الأجواء التي ينعقد فيها المجلس الوطني «باسم الكاتب الأول الأخ عبد الواحد الراضي، يسعدني أن أصاحبكن بجانب إخوات وإخوان من المكتب السياسي في افتتاح المجلس الوطني، الذي ينعقد في أفق التحضير للمؤتمر الوطني للنساء الاتحاديات. أربعة عناصر تؤكد حضورها في الأجواء التي ينعقد فيها مجلسكن الوطني. أولا: تطورات قضية وحدتنا الترابية بعد أحداث العيون وكذا مسيرة الدارالبيضاء خصوم وحدتنا الترابية صعدوا من عدائهم لحقوقنا المشروعة. ولم يترددوا في معاكسة الرغبة الأممية في إيجاد حل سياسي لهذا الملف. علينا أن نستشعر جميعاً دقة الموقف الذي يتطلب من بلادنا مزيداً من اليقظة والتعبئة. في هذا الإطار، كل المغربيات والمغاربة يشعرون بالاعتزاز بالحدث الذي عرفته الدارالبيضاء: التظاهرة الكبرى. هنا لابد أن نبرز كثافة المشاركة النسائية، المسيرة رسالة للأصدقاء والخصوم. مواصلة التعبئة الدبلوماسية بتوسيع مجالات التحرك الخارجي. بالمناسبة، لابد أن نشير الى الموقف الرصين للأممية الاشتراكية والدور الذي قامت به بعض الأحزاب الاشتراكية (الإسبانية والفرنسية واليونانية بجانب الاتحاد الاشتراكي في اجتماع مجلسها أخيراً بباريس). العناية بشؤون المواطنين بالأقاليم الصحراوية لتلافي استغلال بعض الحالات العادية للاحتجاج الاجتماعي من طرف أعداء وحدتنا الترابية وتفادي التناقضات بين الساكنة وخلق جو التآخي والتآزر بين المكونات الجمعية والقبلية من أجل تقوية الجبهة الداخلية. ثانيا: أجواء الذكرى... اغتيال فقيدنا الكبير الشهيد عمر بنجلون من أجل استحضار الخصال النضالية لأحد القادة الكبار لحزبنا الذي لن تنمحي صورته من الذاكرة الاتحادية أبداً. ومادمنا نتحدث عن قضية الوحدة الترابية، لابد أن نستحضر حماس عمر سنة اغتياله مباشرة بعد استرجاع الصحراء سنة 1975 ومتابعته القانونية والسياسية لأعمال محكمة لاهاي بجانب الأخ عبد الرحمان اليوسفي ومواجهته في إذاعة فرنسا الدولية لأحد الناطقين باسم البوليساريو آنذاك. ثالثا: التحضير للمجلس الوطني للحزب: 25 دجنبر 2010 مناسبة لتقييم الأوضاع العامة على المستوى السياسي، الإصلاحات الدستورية والمؤسسية، إصلاح قانون الأحزاب، مدونة الانتخابات. على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، أوراش التأهيل. على مستوى القضية الوطنية والعلاقات الخارجية للحزب: يوم دراسي سينظم غداً لتقديم المشروع الاتحادي للسياسة الخارجية. على مستوى تأهيل وتفعيل الأداة الحزبية: توصيات الندوة الوطنية للتنظيم، كل ذلك يدخل في اطار تفعيل التوجه الذي جاء به المؤتمر الثامن للحزب وكل هذا يهدف إلى العمل من اجل اعادة الاعتبار للعمل السياسي المرتكز على الممارسات النضالية والتخليق و المشروع السياسي رابعا: التطورات التي يعرفها العالم والتي تؤثر على مجتمعاتنا وعلى موقع النساء بصفة خاصة - يتعلق بالتوجهات الدافعة الى التوترات بين الحضارات والثقافات والاديان والتي توظف لتحقير النساء وتهميشهن -طبيعة الأزمة الاقتصادية والمالية وآثارها الاجتماعية: هنا كذلك النساء يؤدين كلفة مخلفات الازمة اكثر من الرجال - الحروب والتوترات في مجال البيئة والتغييرات المناخية وآثارها على موقع النساء في المجتمعات كل هذا يتطلب منا قراءة اتحادية حداثية وتقدمية للمستجدات التي يعرفها العالم انعقاد المؤتمر الوطني للنساء الاتحاديات في التاريخ المحدد له قبل نهاية السنة الجارية 17 - 18 دجنبر مسبقا نهنئكن على ذلك، المرأة الاتحادية قاطرة اعادة احياء الحزب، وكلما كانت النساء سباقات يمكن ان نكون متفائلين بالنسبة لمستقبل الحزب في سياق التجديد التنظيمي سواء على مستوى العطاءات الحزبية، النساء، الشباب. او على مستوى الفروع و الاقاليم والجهات الاشغال التحضيرية للمؤتمر، الارضيات، الاعداد المادي، وما ستسفر عنه اشغال مؤتمركن من نتائج وقرارات ستعزز رصيد حزبنا على مستوى التنظيم و الاداء الفكري والسياسي. نهنئ الاخوات مسبقا على هذا الانجاز مؤتمركن ليس استحقاقا تنظيميا يخص شأنا داخليا لقطاع من قطاعاتنا الحزبية، وليس مؤتمرا ينكب على التداول في الشؤون النسائية الخاصة، ولكنه ايضا مؤتمر لتدارس كافة القضايا الوطنية ويوجد في صلب المعركة من أجل الحداثة والديمقراطية والتقدم. مؤتمر من أجل تقييم تجربتكم،و معاينة شاملة لمظاهر ومستويات اندماج المرأة في التنمية ومشاركتها في الحياة السياسية. استطاع المغرب ان يربح رهانا كبير من خلال التأهيل القانوني لحقوق المرأة التي رسختها المدونة الجديدة للاسرة، قانون الجنسية... ومن خلال الجهود المبذولة لمناهضة العنف ضد النساء وادماج مقاربة النوع الاجتماعي في تحضير ميزانيات الدولة والجماعات المحلية وغير ذلك من الاجراءات والمقتضيات التي ساهمت في انصاف المرأة المغربية، وكان لجلالة الملك محمد السادس دور اساسي في بلورتها واخراجها للوجود. وحضور الاتحاد الاشتراكي كقوة اقتراحية ودافعة ساهم في الحصول على المكتسبات. إن تجربتكن النضالية في القطاع النسائى الإتحادي لجديرة بالتقييم، طبعا التقييم التقدمي الصريح والهادئ في افق تطويرها والانتقال الى مرحلة متقدمة واغنائها لتتحقق فهيا المساواة الحقيقية بين الجنسين وتحقيق هذه الغاية لا يمكن فصلها عن نضالات حزبكم الهادفة إلى اصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتمكين النساء من حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن الاتحاد الاشتراكي الذي يعيش مخاضا تاريخيا في اتجاه المأسسة والحداثة والانفتاح يراهن اليوم مراهنة كبرى على نسائه ومناضلاته ليقدمن النموذج الساطع والمثال الذي يقتدى به في اسلوب العمل وفي تعزيز ادائنا الحزبي وفي بناء قوة نسائية تأطيرية وابداعية قوة اقتراح اساسية في المجتمع من اجل الديمقراطية والحداثة والعدالة والتقدم. إن اعادة احياء تنظيماتنا على كل المستويات يتطلب ثقافة جديدة: التنظيم ليس هدفا في حد ذاته، بل هو اداة لتقوية الحزب و موقعه في البلاد. هذا يتطلب ثقافة التآزر والتآخي واحترام القيمة الاضافية لكل واحدة منا أوأحد منا وتوطيد كل الطاقات، لابد ان ننسى كلنا ان المبادرة بالنسبة للقضية النسائية كانت للاتحاد الاشتراكي وكل الاتحاديات، لذا بعد الدراسة الموضوعية لفترات المد والجزر، سيكون علينا كقطاع نسائي أن نقوي تنظيمنا لنكون من جديد قادرات وقادرين لنأخذ المبادرة. الاتحاد الاشتراكي هو حزب الحداثة.. ومن الطبيعي ان يكون من جديد هو المبادر في هذا المجال من اجل ترسيخ ثقافة المواطنة والمساواة ومقاربة النوع داخل الحزب وفي الادارة والحياة الاقتصادية والمجتمع. وداخل حزبنا يجب ان نعمل رجالا ونساء (قضية الجميع) من أجل توسيع القاعدة النسائية وتطوير التمثيلية النسائية في افق المناصفة حزبيا وعلى مستوى المؤسسات المنتخبة ودوائر التسيير الحكومي والاداري والاقتصادي وبصفة عامة مراكز القرار كمنفذ لتأهيل الحقل السياسي في كليته ببلادنا.