الأخ الكاتب الأول، السادة والسيدات في قيادة الأحزاب الصديقة والشقيقة، السادة والسيدات ممثلي الهيآت الدبلوماسية ، وممثلي النقابات والمنظمات النسائية والحقوقية وكل مكونات المجتمع المدني، أخواتي المؤتمرات ، أيها الحضور الكريم، أرحب بكم وبكن جميعا، باسم الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات. يتزامن انعقاد مؤتمرنا النسائي السادس تزامنا مع إحياء الذكرى ((35 لاغتيال القائد الفذ شهيد الحرية والديمقراطية عمر بنجلون، أحد أبرز قادة حزب القوات الشعبية الحاملين لمشروع المجتمع الاشتراكي الديمقراطي، الذين قدموا حياتهم فداء ليحيا الوطن وتزهر فيه قيم الحرية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية. والمدافعين عن قضايا الطبقة العاملة، وحرية الشعوب وعلى رأسها شعب فلسطين المحاصر. ينعقد مؤتمرنا هذا في ظرفية دولية ووطنية تتسم بعدة تحديات، في مقدمتها استمرار تداعيات الأزمة المالية الاقتصادية والعالمية وتأثيراتها السلبية على الحياة الاجتماعية لفئات واسعة من المجتمع، وخاصة النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما أصبحت تشكله التغيرات المناخية من تأثيرات سلبية على صحة وتنمية المجتمع. يأتي انعقاد مؤتمرنا النسائي السادس في سياق تداعيات أحداث العيون، وما رافقها من تضليل إعلامي لبعض وسائل الإعلام الاسباني واستصدار البرلمانين: الأوروبي والاسباني لقرارات متحيزة تمس سيادتنا الوطنية، ومسيرة الدارالبيضاء أكدت عمق الانتماء الوطني للشعب المغربي بجميع مكوناته ووقوفه صفا واحدا في وجه المناورات التي تستهدف استقرار ووحدة كيانه وتفاعلا مع هذه الأحداث نظمنا كنساء اتحاديات وقفة احتجاجية، يوم الجمعة الماضي أمام سفارة إسبانيا قدمنا خلالها رسالة احتجاج إلى السفير الإسباني، مؤكدات على أن ما يجمع شعبينا أعمق مما يفرقهما، وعلى أن التعاون والشراكة بين بلدينا مدخل أساسي لضمان الأمن والاستقرار لبلدينا ولمحيطنا المتوسطي المشترك . مواجهة هذه التحديات تستدعي إرادة سياسية حقيقية واعتماد إصلاحات دستورية وسياسية تعيد الاعتبار للعمل السياسي والثقة لعموم المواطنات والمواطنين في جدوى المشاركة السياسية، حتى لا تشكل استحقاقات 2012 انزلاقا جديدا عن المنهجية الديمقراطية، وما تقتضيه من تفعيل للقوانين وفصل للسلط واحتكام لصناديق الاقتراع، وما يستلزمه ذلك من تقويم جريء ومستعجل للاختلالات التي يعرفها المشهد السياسي ومن تخليق للممارسة السياسية لمختلف الفاعلين، دولة وأحزابا سياسية، استجابة للمصالح الكبرى للوطن. وفي هذا الإطار، فإننا نعتبر مؤتمرنا مساهمة رائدة في تصحيح مسار حزبنا ومسار انتقال مجتمعنا نحو الأفق الديمقراطي. وتحضيرنا لهذا المؤتمر في ظروف استثنائية وقياسية لخير دليل على رفع التحدي، وما ذلك بعزيز على النساء الاتحاديات لأنهن متجذرات في تربة النضال الوطني والحقوقي والنسائي، وهو بذلك يشكل تتويجا لمسار نضالي متميز وتجربة استحقت فرادتها لمراكمتها لنضالات رائدة ومتواصلة، وفي هذا العرس النضالي تحضرني الآن بعض أسماء مناضلات اتحاديات جديرات بتكريمنا وبتكريم الوطن لهن، منهن من غادرتنا ومنهن من لازالت بين ظهرانينا، وعلى سبيل المثال لا الحصر المناضلة - فامة رفيقة القادة والمقاومين الكبار أمثال عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي، والزرقطوني ، وبونعيلات...- والمناضلة خديجة المذكوري التي تعرضت للاعتقال والمحاكمة ضمن الحملة الشرسة التي استهدفت المناضلين الاتحاديين سنة 1963 - والفقيدة ثريا السقاط التي غيبت السجون فلذات أكبادها ورفيق دربها، والمناضلة الرمز الحاضرة بيننا زينب بناني أول مستشارة مغربية سيرت مدينة خلال فترة السبعينيات وخاضت معارك يومية مع رموز الفساد، والمناضلة بديعة الصقلي أول نائبة برلمانية، والمناضلة فاطمة السويسي مستشارة في مجلس المستشارين والمناضلة الزهرة أقري واللائحة طويلة. إنهن مناضلات ناضلن ويناضلن بصمت وبنزعة صوفية من أجل غد أفضل نستلهم منهن القدوة ونسير على خطى دربهن حاملات الورود ومتطلعات إلى غد أفضل ينتهي فيه الحيف وتتحقق فيه المساواة الفعلية بين الجنسين. كنا ولازلنا أول المدافعات عن مشروع الديمقراطية والحداثة وحتى عندما كانت تغيب آلة القمع قادتنا وتغلق بالشمع الأحمر مقراتنا وتصادر صحفنا كنا نواصل التعبئة ونصر على استمرار نضالنا متخذات بيوتنا مقرات تحتضن اجتماعاتنا، مواصلات المسيرة بكل عزم وإصرار فاعلات في صيرورة وليس في ظرف محدد، فاعلات في التاريخ لرفع التحديات، نطرح الأسئلة باستمرار ونبحث لها عن أجوبة من خلال الفعل والتحرك على صعيد مختلف الواجهات الحزبية والنقابية والجمعوية. من هذا الرصيد النضالي الأصيل يستمد شعارنا «نضال نسائي متواصل من أجل الوحدة والمساواة» حمولته الرمزية والوطنية والحقوقية. وفي هذا الأفق النضالي الديمقراطي ينعقد مؤتمرنا النسائي السادس لإغناء مسار نضالاتنا النسائية والحزبية، لإيجاد آليات ملائمة لاستنهاض الطاقات الكامنة لدى نسائنا متوجهات بقناعة مشتركة تعزز الديمقراطية الداخلية وتعتمد مقاربة النوع الاجتماعي استجابة لحاجيات وانتظارات النساء المغربيات في الداخل و الخارج، بما فيهن أخواتنا المحتجزات في مخيمات تندوف، المتطلعات لغد أفضل يحقق لهن العدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة والمشاركة الفعلية لتحقيق التنمية المستدامة .إننا لنجادل في كون الحركة النسائية وضمنها تنظيم النساء الاتحاديات، قد حققت عدة إنجازات خصوصا على المستوى القانوني والتشريعي (مدونة الأسرة، قانون الجنسية، مدونة الشغل- الخ ) لكننا اليوم نعلن عن إرادتنا القوية لبذل المزيد من التعبئة والتشاور والمرافعة، على مستوى حزبنا وأحزاب الكتلة واليسار وعلى مستوى المجتمع المدني، وفي هذا الإطار، نحن مطالبات كحزب وكنساء اتحاديات بالقيام بمبادرات في هذا الاتجاه لتحصين مكتسبات النساء وتطويرها عبر تحقيق المناصفة في كل مستويات اتخاذ القرار. ومؤتمرنا السادس محطة للإنطلاق نحو المستقبل من خلال تقييم جريء وإيجابي لتجربتنا بنجاحاتها وإخفاقاتها، ولوضع أجندة مستقبلية تحدد أولويات ومجالات تدخلاتنا كحركة نسائية تقدمية حاملة لقيم الحداثة و مكرسة لها . في الختام أدعوكن أيتها الأخوات لتمثل قولة القائد والفقيد الكبير عبد الرحيم بوعبيد في الجلسة الافتتاحية لتأسيس تنظيم النساء الاتحاديات حيث قال: «بنضالكن وصمودكن في الاتحاد إلى جانب إخوانكن ستجعلون من الاتحاد الاشتراكي ذاك النهر الذي يجري في كافة الفصول» هل سنرقى إلى هذا الطموح، ذاك هو المعول عليكن.