نظم، مؤخرا، العديد من سكان منطقة عين الحلوف التابعة لجماعة المجاطية اولاد الطالب بمديونة، وقفة احتجاجية أمام المطرح العمومي للنفايات، تعبيرا عن سخطهم وتذمرهم جراء تسرب مياه الأزبال العادمة من هذا المطرح و«زحفها» نحو تجمعات آهلة بالسكان كدوار الحلايبية واللوز، بالاضافة الى الإضرار بمحمية طبيعية بالمنطقة تدعى ضاية «سيدي جغالف» نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا، مما تسبب في إتلاف جميع محتويات منازلهم من أمتعة، كما أدى إلى تشقق مجموعة من الجدران نتيجة قوة الصبيب. هذا التسرب، تسبب، أيضا، في تلويث البيئة وانبعاث روائح كريهة، مما تسبب في انتشار الامراض بين صفوف السكان ،خصوصا الدواوير الاكثر تضررا كدور اللوز والحلايبية بسبب هذه المياه «الخانقة» التي تعبر عن واقع مُزر فرضه تجاهل المسؤولين عن تدبير مطرح النفايات وكذا مجلس المدينة المسؤول المباشر عن تفويت وتدبير هذا المطرح العمومي بمديونة، حيث عدد عدد من السكان أوجه معاناتهم، معبرين عن تخوفاتهم من المآل المجهول لهذا التسرب الذي أصبح بمثابة كابوس يؤرق مضاجعهم كلما هطلت الامطار، إذ قال أحد المتضررين «إننا كلما هطلت الامطار نجد انفسنا نسبح في برك مائية آسنة دون تدخل الجهات المسؤولة عن المطرح» وأضاف آخر للجريدة «اننا نبلغ صوتنا الى الجهات المسؤولة من اجل التدخل لحمايتنا مما يهددنا من خطر». وقد اعتبر بعض الفاعلين الجمعويين المهتمين بالبيئة، ان «تسرب مياه الازبال الآسنة نحو أماكن تواجد السكان يعتبر جريمة بيئية في حق هؤلاء . كما أنه وضع يتسبب لهم في عدة أمراض مرتبطة بالاساس بالجهاز التنفسي»، خصوصا أنهم لا يبتعدون كثيرا عن مكان تجمعها بمطرح النفايات. وقد طالب السكان بضرورة تحرك الجهات المعنية، كل حسب اختصاصه: شركة «ايكوميدكازا» المشرفة على تدبير المطرح العمومي والمصالح المعنية بمجلس المدينة بصفته المسؤول الاول عن سير هذا المرفق ، باعتبارهم مسؤولين عن المآل «غير السليم» لهذه المنطقة، بفعل وجود هذه المياه العادمة، مشيرين الى أن الشركة المكلفة بتدبير النفايات مطالبة بوضع حد لتسرب هذه المياه الخانقة، واصفين ما حصل «بالفشل الذريع في تسيير هذا المرفق»! حالة التلوث هذه تطرح سؤالا كبيرا عن الكيفية التي ستباشر بها الشركة المعنية ، التي تجني أموالا طائلة كل سنة من طرف دافعي الضرائب التي تمنحها لها مصالح مجلس المدينة، تسيير المطرح الجديد الذي مازال لم يعرف النور بعد، مع العلم أن مسؤولي الشركة سبق أن حددوا نهاية سنة 2010 كآخر أجل لافتتاح هذا المرفق الجديد في إحدى جلسات الدورة العادية للمجلس الاقليمي لمديونة!