يستأنف اليوم المخرج السعيد بنتاشفين، بمدينة مراكش تصوير الفيلم التلفزيوني الجيد «السي منصور» الذي كتبه يوسف كرامي ويقوم ببطولته كل من عزيز موهوب، هشام بهلول، نزهة الركراكي، ادريس الروخ، عبد اللطيف بنشكرا، سعاد خيي، وهند شهبون. وفي تعليقه على اختيار أسماء رباطية مرتبطة بالمسرح في شريطه التلفزيوني، قال السعيد في تصريح ل«السماء»: «اختياري لهذه الأسماء مرتبط باقتناعي بإمكانياتها التشخيصية، وأعتقد أن الممثل الحقيقي هو القادر على تقمص الأدوار بصرف النظر عن طبيعة الجنس الإبداعي الذي يتم الاشتغال عليه، سواء كان سينما أو تلفزيونا أو مسرحا». وعن القصة التي يتمحور حولها الفيلم الذي من المنتظر أن تنتهي عملية تصويره في الثامن والعشرين من أبريل الجاري، أضاف بنتاشفين: «قد لا ندخل في تفصيل القصة لنمنح الجمهور فرصة اكتشافها، لكن بشكل مختصر فالفيلم يحكي عن مهاجر مغربي ترك أرض الوطن لأكثر من عشرين سنة، ترك خلالها امرأة تحمل في أحشائها ابنة لا يعرف عنها أي شيء ولا يعرف أنه أبوها، قبل أن يكتشف ذلك، وسيحس بعذاب الضمير، مما سيجعله يقرر أن يقترب منها، وعند عدم تمكنه من ذلك سيقرر العودة إلى الخارج، قبل أن يحدث طارىء يغير مسار القصة التي نترك للجمهور فرصة اكتشافها». ومن جهة أخرى، يشكل الفيلم التلفزيوني الجديد الذي تقوم بتنفيذ إنتاجه شركة «إيقاع بروديكسيون» التجربة الثالثة في اشتغال السعيد بنتاشفين مع القناة الأولى على مستوى الأفلام، بعد تجربتي «الوريث» و«ياكور»، واعتبر المخرج أن القناة وفرت كل الشروط المالية لإنجاح الفيلم التلفزيوني، قائلا: «أظن أن الإمكانيات التي صارت تخصص للأعمال التلفزيونية مهمة وتساعد من وجهة نظري في بلورة التصورات التي نطمح إليها». واعتبر السعيد بنتاشفين أن اشتغاله في أفلام تلفزيونية، لا يعني الطلاق مع البرامج الوثائقية، مؤكدا أن هناك مشاريع تلفزيونية مقترحة، ومن الممكن أن ترى النور قريبا. وعبر المخرج بنتاشفين عن رفضه الاستمرار في إنتاج السيتكومات، لأنها لا تنتمي إلى ثقافتنا بحسب تعبيره، وأضاف: «شخصيا أرى، وهذا أمر لا أخفيه بصراحة، أن السيتكومات التي تنتج في المغرب لا تقدم شيئا، ولا أؤمن بها في حقيقة الأمر، إذ من الصعب أن نأقلم هذا الجنس التلفزيوني مع ثقافتنا، فلو عدنا إلى كل التجارب الأوربية التي حاولت أن تحاكي السيتكومات الأمريكية، فلا نجد أن أحدا منها قد نجح، فالسيتكومات، ظهرت في أمريكا ووجهت للأمريكيين، ومن الصعب في اعتقادي أن ينجح السيتكوم في المغرب لعدة أسباب. وفي موضوع آخر، برر عدم اشتغاله في الأعمال السينمائية بما أسماه غياب الفرص وإغلاق الأبواب أمامه، وقال: «كلما اقترحنا أعمالا إلا ووجهنا بالرفض، لا أخفيك إنني أتمنى أن أخرج فيلما سينمائيا طويلا، والجواب عن كون الأفلام القصيرة يجب أن تكون قنطرة بالنسبة للمبتدئين للمرور إلى إخراج الأفلام الطويلة، أنه مع امتلاكي للأدوات واشتغالنا بكاميرا HD في الأعمال الأخيرة نؤكد جاهزيتنا لإنتاج الأعمال، ولا ننتظر سوى أن تمنح لنا الفرصة من خلال تبسيط إجراءات الدعم السينمائي.