يعاني مركز فضالات التابع لإقليم بنسليمان من ترد كبير على مستوى أوضاعه البيئية و الاجتماعية و الاقتصادية ، و قد شهد مؤخرا اختلالات عميقة في بنيته التحتية نتيجة الإهمال و التهميش الذي طال جميع مرافقه و أحيائه، علما بأنه يتوفر على مؤهلات طبيعية و جغرافية هامة لم تستغل بالشكل المطلوب للنهوض و الارتقاء بأوضاعه، و يكفي أن نذكر في هذا الإطار موقعه الاستراتيجي القريب من العاصمة الاقتصادية (26 كيلومترا) و كذا من مدينة الزهور (18 كيلومترا) لكن توالي و تعاقب سياسة التسيير الفاشل بجماعة فضالات جعل المركز المذكور يتخبط في مشاكل متعددة أصبحت تقلق راحة السكان و تلحق بهم أضرارا كبيرة و متنوعة حيث انعدام النظافة و قنوات الصرف الصحي و تدهور وضعية الأزقة و المسالك و انعدام الإنارة ببعض الأحياء و تزايد مساكن الصفيح و التوسع العشوائي للعمران و عدم وجود مرافق ثقافية و ملاعب رياضية التي تساهم و تساعد على إبراز الطاقات و المؤهلات الثقافية و الرياضية والفنية للشباب بالمنطقة الذي وجد نفسه أمام التهميش و عدم الاهتمام به عرضة للضياع و الانحراف، و أمام صمت السلطات على هذه الوضعية المزرية بالمركز و عدم قدرة المسؤولين بالمجلس البلدي على نهج سياسة تنموية شاملة و عجزهم عن إيجاد الحلول الناجعة للنهوض بأوضاع المنطقة تحركت مجموعة من السكان الغيورين لدق ناقوس الخطر الذي يتهدد الساكنة و المكان و كذا تنبيه الجهات المسؤولة و المعنية للتدخل و تدارك الوضع ، حيث وجهت هذه المجموعة عدة شكايات في الموضوع إلى المسؤولين و التي كان آخرها الشكاية المذيلة ب65 توقيعا الموجهة يوم 21 أكتوبر الحالي إلى كل من عامل الإقليم و قائد فضالات و رئيس الجماعة و إلى مندوب وزارة الصحة ( توصلت الاتحاد الاشتراكي بنسخ منها) ، وهي شكاية يعبر من خلالها السكان المتضررون عن عمق المعاناة اليومية التي أصبحت تشتكي منها الساكنة يوميا نتيجة تدهور الوضع البيئي بدوار لعمور بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي و اختناق مجاري الوادي الحار مما يؤدي إلى تسرب المياه العادمة إلى الأزقة و الأحياء و إلى الحفر الموجودة بها التي تكاثرت و أصبحت عبارة عن برك مائية تؤثث فضاءات الأزقة تنبعث منها روائح كريهة و نتنة باستمرار، و تتجمع و تنتشر فيها كل أشكال الحشرات الضارة و الميكروبات كالباعوض و الناموس و الذباب، مما نتج عنه تلوث بيئي بالدوار ألحق أضرارا صحية بالسكان ، حيث انتشار أمراض الجلد و التنفس و أمراض العيون، الشيء الذي أصبح يتطلب تدخلا عاجلا لتطويق هذه الوضعية المزرية عبر تهيئة و تأهيل البنية التحتية لمركز فضالات و العمل على إيجاد حل سريع لتصريف المياه العادمة بعيدا عن دوار لعمور و إصلاح أوضاع بنية تجزئة « الفضيلة» و كذا تحسن خدمات قطاع النظافة بعد أن استفحلت الأزبال و انتشرت على نطاق واسع بالمركز. و للإشارة فقد سبق للسكان أن قاموا بعدة مبادرات من خلال مساهمتهم ماديا لحل مشكل تصريف المياه بعدما يئسوا من وعود المسؤولين بالجماعة الذين تبين بالملموس أنهم أصبحوا عاجزين و غير قادرين على تدبير وإيجاد الحلول لأبسط مشكل يضر بمصالح الساكنة و أثبتوا فشلهم في تسيير شؤون الجماعة و قد أكدوا ذلك أمام المواطنين الذين يقصدون مصالح الجماعة حيث يتذرعون أمام عجزهم عن حل المشاكل بحجج واهية كادعائهم أن الجماعة فقيرة لا تتوفر لا على دعم و لا على الإمكانيات المادية المطلوبة لتدبير مشاكلها، متناسين أن البعض من هذه المشاكل لا يتطلب سوى الإرادة الصادقة و الالتزام بالتعاقد الذي تم مع المواطنين للنهوض بالمنطقة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و رياضيا. فهل ستجد شكايات السكان آذانا صاغية لدى المسؤولين أم سيكون مصيرها هي الأخرى التهميش و الإهمال كما همش مركز فضالات؟