تعاني جماعة بئر النصر المتواجدة بمنطقة ازعير والتي تم إحداثها سنة 1994 ، من الإهمال والتهميش ، وتعتبر من أفقر الجماعات بإقليم بنسليمان حيث بلغت نسبة الفقر بها حوالي 28% حسب إحصاء سنة 2004 وهي ثاني نسبة بعد جماعة الزيايدة ،مما جعلها تستفيد من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكن حصيلة المنجزات والمشاريع التي همتها في هذا الإطار منذ سنة 2005 جد ضعيفة ومحدودة و لم تكن في مستوى تطلعات و انتظارات السكان، وذلك بالنظر إلى الخصاص المهول والنقص الكبير الذي تعاني منه الجماعة في مختلف المجالات و الميادين الاجتماعية والاقتصادية وكذا على مستوى البنية التحتية حيث انعدام المسالك والطرقات و المرافق العمومية الأساسية لتأهيل ساكنة المنطقة رغم المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تتوفر عليها الجماعة وهذا ما أكدته وأشارت إليه مداخلات المسؤولين و ركزت عليه مناقشات وتدخلات الحاضرين في اللقاء التواصلي لتبادل الخبرات والتجارب بين الفاعلين الجمعويين الذي نظمته اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يوم الثلاثاء 22 يونيو بمقر جماعة بئر النصر حول موضوع « الأنشطة المدرة للدخل رافعة للتنمية المحلية» لفائدة ممثلي الجمعيات المهتمة بهذا الميدان وحضره بعض رؤساء الجماعات وممثلي المصالح الخارجية بالإقليم ، حيث كانت بعض الأرقام التي تطرق إليها المتدخلون جد صادمة وتتطلب مضاعفة الجهود للنهوض بأوضاع السكان وفك العزلة عن المنطقة، فنسبة الأمية بالجماعة تقدر ب 72% منها 83% عند النساء ومستوى العيش يعرف درجة كبيرة من التدني حيث لا يتجاوز الاستهلاك الفردي السنوي 4560 درهما مقابل 7010 دراهم كمعدل وطني في الوسط القروي. وقد عرفت خلال السنوات الأخيرة أكبر عملية لهجرة السكان الذين غادروا المنطقة في اتجاه المدن بحثا عن تحسين أوضاعهم الاجتماعية و هروبا من جحيم الفقر و من الظروف المتردية بالجماعة، وقد سجل بها انخفاض مهول في عدد السكان مابين سنتي 1944و 2004 حيث انخفض العدد من 9000 إلى5195 نسمة ، أي بنسبة 46% ، هذه الأرقام الفاضحة تؤكد بالملموس درجة الفقر الكبيرة التي يعاني منها السكان و النقص الحاصل الذي تشكو منه الجماعة في الميادين الاجتماعية والصحية والتعليمية وتكذب هذه الأرقام أيضا ادعاءات المسؤولين التي تشير إلى استفادة الجماعة من مشاريع تنموية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فباستثناء إنجاز المسلك بدوار سيدي الزموري الذي مازالت بعض مقاطعه لم تكتمل بعد و كذا إقامة المركب التجاري والمهني وحصول الجماعة على سيارة للإسعاف التي اعتبر السكان مصاريف نقلها للمواطنين المحددة في 200 درهم جد مكلفة خصوصا وأن غالبيتهم لا يتوفرون على مداخيل وموارد مالية قارة وكافية لتحمل هذه المصاريف، فإن الجماعة مازالت تعاني من التهميش و الإهمال و مازال سكانها يواجهون صعوبة العيش ويعانون من عزلة شبه تامة علما بأن الجماعة تتوفر على غطاء غابوي و مؤهلات طبيعية مهمة يمكن استثمارها في مجالات السياحة و في القيام بأنشطة فلاحية عصرية تتلاءم وطبيعة المنطقة كإقامة زراعة بديلة بها و تطوير تربية قطاع الماشية و خلق أنشطة مدرة للدخل للتخفيف من معاناة السكان و الحد من الهجرة القروية. وقد تميز اللقاء التواصلي بالمناقشات الساخنة والمداخلات الحادة وخاصة من طرف ممثلي الجمعيات المحلية الذين أثاروا مجموعة من المشاكل والقضايا التي تحد من عمل النسيج الجمعوي بالمنطقة و المتمثلة في تهميش بعض الجمعيات ومحاولة بعضهم عرقلة بعض المشاريع المقدمة من طرف هذه الأخيرة في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للمساهمة في تنمية الجماعة و طالب بعض المتدخلين بضرورة إشراك الفاعلين الجمعويين المحليين في إقامة المشاريع التنموية بها، والعمل على إيجاد حل لمشكل المركز المتعدد الاختصاصات الموجود بمركز بئر النصر والذي تم إنشاؤه بشراكة مع نادي روطاري. واختتم اللقاء بإصدار مجموعة من التوصيات من بينها إعداد مشاريع مندمجة بين جماعاتية وإقامة لقاءات تحسيسية وتكوينية لفائدة ممثلي الجمعيات و إشراك النسيج الجمعوي في إعداد البرامج التنموية.