أعرب العديد من ساكنة دواوير جماعة المجاطية بمديونة عن استيائهم من الطريقة التي عرض بها البرنامج الشهري الوجه الآخر الذي تمحورت حلقته الأخيرة (11 فبراير الجاري) حول عامل النظافة، على خلاف المتوقع، إذ تجنب البرنامج الحديث عن مشاكل المزبلة الحقيقة ولم يكشف عن وجهها الآخر، فيما تم التركيز فقط على آراء مسؤولي مجلس المدينة، والشركات المهتمة بجمع النفايات المنزلية، والشركة الأمريكية المكلفة بتأهيل المطرح العمومي. وعلمت التجديد من مصادر مطلعة بأن السكان الذين كانوا يمنون النفس بأن يكون البرنامج السبيل إلى رفع معاناتهم، فوجؤوا بحذف العديد من المشاهد التي لها علاقة بالتدبير اليومي لمزبلة مديونة، وعدم إدراج حوارات عدة كان قد أجراها طاقم البرنامج مع عمال المطرح العمومي ومواطنين يقطنون بجوار المزبلة، عبروا فيها عن تذمرهم من تسرب عصارة الأزبال الليكسفيا من المزبلة، نحو تجمعات آهلة بالسكان، تسببت للعديد منهم في عدة أمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي. فيما تجاهل البرنامج ذكر مشكل ساكنة المزبلة، الذي وصل إلى القضاء، بعد أن عجزت السلطات المحلية في إقناع الساكنة المعنية بالرحيل إلى مساكن عشوائية بدوار الحلايبية. ذلك أن السلطات الإقليمية بعمالة مديونة كانت قد أنشأت 12 منزلا من أموال المبادرة الملكية بقيمة مالية بلغت 160 مليون سنتيم، لإعادة إيواء ساكني مطرح النفايات، لكنها لم تحظ بالقبول من قبل جميع السكان لأنها - حسب الرافضين- أنشئت في مكان لا يقل قذارة عن مطرح النفايات، وبجانب حفرة مكشوفة لالواد الحار، و أكدت مصادرنا بأنه لم يتم إدراج هذه النقطة في حلقة الوجه الآخر، على الرغم من تصويرها وإجراء حوار مع من قبلوها دون أن يتسلموا وثائق ملكيتها. في حين صرح عمدة المدينة محمد ساجد الذي حضر للمطرح العمومي، لتأثيث مشاهد البرنامج، على أن مجلس المدينة هو الذي أنشأ هذه المساكنالجديدة لسكان المزبلة التي حولها بعض ممن قبلوا بها إلى إسطبلات للبهائم وتربية المواشي. ولم يستطيع برنامج القناة الثانية أن يكشف الوجه الآخر لحقيقة أوضاع أكبر مجمع للنفايات بالعاصمة الاقتصادية، الذي لا يمر يوم أو يومين فيه دون أن يجد عمال النفايات الميخالة جثة رضيع حديث الولادة مخبأ وسط النفايات المنزلية المجلوبة من وسط الدارالبيضاء، دون نسيان الاعتداءات المتواصلة في حق سائقي شاحنات الأتربة وغيرها من مظاهر الابتزاز. وكذا تسيب الأوضاع الأمنية نتيجة لجوء عمالة مديونة إلى سحب القوات المساعدة من بوابة المطرح الرئيسية، وتفشي ظاهرة العشش البلاستيكية التي تعتبر الملاذ الآمن لأصحاب السوابق الفارين من العدالة.. يذكر أن طاقم تصوير البرنامج كان قد واجه عدة عراقيل، إذ لم يمنح لهم الترخيص بدخول المطرح، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة ل التجديد، إلا بعد تدخل عمدة الدارالبيضاء، وبشروط، منها إجبارية حضور مسؤولة مجلس المدينة بالمزبلة، ومسؤولي الشركة الأمريكية في كل مراحل تصوير مشاهد البرنامج.