في الطريق إلى اولاد عبو، المركز الحضري المعزول بفعل الأمطار والعقليات المتخلفة لبعض رجال السلطة، عرج الوفد الاتحادي على مقر جماعة الغنيميين والذي استقبل خلاله الوفد من طرف المواطنين وبعض المستشارين، وفتح نقاشا حول القضايا التي تهم الساكنة الغنيمية إلى أن قدم الرئيس رشيد الزاكي الذي بدا وكأنه خارج من تحت الأنقاض بملابس مليئة بالگبس وبوط يحميه من الأوحال ليخبرنا بأنه قادم من إحدى المناطق التابعة للجماعة، حيث ساعد في إنقاذ إحدى العائلات التي غرقت جراء الأمطار، واستفاض الرئيس في عرض مشاكل الجماعة ومطالبها المتمثلة في إنجاز مسالك طرقية لفك العزلة، وتحويل مقر السوق وإقامة تجزئة بالمنطقة وكذا تزويد المستوصف بطاقم بشري للإشراف الصحي، حيث أوضح الرئيس، وسانده في ذلك المواطنون والمستشارون، أن حال المستوصف يشكل وصمة عار، إذ ما يفوق 17 ألف نسمة يؤطرها طبيا ممرض واحد في غياب مولدة، حيث ترتفع نسبة وفيات النساء أثناء الوضع. ومن المفارقات أن المستوصف غادره طبيب وممرضة، ولم يتم تعويضهما لحد الساعة، في الوقت الذي يتوفر المستوصف على أربعة مساكن وظيفية تظل مهجورة. بعد هذا اللقاء توجه الوفد مباشرة إلى جماعة اولاد عبو، حيث تحولت جنبات الطريق إلى بحيرات شاسعة والدواوير الى مناطق محاصرة والعبور عبر الطريق صعب جدا، لأن أغلب الأنهار امتلأت وتسببت في فيضانات... القنطرة الوحيدة التي أنجزها الاتحاديون في وقت سابق ساعدت في تجنيب الجماعة والمركز مخاطر الفيضان. ونحن نتجه إلى مقر الجماعة لوحظ المسؤولون الجماعيون برئاسة العرابي الدحيمي يساعدون الساكنة في تجاوز أزمة الغرق الطارئ وبتضامن فريد من نوعه بين السكان وفي مقدمتهم الشباب. آليات المجلس، ورغم قلتها، كلها مجندة بعمالها للتخفيف من آثار المعاناة. الزيارة النضالية كانت مناسبة للساكنة التي احتضنت الوفد الاتحادي بحفاوة كبيرة وحضور كبير رغم الأمطار والغرق، لطرح الأسئلة الحارقة التي تؤرق بال المواطنين:«اخويا بغينا المنطقة الصناعية راح حرام اولادنا يبقوا عرضة للفراغ والمخدرات..»، «خاصنا إقامة سكنية».. هي نفس الأسئلة التي أرقت بال العربي الدحيمي في تدخله أمام الوفد الحزبي، حيث يصر على تنمية المنطقة وعلى المنطقة الصناعية وعلى النهوض بمجالات السكن وتحسين ظروف الساكنة التي فوضت الاتحاد تدبير الشأن المحلي للمرة الثانية على التوالي، وبأغلبية ساحقة بعيدا عن مغاربة عفى الله عنهم، حيث لبعض المحسوبين عن السلطة المحلية عقلية مازالت تطبخ المحاضر وتفبرك المتابعات للانتقام من مناضلي القوات الشعبية.. مختلف المتدخلين من الوفد الاتحادي سواء أعضاء وعضوات المكتب السياسي أو المنتخبين والمنتخبات ردوا بعملة واحدة: نحن هنا معكم لنقول لكم ومن خلالكم حزبكم ضحى ويضحي وسيضحي من أجل مصالح المواطنين، ولن نتخلى عن هذه الرسالة، وفي جميع الظروف، ومهما تطلب الأمر من تضحيات. قام وفد يمثل المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وممثلون عن الفريق الاشتراكي بالغرفة الأولى، والفريق الاشتراكي بالغرفة الثانية، ووفد عن الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية بمجلس المستشارين بزيارة ميدانية للقاء المنتخبين الاتحاديين والمواطنين بأولاد عبو ولغنيميين وسيدي عبد الخالق، وسيدي بنحمرون، وابن معاشو، وذلك يوم الثلاثاء 16 فبراير 2010، حيث تم اللقاء بالمناضلين بهذه المناطق، والمنتخبين الاتحاديين. وتأتي هذه الزيارة في إطار دعم المجهودات المبذولة بالجماعات التي يسيرها الاتحاد الاشتراكي، وكذلك من أجل الدعم والمساندة ضد سلوكات بعض المسؤولين بالسلطات المحلية، الذين مافتئوا يضعون العراقيل في وجه المسؤولين الاتحاديين، مما شكل عائقا في وجه التنمية المنشودة، ورفع الضرر عن المواطنين بهذه الجماعات. واستمع الوفد الاتحادي الذي ضم عبد الهادي خيرات ومحمد محب عضوي المكتب السياسي وزبيدة بوعياد رئيسة الفريق الاشتراكي بالغرفة الثانية وعضو المكتب السياسي، ومصطفى الهيبة مستشار اتحادي بمجلس المستشارين، وخالد الحريري، عائشة كلاع، السعدية السعدي عن الفريق الاشتراكي بالغرفة الأولى، وعائشة لخماس عضو المكتب السياسي والمحامية والمناضلة الحقوقية، في حين لم يتمكن رئيس الفريق أحمد الزيدي، والحبيب المالكي عضوا المكتب السياسي من الحضور لمهام طارئة. كما حضر عن الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية بالغرفة الثانية محمد لشكر، وعبد السلام خيرات. بالإضافة إلى أعضاء الكتابة الجهوية لجهة الشاوية ورديغة، وأعضاء الكتابة الإقليمية بسطات، والأستاذ عمر الخيراوي نقيب هيئة المحامين بسطات سابقا والأستاذ شنان اللذين مافئتا يؤازران الاتحاديين بهذه المناطق على إثر ملفات مبفركة من طرف لوبيات الفساد. رئيس جماعة اولاد عبو العرابي الدحيني، ورئيس جماعة لغنيميين الأخ الزاكي، والأخ الحبيب رئيس جماعة ابن معاشو، بسطوا أمام الساكنة والوفد الاتحادي العوائق والعراقيل التي يتم وضعها من طرف بعض الجهات والتي تحول دون تنفيذ برنامج الاتحاد الاشتراكي بهذه الجماعات، والمتمثلة بالدرجة الأولى في عرقلة إخراج مشروع المنطقة الصناعية بأولاد عبو إلى حيز الوجود. رغم كل المراحل التي قطعتها هذه العملية، مما أثر بشكل سلبي على التنمية بهذه البلدية، بالإضافة إلى الإنارة العمومية، وضعف البنيات التحتية، من مسالك، وماء صالح للشرب إلى غير ذلك من النقاط التي بسطها المنتخبون الاتحاديون في هذا اللقاء. عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي ذكر في كلمته بما أنجز في هذه المناطق خاصة بأولاد عبو، في السابق، يقول خيرات موجها كلامه للمناضلين وللمواطنين الذين حضروا بشكل كبير إلى هذا اللقاء، «لقد التقينا في ظروف أحيانا كانت جد قاسية. خاصة في الفيضانات التي عرفتها المنطقة»، بسط ما تم إنجازه سواء تعلق الأمر بالإعانات المقدمة للمواطنين، أو شق الطرق والمسالك وحفر الآبار، بهذا النفس والجهد، يضيف خيرات، الذي «يجعل من اولاد عبو قلعة اتحادية، سنبقى في خدمة المواطن». وأشار إلى أن المنطقة تعرف مشاكل عديدة، «كنا نحبذ في العهد الجديد، أن يكون للسلطة وجه آخر، سيتم فيه التآزر بين المسؤولين والمنتخبين»، وأضاف أن هناك العديد من الجماعات التي سيرها الاتحاد الاشتراكي، لكن لم نشهد هذا التنافر الحاصل في عمالة سطات. إذ يسبح بعض المسؤولين ضد التيار، وضد مصالح الساكنة، مذكرا في الوقت نفسه بتعاون العديد من المسؤولين من أجل تنمية هذه المناطق، الذين سبق أن تحملوا المسؤولية بعمالة سطات. وأكد خيرات أن هناك البعض ممن يريد أن تبقى اولاد عبو على ما هي عليه، إلا أنه شدد على أن الحزب سيعمل كل ما في وسعه لخدمة المواطنين بهذه الجماعات، اولاد عبوا، لغيميين، سيدي عبد الخالق، سيدي بنحمدون، ابن امعاشو،مذكرا باللقاء الذي كان مع المسؤولين بوزارة الداخلية مؤخرا بخصوص هذه المشاكل، مؤكدا أن الاتحاد سيظل دائما في خدمة المواطن. وذكر في كلمته أمام حشد كبير من المواطنين والمناضلين بأن هذه المنطقة سبق أن زارها قادة الاتحاد، عبد الرحيم بوعبيد، محمد اليازغي، الحبيب المالكي، محمد نوبير الأموي، وغيرهم كثير. زبيدة بوعياد رئيسة الفريق الاشتراكي بالغرفة الثانية وعضو المكتب السياسي، أكدت على المجهودات المبذولة من طرف الإخوة المنتخبين لخدمة الساكنة، وكذلك من طرف التنظيمات الحزبية، مشددة على أن الفريق الاشتراكي اطلع على المشاكل التي تعاني منها هذه المناطق، مؤكدة أن الفريق الاتحادي سيدق كل الأبواب لرفع هذا الحيف عن المواطنين. وأضافت في كلمتها أنه لا يمكن الحديث عن أي تنمية بدون تنمية محلية، خاصة في ظل الحديث عن الجهوية. وأضافت بوعياد أن خلق منطقة صناعية بأولاد عبو مسألة أساسية وإحداث سوق نموذجي يدخل في إطار التنمية الاجتماعية كما أن هذه الأخيرة مرتبطة أيضا بالحماية الصحية، مذكرة بالمجهودات التي قام بها عبد الهادي خيرات. في هذا المجال، أشارت إلى أن الاتحاد رغم كل المقاومات المتعددة، سيظل هو الاتحاد، مذكرة بالاشتغال الذي يقوم به الحزب، والذي كما وصفته، اشتغال جاد من أجل مصلحة الوطن والمواطن. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالغرفة الأولى السعدية السعدي أكدت أن الحاجيات الاجتماعية بهذه الجماعات كثيرة منها التعليم، الصحة، الرياضة، الشغل.. وأكدت في كلمتها أنها ستعمل بجانب المنتخبين الاتحاديين للمساهمة في حل هذه المعضلات. وباسم الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية أكد الأخ لشكر بالنضالات التي خاضها الحزب بهذه المناطق، كما جاء على لسان عبد الهادي خيرات. وقال لشكر إن الاتحاد كان دائما وسيظل مستحضرا المشاكل والقضايا الخاصة بالمواطنين. وأشار في كلمته إلى أن المنطقة يجب أن تكون مؤهلة اقتصاديا واجتماعيا، خاصة وأنها تتواجد بالقرب من العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء وتشكل متنفسا لها. وكفريق فيدرالي شدد لشكر أن الفيدرالية تمثل الطبقة العاملة، واعتبر أن الساكنة هي جزء من هذه الطبقة. ومن هذا المنطلق فإن كل القضايا الاساسية، يضيف، حاضرة في تدخلات الفريق، مشددا في كلمته على أن الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية سيقوم بكل المجهودات بخصوص القضايا التي أثارها المنتخبون والمواطنون، ليؤكد في ما يتعلق بالاستراتيجية التي سطرها المنتخبون الاتحاديون في هذه الجماعات. المحامية وعضو المكتب السياسي عائشة لخماس، أشارت إلى أنه ليس من اللائق أن نتحدث في القرن 21 عن الطرق والمستوصفات، وهو ما يمثل مفارقة كبيرة وغريبة. إذ هناك مغرب يذهب بسرعة، ومغرب آخر بسرعة مغايرة، يعاني من التهميش. وشددت أن الحزب سيعمل من أجل تحقيق مطالب الساكنة. البرلمانية الشابة عائشة كلاع ذكرت في كلمتها بالصراع الذي كان دائماً قائماً مع السلطة، وهذا ليس جديداً عنه. وأكدت أن المشاكل بالبادية تختلف عن المشاكل بالمدينة، مشيرة إلى أن الاتحاد منذ 1999 وهو في صلب المعارك دفاعاً عن الديمقراطية وعن مطالب المواطنين، من أجل بناء دولة الحق والقانون. وأكدت البرلمانية والمحامية كلاع، أن المعارك التي خاضها الحزب كانت دائماً من أجل مصلحة المواطن، مشددة في نفس الآن على الدعم والمساندة للمواطنين بهذه الجماعات لتحقيق مطالبهم العادلة، مذكرة بالمحطات والتنسيق الذي تم مع المنتخبين لمصلحة المواطنين. المسؤولون الحزبيون بمنطقة الشاوية ورديغة، وعلى رأسهم عبد الحق بوزيان، الكاتب الجهوي ومحمد زروق الكاتب الإقليمي للاتحاد بسطات، ومحمد بلقاسم رئيس جمعية المستشارين الاتحاديين بالإقليم، وعبد السلام أبو إبراهيم ومحمد الفرابي من قيدومي الاتحاد الاشتراكي، حيث تم التركيز في مداخلاتهم على المراحل التي تم فيها إنشاء التنظيم الحزبي بهذه المناطق، والمواجهات التي تمت مع لوبيات الفساد، ومناهضي التغيير، الذين حاربوا عمل المناضلين حتى لا يتم النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بهذه المناطق، وذكروا بالعراقيل التي مازالت قائمة لحد الآن من طرف السلطات حتى لا تنهض أولاد عبو ولغنيميين وسيدي بنحمدون وغيرها من الجماعات، هؤلاء المسؤولون الذين مازالوا يحنون الى العهد البائد. وذكروا بأن البادية كانت محرمة على حزبنا، الشيء الذي جعل بعض المسؤولين مازالوا يفكرون بهذا المنطق، رغم الانفتاح ورياح التغيير التي عرفها المغرب.