انسحب حوالي 30 عضوا من المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي كلهم محسوبون على مدن الشمال في إطار الاحتجاج على إقدام المكتب السياسي خلال مجلسه الوطني الأخير على تمرير قرارات المجلس دون إكمال الاستماع إلى التدخلات التي بلغت 120 تدخلا، وبعدما اعتبروا أن تغييب النقاش ضرب للديمقراطية الداخلية وأن وجودهم لا معنى له. "" تشمل لائحة المنسحبين كلا من محمد العمراني الكاتب الإقليمي لمدينة طنجة وأحمد أعراب الكاتب الجهوي بالمدينة نفسها، بالإضافة إلى مجموعة من أعضاء الجهة من بينهم مصطفى عجاب، نائب الكاتب الجهوي، كلهم كانوا يطالبون بضرورة مواصلة التدخلات. وكان المجلس الوطني الذي انعقد يوم السبت الماضي قد انطلق في أجواء مشحونة بالغضب ساهم فيها توزيع أوراق متضاربة في إطار حرب الكواليس بين اليازغي والمكتب السياسي. وعلمت "النهار المغربية " من مصادر مطلعة أن ما خلص إليه المجلس الوطني كان باتفاق مسبق بين اليازغي والمكتب السياسي، وأن هناك حظوظا كبيرة أمامه لكسب رئاسة اللجنة التحضيرية خصوصا بعدما أصبح الاتجاه العام داخل المكتب السياسي يسير في اتجاه منحها له باستثناء المعارضة المعروضة من طرف ادريس لشكر وبوبكري. وقال الحسين الحسني، عضو المجلس الوطني، أن القيادة الجماعية ارتكبت خطأ مع التاريخ على اعتبار أن الوضعية المهترئة للحزب، لكنها فضلت، حسب قوله، إعمال منطق الديكتاتورية وتصديرها في اتجاه القواعد. وكان المجلس الوطني قد تميز بالتزام محمد اليازغي حرفيا بما قاله خلال المجلس الوطني السابق، حيث ظهر كمناضل عادي استعمل الأدراج بدل المصعد، واحتسى قهوة ما بعد الزوال رفقة باقي المناضلين في المقهى المجاور للمقر المركزي بحي الرياض في الرباط. وحذر بعض الاتحاديين إبان المجلس الوطني من تكرار سيناريو إعلان الراضي عن كون الحزب قد اتخذ قرار بعقد مؤتمر عادي في وقت لم يكن هذا القرار قد اتخذ بعد، وهو الاتجاه الذي عبر عنه الكاتب الجهوي لجهة فاس بولمان. يذكر أن المجلس الوطني خلص إلى عقد مؤتمر عادي بصيغة استثنائية وعدد المؤتمرين بهذه الصيغة لا يتجاوز 1300 مؤتمر، فيما ستشمل اللجنة التحضيرية ما يناهز 450 عضوا. إلى حدود أول أمس وصل عدد المسجلين في اللجنة التحضيرية إلى 200 عضو علما أن آخر أجل للتسجيل هو الجمعة المقبل مع إمكانية التسجيل عبر الفاكسات والتكنولوجيا الحديثة من قبل SMS أو الهاتف. واعتبرت مصادر اتحادية متطابقة أن إعلان اللجنة التحضيرية بهذا الشكل يحمل في طياته تأجيلا للبت في الأزمة إلى اللجنة التحضيرية باعتبار أن المجلس الوطني لم يحسم الخلافات الكبرى داخل الاتحاد الاشتراكي. إلى ذلك من المنتظر أن ينعقد أول اجتماع للجنة التحضيرية يوم السبت المقبل وسيخصص لهيكلتها وانتخاب رئيسها.