يتسلم الكاتب والشاعر المغرب الطاهر بن جلون جائزة الأركانة العالمية للشعر يوم 13دجنبر 2010 على الساعة السادسة مساء بالمسرح الوطني محمد الخامس. تحيي حفل تسليم الجائزة مجموعة ناس الغيوان. بنفس المناسبة يُصدر بيت الشعر في المغرب : - منتخباتٍ شعرية " ظلال عارية "، ترجمها وقدّم لها الناقد خالد بلقاسم، يقوم بتوقيعها الشاعر . وكانت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية التي يمنحُها بيت الشعر في المغرب بالرباط،، برئاسة الشاعر محمد السرغيني وعضوية : محمد العربي المسّاري وعبد المجيد بن جلون وحسن نجمي وعبد الرحمن طنكول ومحمد بناني ونجيب خداري وخالد بلقاسم، قد قررت منحَ جائزة الأركانة لهذه السنة (2010) للشاعر والروائي المغربي الطاهر بن جلون. و مما جاء في تقرير لجنة التحكيم: "بالشعر بَدَأ الطاهر بن جلون الكتابة قبْلَ أنْ تقودَهُ إلى السَّرد، ولكنْ مِنْ غير أنْ يتنكرَ لِفِتنةِ البدايةِ الشعرية ووُعودِها. هكذا أتاحتْ لهُ الكتابة، على مدى قرابة نِصْفِ قرن، إقامة خَصيبَة بيْنَ شكليْن إبداعييْن، عَرَفَ الطاهر بن جلون كيفَ يُديرُ حواراً سِرِّيّاً بينهما بما يُقوّي وشائجَهُما، في ممارستِهِ النصية، ويجعل كلاًّ منهما يغتذي من الآخر. بهذِهِ الإقامة، أيضاً، اِنخرَطَ الطاهر بن جلون في الكتابة مِنْ داخِل حَيَويةِ سُؤال الأدب. حَيَوية اِحتفظتْ على رهاناتِها البعيدة، وأمَّنت، في الإنجاز النصّي، التعايشَ البنّاء بين السَّردِ والشعر، ومَنعَت الأوّلَ مِنْ أنْ يَحْجُبَ الثاني، على نحو ما هو بيِّنٌ مِنْ عناصِر تفاعُلِهما ووشائِجهِ الظاهرة والخفية في مختلف أطوار المسار الكتابي الطويل. تنضوي البداية الشعرية للطاهر بن جلون ضِمْنَ الوعْدِ الذي اِستنبَتتْهُ، منتصف الستينيات، مجموعة أنفاس بأعضائها الثلاثة: عبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري ومحمد خير الدين، في سياق مجتمعي صعب، لمْ يَمْنعْ هذه المجموعَة مِنَ الحُلم، ومِنْ إشراكِ القصيدَةِ في النهوض بما يَسْتحِقهُ هذا الحُلم. وقد اِرتبطت كتابة الشاعر الطاهر بن جلون، مُنذ النصوص الأولى، بألمِ الإنسان وبالدفاع عن قيم الحرية والكرامة، وهو الارتباط الذي تشعّبَ فيما بَعْد، مُنصِتاً لِهذا الألمِ لا في بُعْدِهِ الوطني وحسْب، وإنّما، أيضاً، في بُعْدِه الكوني. من المجموعةِ الشعرية الأولى: «رجالٌ تحت كَفن الصّمت» إلى المجموعة الأخيرة «جِنِين وقصائد أخرى»، عَدَّدَتْ قصيدةُ الشاعر الطاهر بن جلون مَسَالِكها إلى ما تُعيدُ بناءَهُ عَبْرَ التخييل، وعَثرَتْ على مَسَاربها الصّامتة حتى نَحْوَ كتابَتِهِ السَّردية نفسِها. فقدْ أنصَتتْ قصيدتُهُ للفضاءِ المغربي اِنطلاقاً مِنْ إعادَةِ كتابةِ المُدُن المغربية شِعريّاً. كما حَرَصَت على إرساءِ شِعْريتِها بالاشتغال على الهامش وعلى بناء ذاكرةٍ لم تكن تُفرِّط في تمَسُّكِها بالمستقبل. ذاكرةٌ مُستقبلية تغتذي لا مِنَ المُنفتِح في الماضي وحَسْب، بل، أيضاً، من اِحتمال الآتي".