شهد فضاء مسرح محمد الخامس مساء أمس الاثنين 13 دجنبر 2010 ، تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر، للروائي والشاعر المغربي الطاهر بنجلون، بعد أن فاز بهذه الجائزة مبدعون كبار على الصعيد الدولي، ففي سنة 2002 قررت لجنة التحكيم في دورتها الأولى منحها، ولأول مرة، للشاعر الصيني بي ضاو، صاحب المختارات الشعرية الصنية، وبعد ثلاث سنوات كانت من نصيب الشاعر المغربي الكبير محمد السرغيني سنة 2004، رائد الحداثة العربية في الشعر المغربي، ونالها في سنة 2008 شاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش، وبعده تسلمها الشاعر العراقي سعدي يوسف سنة 2009، فهاهي اليوم تقرر لجنة التحكيم التي يرأسها الشاعر محمد السرغيني بعد مداولاتها، منح هذه الجائزة في دورتها الخامسة للشاعر المغربي الطاهر بنجلون في حفل عرف حضورا كبيرا ومتميزا من المثقفين والمبدعين والفنانين ورجال السياسة والحركة الوطنية وممثلي السلك الديبلوماسي ببلادنا وجمهور كبير من قرائه ومحبيه والمعجبين بكتاباته، غصت به جنبات مسرح محمد الخامس. وفي كلمة بالمناسبة ألقاها نجيب خداري، رئيس بيت الشعر، قال فيها، إن الشعر كان منطلق الطاهر بنجلون في البداية، في الإبداع منذ حوالي نصف قرن، واستمر منصتا لنداءات الشعر وضرورته المعرفية وأسئلته المعرفية والجمالية داخل منجزه الشعري والسردي معا، حيث شكل الطاهر بن جلون إلى جانب كوكبة من الشعراء أمثال محمد خير الدين وعبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري ومحمد الواكيرة وغيرهم، جيلا من الرائعين الذين منحوا للمتخيل العربي والمغربي فرصة العبور إلى اللغة الفرنسية ومنحوا الشعرية المغربية فرصة الإقامة في التعدد اللغوي والثقافي وفي الانفتاح على أفاق شعريات العالم ومباهجها. وفي تصريح لحسن نجمي الرئيس السابق لبيت الشعر واتحاد كتاب المغرب وعضو بلجنة التحكيم لجائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الخامسة، أكد أن منح الجائزة لمبدعين كبار في العالم معناه، أننا ننتصر للبعد الشعري في شخصية الطاهر، كما أننا نريد أن نلفت من خلال منح الجائزة اليوم للطاهر، على أن الطاهر قبل أن يكون روائيا، كان شاعرا وظل شاعرا، ولم يتوقف عن كتابة القصيدة والارتقاء بها إلى اللحظة الوازنة والخلاقة في تجربته وأفقه الإبداعي. وأضاف حسن نجمي أن الجائزة اليوم، وهي تنتبه للطاهر بنجلون، تريد أن تعيد الاعتبار لمبدع كبير لم يحظ من قبل بأية التفاتة تقديرية وتكريمية ببلده، فهذه هي المرة الأولى التي ينتبه فيها المغرب الثقافي والأدبي والشعري للطاهر بنجلون كقيمة أدبية نوعية ورفيعة، لقد أعطى للمتخيل الأدبي المغربي مساحات واسعة في جغرافيات متعددة وبلغات إنسانية مختلفة وظل دائما وفيا لبلده، مرتبطا بنسيجه الثقافي المغربي والحضاري والإنساني، كما أنه في كل نصوصه ظل يتمثل الفضاء المغربي والذاكرة المغربية، وما يمور به الواقع المغربي من أحداث ومتغيرات في واقعنا السوسيو ثقافي، مشيرا إلى أنها فرصة للتصالح بين النص المكتوب بالفرنسية والنص المكتوب باللغة العربية، وعموم القراء المغاربة. ويضيف الطاهر بنجلون شاعر كبير وكاتب كبير يستحق هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق، وتشرفه كما يشرفها. وأحيت مجموعة ناس الغيوان على شرف هذا التكريم للشاعر المغربي الطاهر بنجلون، حفلا موسيقيا أدت من خلاله روائعها بقيادة الفنان عمر السيد انطلاقا من أغنية «الصينية» مرورا بأغنية «فين غادي بيا أخويا»، و«الهمامي»، و«يامن هو باز...» حيث كان تجاوب الجمهور معها كالعادة بشكل حماسي وصوفي.