عين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الاثنين 01-3-2010 السيد محمد طلابي عاملا على إقليموزان من بين عشرعمالات جديدة، ضمن التقسيم الترابي الجديد الذي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات البشرية و الطبيعية و الاجتماعية ، تنفيذا لسياسة القرب و من أجل تحقيق تنمية محلية شاملة. و كانت وزان و ناحيتها تعاني من اختلافات عميقة على مستوى الخصوصيات الجغرافية و العوائد الاجتماعية و أنماط الحياة و المعاش الاقتصادي بين ساكنتها و باقي ساكنة إقليمسيدي قاسم ،إذ أنها تعد من قبائل الشمال لكنها ضمت قسرا إلى جهة الغرب اشراردة بني احسن ، و بالتالي حرمت من كل اهتمام بدءا من عدم وجود إسمها ضمن تسمية الجهة و انتهاء بعدم استفادتها من مشاريع تنمية أقاليم الشمال . و هي لم تجن من وجودها ضمن التقسيم الاداري لإقليمسيدي قاسم ( بعد أن كانت تابعة لإقليمالقنيطرة و قبله لإقليمالرباط ) سوى التهميش و الإهمال ، حيث أنها لم تعرف أية مشاريع تنموية تذكر و لم تفك العزلة عن المدينة و ناحيتها و لم تستفد من أية بنى تحتية ، بل تحولت إلى قرية كبيرة بعد أن كانت خلال الفترة الاستعمارية تلقب "باريس الصغيرة" بالنظر إلى جمال طبيعتها و نظافتها و توفرها على كل مقومات الحاضرة ، خصوصا و أنها كانت من أول البلديات بالمغرب .و قبل ذلك عرفت شهرة واسعة وطنيا و خارجيا بفضل إشعاعها الروحي و الديني الذي تحول في أحيان كثيرة إلى نفوذ سياسي ساهم في أحداث كثيرة في مغرب القرنين 19و20 .. و بعد الاستقلال تراجعت المدينة لتحمل ملامح قرية كبيرة ،و تحولت مع مرور السنين إلى فضاء لاستهلاك المخدرات وبيعها وتبييض أموالها في العقار الذي ارتفعت أسعاره بشكل فاحش، كما زاد غلاء المعيشة الذي اكتوى بناره سكان دار الضمانة و عاصمة قبائل جبالة. و سيساهم الارتقاء الاداري بوزان و الناحية إلى مستوى عمالة في الرفع من المستوى العام للساكنة .فهي تعاني من البطالة في مختلف مستوياتها، بدءا من الفلاحين الصغار الذين يغادرون نحو المدن الكبرى بحثا عن لقمة العيش ، مرورا بمختلف الحرفيين و الصناع التقليديين الذين يعانون الكساد بفعل مشاكل تنظيم حرفهم و توفير التمويلات و الأسواق اللازمة ، و انتهاء بالخريجين المعطلين في مختلف التخصصات. و يعول على أن تدخل المدينة عهد الاستثمار في مختلف القطاعات ، و خاصة القطاع السياحي الذي تتوفر المدينة و الناحية على منتوج خام و وفير يحتاج إلى استثمارات ، كما يمكن خلق بنية صناعية تشغل اليد العاملة في مختلف أنواع الصناعات الخفيفة و المتوسطة و خاصة في قطاع النسيج و الصناعات الفلاحية . و يبقى فك العزلة عن المدينة و الناحية أمرا ضروريا وذا أولوية ، و خاصة تجهيز الطريق الوطنية الرابطة بين وزان و فاس و الطريق االجهوية بينها و بين سوق أربعاء الغرب ،كما يمكن ربطها بشبكة السكة الحديدية الوطنية عبر محطة قرية بنعودة( أولاد المامون) ، فضلا عن إمكانية توسيع مطارها و استخدامه لأغراض سياحية و تجارية. و بذلك سيتمكن هذا الاقليم الفتي - السابع في جهة طنجة تطوان- أن يساهم في مسيرتها التنموية بالنظر إلى خصوصياته و موقعه الجغرافي الذي يؤهله أن يكون صلة وصل مع جهات الغرب و الوسط . [email protected]