بتنظيم من مؤسسة «أونا»، ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يقدم أندري الباز، الذي يصنفه النقاد في إطار الفن التشكيلي المغربي المعاصر،، معرضين موازيين بڤيلا الفنون بكل من الرباط 2/11/2010 والبيضاء 9/11/2010 وفي ختام هذين المعرضين يكشف النقاب عن مصنف له ، عن مطابع اLa Croisée des Chemins «يضم بين دفتيه أعماله، الشاب منها أو الناضج صحبة أعمال بعض الفنانين المغاربة. وفي شهادة للفنان محمد المليحي أن أندري الباز «من رواد الحركة التشكيلية بالمغرب وأنه كثير الترحال.. مكنته ثقافته وأعماله الفنية من السفر عبر العالم وهو متعدد المواهب (ضارب عود وعازف كمان.. ويسير أوركيسترا بالجديدة..وهو مدرسة في حد ذاته: تقنية وموادا وفلسفة، له ذخيرة جبارة وتجربة راكمها في المهجر،وهو من جيلي وجيل شبعة ومكي مغارة والسفاج والعمراني وبلكاهية والشرقاوي والغرباوي.لا نعرف كثيرا عن تجاربه بالمهجر،ولكن نعرف أن هذا الفنان المغربي الذي يعشق بلده حتى الثمالة نشط في السنوات الأخيرة بشكل مكثف..وهو يعيش بين ناربون وباريس والرباط.. { الفنان أندري أزولاي، كيف تقدمون لأنفسكم؟ من مواليد الجديدة بالحي البرتغالي أساسا، من أب يدعى إِلي ELIE الباز، وهو أحد أوائل المصورين المغاربة.صادفتْ ولادتي (26 أبريل 1937) حدثين مثيرين: ولادة الفنان الفرنسي الكبير Eugène De lacroi (1926)، هذا الفنان المجدد والذي يمثل فنه تحديا صارخا في إطار الفن التشكيلي العالمي،وتفجيربلدة Guernica(1926)، هذا التفجير الذي حوله زميلي Pablo picassoإلى عمل فني رائع وشهادة على تجبّر الإنسان،وقد أثر هذا على نفسيتي وطبع مساري التشكيلي.تلقيت دراساتي الابتدائية بالمدرسة الاسرائيلية بالجديدة(Mazagan وقتها).انتقلت وأسرتي إلى الرباط وتسجّلت بEcole de Livre .وفي سنة1955 كانت أعمالي بالكولاج،وتعتبر سنة1956 فاتحة عهد احترافي بالرسم والصباغة.وكانت أعمالي وقتها متأثرة بالفنان Raoul Duf.وشددت الرحال إلى الديار الفرنسية سنة 1957 وقصدت باريس ملتحقا بمدرسة الفنون الجميلة بباريس،كما ولجت صالونات التشكيل مثل: Salon d›Hiver - Salon desSurindépendants - Salon de l'Ecole Française - les Biennales de PAris. وفي 1960 سافرت إلى اسبانيا حيث لاقيت مشاهير فنانيها ومن أهمهم Francisco José de Goya وفي 1961 قفلت عائدا إلى المغرب، واستطعت أن أنظم ثلاثة معارض في السنة الموالية بكل من طنجة والرباط والبيضاء.في هذا العهد،عُين الفنان فريد بلكاهية مديرا بمدرسة الفنون الجميلة بالبيضاء، وقد نادى عليّ للعمل معه لتدريس الرسم وتاريخ الفن إلى جانب كوكبة من الأساتذة الفرنسيين والمغاربة.وفي 1965 كانت لي مناسبة زيارة لندن لأعرْض (كولاجاتي) بأروقة شهيرة ك (Zwemmer Gallery) التي عرض بها بيكاسو و«BAlliol Collège » بجامعة أوكسفورد محققا نجاحا باهراإلى جانب أعمال فطاحلة الفن من الأوروبيين. وإلى جانب الرسم والصباغة،كان التحصيل والمدارسة،فقد حصلت على دكتورتين: الأولى في إطار طب الأمراض العقلية en psychiatrie والثانية في علوم التربيةsciences de l›éducation.ولَكثيرا ما تستدعيني الجامعات والمستشفيات النفسية لأجل الاستشفاء بالفنthérapie par l›art الذي اشتهرت به والمحاضرة بكثير من المدن الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وكندا واليابان، ووقتها كان يُنادَى عليَّ كسفير للفن المغربي بالخارج.. ومنذ 1986 ارتبط عملي بصناعة ورق خاص بي،أصنعه بشكل عالِم وحميمي، وبعد عرض عملي الفني أقطع قماشاتي وورقي أجزاء أجزاء وأجعلها بأوعية شفافة لتعبر عن إبداعية فريدة وفلسفة عميقة،نحو نفسي والإنسان والمجتمع والكون حتى. { دعتكم السفارةالأمريكية ب«سفير الفن المغربي بالخارج»، هل ترقون لهذا المستوى، وماذا عن هذا المعرض الذي تقيمونه اليوم بكل من الرباط والبيضاء؟؟ في سنة 1968 تمت المناداة عليّ من طرف سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية على أساس أني سفير التشكيل المغربي بالخارج، لزيارة 13 ولاية،وهناك أتيح لي أن أتعرف على المتاحف ومدارس الفن وأروقتها، ومن ثم زرت كندا،وبأحد أروقة مونتريال تم اقتناء لوحاتي 31 جميعها،ولم يكن من بين أولائك المقتنين من الأمريكيين والكنديين يهودي مغربي واحد.ومعظم مقتني لوحاتي من الأطباء والمهندسين والسفراء.. وجماعي اللوحات المحترفين.أما عن أعمالي بهذا المعرض فتغطي نصف قرن من العمل الدؤوب والمتواصل والمكثف.تناولتْ حقبة الشبيبة كما تناولت حقبة النضج الإبداعي،من الكولاج إلى التجريد،من مرحلة «عكس التاريخ»اRetournement de histoire إلى مرحلة «فناني الحرب»اWar artist،في نحو 250عملا من الحجم الكبير.ومن المعلوم أني تطرقت-خلال مساري التشكيلي- لموضوعات كثيرة.بدأت كرسام كلاسيكي،اشتغلت على الطبيعة الميتة..رسمت الإجاص والبرتقال والقناني، ليس فحسب لاستيعاب الأشكال ولكن لرؤية كيف أن اللون والشفافية يشتغلان معا، ورسمت المدن المكتظة بناءً ومن قبلُ زلزال أكاديرالذي أثّر فيّ ..رسمت الأوركيسترا ومراكب الصيد لأني أحب ميناء الجديدة وهو منحفر في وجداني وطفولتي { أي جديد تحملونه في الفن المغربي أو بالأحرى العالمي؟ كان همي في إطار تكويني التشكيلي أن أستوعب وأصيغ لي أسلوبا مستقلا بي وكان علي بالموازاة أن أقتفي أثر معلمي الفن الفرنسي الذين كان منهم -أذكر- Dufy, Rouault, Buffet, Matisse، ولكن أقربهم إليّ وأحبهم إلى نفسي Nicolas de Staël. وكذا les cubistes, les dadaïstes .اشتغلت على كثير من التقنيات وجربت موادا،وتناولت موضوعات مختلفة،وانتهى بي المطاف إلى تجربة انفردت بها، وصرت الدكالي القادم بالجديد في الفن التشكيلي بالمغرب وفي الفن التشكيلي العالمي. وتجربتي هي القيام بتخريب أعمالي بعد الإجهاد في إبداعها، لهدف أسمى وأجلّ وهو أن أفسر كيف تتخارب الديانات.. وكيف أن الناس يخربون بعضهم البعض.أنا المغربي الوحيد-وبكل تواضع- الذي يخرب عمله ليخرج منه عملا آخر جديدا، وبهذه الطريقة أبرهن على أن الفن هنا ليشهدَ.. للشهادة،لكن من دون دموع أو صراخات،وأنا متأكد من أن عملي سيُفهم غدا،وهكذا أُسجل نفسي ضمن رواد هذه البداية في هذه الألفية. { الفنانة الشعيبية الدكالية هي الأخرى،كانت سفيرة للفن التشكيلي المغربي في الغرب،يروج أن لكم مآخذ عليها؟ لو يتسع صدرك لحكيت لك أن علاقتي بالشعيبية الفنانة، تعود إلى 1962 بالضبط حيث كنت أنظم أول معرض لي بالبيضاء.في هذه الأثناء تلقيت دعوة من ابنها حسين طلال يلتمس فيها مرافقتي لرؤية رسمه.وبالفعل كان ذلك ورأيت أعماله التي لم يكن موضوعها شيئا آخر غير «المهرج».ونظرا للطافته وبساطته توثقت العلاقة بيننا،وبالمحصلة جعلت محترفي مشرعا في وجهه.في ذلك الإبان كانت الشعبية Tireuse de carte لم تكن تجرؤ على الرسم.ولقداتفق يوما أن زرت حسين طلال رفقة الفنان أحمد الشرقاوي ومؤرخ الفنPierre Gaudibert،ورأينا جميعا رسومات لها.وما ضرني -فعلا- أن الشعيبية بعد أن تألّقت لم تعد ترضى ذكر اسمي،ألأني يهودي مغربي!؟واختلقت حكاية الرؤية التي تناقلتها ألسن وأقلام دون تمحيص والتي مفادها أن شخصا وقف عليها في المنام وأمرها أن تستيقظ وتشرع في الرسم للتدليل على موهبة سماوية،لا فَضل لأحد عليها في إخراجها وصقلها. والواقع أن ذلك الشخص هو: أنا حقيقة،فأنا الذي مددتها بمستلزمات الرسم والصباغة ..كنت أرافق بداياتها باستمرار وأبين لها كيف تبدأ وكيف لاتخشى الأدوات أو ما يتفتق عن ريشتها.كنت أبعث لها بمستلزمات الرسم من لندن،وأكثر من هذا اقتنيت أعمالها الأولى والتي ليست في حوزة ابنها طلال حتى،وأنا-طبعا -مَن جعل معارفي من منظمي المعارض بفرنسا وانجلترا يقبلون على أعمالها بشراهة،حتى أصبحت أعمالها فيما بعد أكثر مبيعا. ماضرّني- فعلا- هو عدم الامتنان ونكران ذكر اسمي،والاقتصار على ذكر بيير كوديبيرPierre Gaudibert وحده والتلويح بأن شهرتها بفضل موهبتها وعصاميتها وحدها،فقَط وفقَط!!