تأسس الحزب الشعبي الاسباني رسميا في 1989 ، غير أن أصوله تمتد إلى قبل ذلك بعقود . وقد جاء تأسيس الحزب عبر تحالف « التحالف الشعبي» مع كل من « الحزب الديموقراطي الشعبي» والحزب الليبرالي . وقد جاء في إعلان تأسيس الحزب ، أن المؤسسين يسعون إلى تكوين حزبي « وسط إصلاحي» لكن مواقف الحزب وخلفياته الإيديولوجية والسياسية تؤكد أنه حزب يميني متطرف ولا علاقة له بأحزاب الوسط أو أحزاب اليمين في أوروبا ، وأن العداء للمغرب جزء لا يتجزأ من عقيدته هل يملك الحزب الشعبي الإسباني الجرأة على إدانة انقلاب 18 يوليوز 1936 التي أطاحت بالشرعية الديمقراطية والتي أدخلت إسبانيا في حرب أهلية لمدة ثلاث سنوات ،حيث بلغ عدد ضحاياها أكثر من مليون قتيل؟ وهل يملك القدرة على النبش في الماضي الأليم لهذا الانقلاب الذي لازال أحفاد الضحايا يطالبون بالحقيقة والإنصاف، وملاحقة رموز الفرنكاوية الذين لازالوا أحياء في أحضان الحزب الشعبي من قبيل مانويل فراغا الذي وجهت له أصابع الإتهام بالتوقيع على الإعدامات التي كان يصدرها الجنرال فرانكو. ولماذا الحزب الشعبي كان ضد دفن وتكريم 150 ألف قتيل عرفهم الانقلاب العسكري يوم 18 يوليوز 1936، كجزء من التكريم ورد الاعتبار لضحايا الإنقلاب؟ ولماذا يتحاشى هذا الحزب اليميني الخوض في قضية الاتفاق الذي أبرمه اليمين الإسباني في نهاية السبعينات ،حينما كان في أوج قوته السياسية والمالية والإعلامية، مع الملك خوان كارلوس في شأن تسليم السلطة إلى الملك شريطة عدم إدانة النظام الفاشي / النازي الفرنكوي. ولماذا كل هذا العداء الذي يكنه الحزب الشعبي للقاضي بالطسار غارسون الذي تجرأ وحاول فتح ملف الانقلاب العسكري، لتبدأ الآلة الإعلامية اليمينية حملتها عليه والنبش في ماضيه. هاته مجرد عناوين كبرى لهذا الحزب الذي يتستر تحت عباءة الديمقراطية، لكنه في الأصل والحقيقة حزب خرج من رحم الديكتاتورية والفاشية والنازية. لازال يضم رموز الفترة الفرنكاوية، ولولا الاتفاق الذي أبرمه الملك خوان كارلوس مع اليمين المتطرف في بداية السبعينات، لما تمكن كبار وصغار رموز النظام الفرنكاوي من قلب المعطف والإفلات من العقاب، بل والاستمرار في المسؤولية السياسية والإعلامية والمالية ومراكمة الثروات.