المادية، هو تصرف غير إنساني وغير اخلاقي، و أن حرمان الالأطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وإدخالهم في عالم بعيد عن عالمهم كل البعد يجعلهم يفقدون حسهم الطفولي ويكتسبون عادات شاذة ويتعلمون تصرفات لا تنسجم مع طفولتهم البريئة ، هذا هو المضمون العام لفيلم ثعلب أصيلة . سألتني بالنسبة للدور الذي أجسده في هذا العمل التلفزيوني ، سأجيبك أنني لعبت فيه دور « المتسولة » { كيف تقييم بشرى أهريش السينما بالمغرب في السنوات الأخيرة ؟ المركز السينمائي المغربي يبذل جهدا كبيرا في السنوات الأخيرة في مجال السينما ، يجب الإعتراف بذلك ، لأن وحدها المقارنة مع الدول الأخرى على مستوى السينما هي التي تجعلنا نعرف مستوى المغرب في السينما، فعندما نقارن السينما المغربية على مستوى الكم مع الدول العربية نجد أنفسنا بعد المصريين في الإنتاج ، الآن في المغرب ينتج 11 فما فوق من الأفلام السينمائية الطويلة في السنة ، مقارنة مع سوريا التي لا يتجاوز إنتاجها السينمائي سنويا فيلميين طويلين ، و ما لا يجب أن ننساه أن هذا التطور الحاصل في السينما الوطنية على مستوى الإنتاج ، هو راجع للسياسة الثقافية الواضحة و ل 4 مدارس للسينما في المغرب و هو الأمر غير المتحقق في معظم الدول العربية . { في ظل غياب ثقافة فنية داخل مجتمعنا ، أي تطور إذن حاصل بالسينما إذا كان الجزء الواسع من المجتمع بعيد كل البعد عن ما يقدمه السينمائي المغربي لجمهوره ؟ مؤكدا أن تطور السينما يستدعي أيضا تواجد ثقافة فنية داخل المجتمع و هذا دور المدرسة التي تعيش حالة من الضعف، كما أنه ليس هناك تشجيع للقاعات السينمائية ، لأن المشكل المطروح حول القاعات السينمائية المغلقة هو نابع من كون أن القطاع الخاص لا يساهم في الإستثمار في السينما، لكن ما أتفق فيه معك هو أن ارتباط الجمهور بالمجيء إلى السينما أمر لا يكون سوى بخلق تربية فنية بين أفراد المجتمع هذا صحيح ، نحن نفتقد التربية الفنية في مجتمعنا، وبالمقابل أقول إن على دور الشباب و المجتمع المدني أن تعمل على ترسيخ الثقافة السينمائية عبر تكوينات وتدريبات ... { بشرى أهريش ، كلمة أخيرة ... لدينا مدارس للتكوين في المجالات الفنية ، لدينا دور للثقافة في زاكورة و في الداخلة في مغرب اليوم، ننتظر بحزم استكمال بناء ثاني مسرح لعاصمتنا الرباط ، أعتقد أنه يجب أن نكون في مستوى هذه التطورات الحاصلة ، الإمكانيات قليلة ، لكن الطموحات كبيرة ، و أنا بصراحة متفائلة لمستقبل مشرق للفن بالمغرب .