المفروض أن الطبيب وحده هو من يعرف الأحوال الصحية للناس، واقتراح الأدوية المتوفرة بالجرعات المناسبة، فهو القادر على تحديد الأعراض الفعلية للأمراض من خلال فحص طبي يكشف عنه لا يستند إلى المشاعر والشكوك. لكن مع تطور الخدمات عبر الأنترنيت، اختلفت الأمور بعض الشيء، حيث ازداد اهتمام مستخدمي بالشؤون الصحية، فأصبحنا أمام مليارات الصفحات تملأ الشبكة العنكبوتية انكبت وسهرت على رصد كل ما هو مرتبط بالصحة بتقديمها لمختلف المعلومات الصحية من الخاصة بالحفاظ على المعافاة إلى الوقاية من الأمراض وتقديم وصفات وطرق معالجتها. مواقع الاهتمام بالصحة لم تترك جانبا دون التطرق إليه، كما لم تحتكر آخر ابتداء من أوجاع الرأس الى الربو أو السكري إلى أمراض القلب والسمنة والكولسترول الى أمراض المواليد والأطفال والمراهقين وأمراض الشيخوخة إلى مشاكل الحمل وأمراض النساء الى الأمراض العصبية والنفسي الى غير ذلك من الأمراض والمشاكل الصحية. لكن هل تلك المعلومات الإلكترونية تغنينا عن زيارة الطبيب، فبدلا من التوجه إلى الطبيب، نكتفي بما تقترحه هذه المواقع. طرحنا السؤال على مجموعة من الأشخاص من تصفحي هذه المواقع، فتضاربت الأجوبة واختلفت بين من يستعين بما تقدمه من مقترحات وحلول عبر الاستفادة من حالات مشابهة، ومن يرى إمكانية تعويض الطبيب بموقع الأنترنيت مسألة ممكنة الى من يؤكد أن استشارة الطبيب ضرورية فهو المسؤول عن تشخيص المرض ووصف العلاج دون الاهتمام بما يرد في منتديات الصحة، باعتبارها مصدراً غير آمن للمعلومات كل حسب مصداقيتها. تقول بديعة: لا مانع من تصفح منتديات الاهتمام بالصحة وقراءة موادها، فبالنسبة لي، في الأمور العادية وغير المستعجلة يمكنني الاستفادة منهما دون زيارة الطبيب، لكن في حالة المرض، هنا لابد من تدخل الطبيب لتشخيص المرض وتحديد المشكل بشكل مباشر، وليس عبر معلومات غير دقيقة أو مجهولة المصدر. وعن الوصفات المقترحة، تضيف، وصف العلاج هو من اختصاص الطبيب المعالج أولا والطبيب الصيدلي ثانياً. وفي أغلب الحالات، لابد من استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء أو الإقدام في استخدام بعض الوصفات المقترحة. يؤيدها الرأي مصطفى حيث يقول: إذا كنت أبحث عن معلومات صحية تتعلق بتمارين رياضية تتماشى وحالتي التي شخصها الطبيب مسبقاً أو بأغذية تناسب حالتي أو التعرف على الآثار الجانبية لدواء معين، فهنا الاستفادة واردة دون مشاكل. أما إذا كانت المعلومات التي أبحث عنها تتعلق بتشخيص لأعراض مرض يشبه حالتي، والاستناد إلى علاج من خلال ما يقترح عبر هذه المواقع الإلكترونية، فهنا لا ينفع المثل القائل: »سول المجرب لا تسول الطبيب«، فمراجعة الطبيب ضرورية. أما حنان، فتقول شخصياً أستخدم بعض الوصفات الصحية المتداولة في أحد المنتديات، والتي أجدها في المتناول، لا مجال لمقارنتها بما سيصفه لي الطبيب من حيث التكلفة، لاسيما فيما يتعلق بالأعشاب واستخدامها المختلفة. ولا أخفي استفادتي من المعلومات الإلكترونية الصحية، وعلى سبيل المثال في بعض المنتديات، أقوم بطرح المشكل والطبيب يجيب مجاناً، أو بإجابة أحد مر بنفس التجربة. إلى جانب هذه الآراء، يبقى الاعتماد المطلق على المعلومات المتاحة من إيجاد الدواء. ففي الوقت الذي توجد مواقع إلكترونية يشرف عليها متخصصون ودارسون في المجال، توجد مواقع يشرف عليها أشخاص غير مؤهلين، وبالتالي نجد أنفسنا أمام معلومات غير دقيقة، بدلا من تحسينها للصحة من شأنها أن تلحق بها أشد الضرر ومسألة زيارة الطبيب تبقى حتمية. فالمعلومات الصحية التي نحصل عليها عبر الأنترنيت مهما كانت دقتها، تبقى ذات طبيعة تثقيفية وتوجيهية لا تغني عن مراجعة الطبيب المتخصص لتشخيص المرض وتقديم العلاج ووصف الدواء، فهذا هو التصرف السليم.