راهنت القناة الثانية على سيتكوم "ياك حنا جيران" للمخرج إدريس الروخ، الذي برمجته في فترة الذروة خلال شهر رمضان الجاري، للرفع من نسب المشاهدة، وكسب جماهير عريضة.وتجلى هذا الرهان في الدعم المخصص للسيتكوم، الذي حصل على حصة الأسد من ميزانية القناة لأعمال رمضان، التي ناهزت 6 ملايير سنتيم، هو والمسلسل الهزلي "عقبا ليك" للمخرج ياسين فنان، بما قدره مليار و500 مليون سنتيم. لكن بعد مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان، كشفت الأرقام الأولى لماروك ميتري عن نسب المشاهدة على القناتين التلفزيتين المغربيتين الأولى والثانية، إذ احتلت القناة الثانية مركز الصدارة باحتلالها 16 مرتبة مقابل أربعة للقناة الأولى، واحتل سيتكوم "ياك حنا جيران" المرتبة الرابعة، بعد الكاميرا الخفية "طاكسي 36"، والسلسلة الهزلية "عقبا ليك"، والكاميرا الخفية "جار ومجرور"، ليظل رهان القناة الثانية على هذا السيتكوم، الذي يجمع نخبة من الممثلين المغاربة )محمد مجد، ومحمد بسطاوي، ومنى فتو، وعبد الله شيشا، وسعيد باي، وزهيرة صادق، وحسن عليوي(، يستحق أكثر من وقفة، خاصة أن آراء المشاهدين تتباين حول هذا السيتكوم، فهناك من استساغه، وهناك من لم يقبله بالمرة، واعتبره عملا من شاكلة الأعمال السابقة، التي تهدر فيها الأموال العمومية دون نفع يرجى منها. وحول سيتكوم "ياك حنا جيران"، الذي يعد أول عمل تلفزيوني طويل للمثل إدريس الروخ، ذكر الروخ في تصريح ل"المغربية" أنه راض بشكل عام على هذا السيتكوم، وأنه لو أتيحت له فرصة جديدة، فإنه كان سيعيد النظر في بعض الأشياء، وسيحسن البعض الآخر. وقال إنه لا يعير كبير اهتمام لنسب المشاهدة، لأنها تركز على الأرقام وليس على الجودة. وأشار الروخ إلى أن الإعلانات، التي تعد مؤشرا واضحا على نجاح العمل لدى القنوات، تحققت في سيتكوم "ياك حنا جيران"، لأنه يوما بعد آخر تتزايد الإعلانات في حلقات السيتكوم، ويكثر التقطيع الإشهاري فيها. وعن تباين آراء الجمهور حول سيتكوم "ياك حنا جيران"، وافتقاره إلى أي إضافة فنية، ذكر الروخ أن "تضارب الآراء أمر عاد، ولا يعد مشكلا البتة في أي عمل، بل محفزا لتقديم الأحسن، لأنه من المستحيل إرضاء الجميع، أو الوصول إلى الكمال". وأوضح الروخ أنه اشتغل على هذا السيتكوم بشكل جدي ولفترة طويلة، وأنه انتهى من تصويره بشهر قبل حلول رمضان، ليس مثل الأعمال الأخرى، التي ما زالت تصور إلى الآن. وقال إنه اشتغل على إدارة الممثلين بشكل جيد، وأن الكاستينغ أخذ منه وقتا طويلا، ونجح، برأيه، في اختيار ممثلين دأبوا على الاشتغال في السينما، حتى يكتشفهم الجمهور في أعمال تلفزيونية. وحيى الممثلين، الذين اشتغلوا معه في السيتكوم، وقال إنهم بدلوا مجهودات كبيرة، وقدموا عملا مهنيا واحترافيا. وعن الإشكال الدائم، المتعلق بالسيناريو أو كتابة النص، كشف الروخ أنه مشكل حقيقي، وأنهم في سيتكوم "ياك حنا جيران"، الذي يقوم على فكرة للمخرج نبيل عيوش، جرى تشكيل ثلاث ورشات لكتابة سيناريو الحلقات، وأن كل حلقة كتبها شخص أو شخصان، وأنه على مستوى الإخراج كان مخلصا بشكل كبير إلى روح تلك النصوص. ولكن مع ذلك نجد أن هناك تفاوتا في مستوى الحلقات، وهذا، كما قال، أمر طبيعي، لأن هناك من يصيب، وهناك من يخطئ. وعن مغامرة الإخراج، التي خاضها في هذا السيتكوم، والتي أصبحت موضة لدى بعض الممثلين، ذكر الروخ أنها فعلا مغامرة وتجربة، لكنها لم تأت من فراغ، بل بعد تداريب في السويد، وفرنسا، والمغرب، وبعد تجربة في الإخراج المسرحي، واضطلاعه بمهمة مخرج مساعد في العديد من الأعمال، وإخراجه لحلقتين من سلسلة "البعد الآخر"، التي كانت تعرض على القناة الثانية، إضافة إلى إخراج شريط تلفزيوني طويل مدته ساعة و45 دقيقة بعنوان "نهاية سعيدة"، سيعرض بعد رمضان على القناة الأولى. وتساءل الروخ أليس من حق الممثل أن يصبح مخرجا؟ وقال إنه "حق شرعي، والممثل حينما يتحول إلى الإخراج، فلأنه يرغب في تحقيق رغبات وأحلام لم يتوصل إليها حينما كان ممثلا، والتواصل مع الجمهور بطريقة مختلفة".