كانت قافلة الصحفيين، التي حلت أول أمس الخميس بمقر عمالة ابن سليمان قادمة إليها من العاصمتين الاقتصادية والسياسية في إطار ما سمي بالخميس الإعلامي التاسع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على موعد مع مجموعة من الأحداث والمعاناة، جعلت البعض منهم يصف يوم الزيارة بالخميس الأسود. فمع انطلاق القافلة، التي كانت تضم صحفيين يمثلون عدة منابر إعلامية وطنية وجهوية ومحلية ومراسلي إذاعات وطنية وقنوات تلفزيونية مغربية وعربية على متن حافلتين صغيرتين وحافلة كبيرة وعدة سيارات، في زيارتها لبعض المناطق الحضرية والقروية، لاحظ الصحفيون غياب أدنى قيادة أمنية لتوجيه مسارها أو حمايتها من السيارات المعاكسة لاتجاهها على طول طرق ومسالك ضيقة داخل عدة جماعات قروية. وكان أول حادث تعرضت له القافلة أمام مقر الغرفة الفلاحية وعلى بعد 400 متر من مقر العمالة الجديدة، انزلاق الحافلة الكبيرة مباشرة بعد وقوفها، حيث غاصت إحدى عجلاتها الخلفية في الوحل بمحاذاة للغرفة، وتطلب إخراجها من الوحل إحضار (تراكس) البلدية. وعلى بعد أمتار من ثاني منطقة للزيارة (إسطبل) اصطدمت حافلة صغيرة بسيارة كانت خلفها، الأمر الذي نتجت عنه إصابة صحفيين، حيث تعرض حسن بنقبلي، الصحفي بجريدة البيان، لجروح في جبهته وتوعك على مستوى عنقه، كما أصيب حسن ناطر، من أسبوعية صوت الشعب، بتوعك على مستوى الصدر، فتم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الأولية. بعدها غادر الأول القافلة فيما تابع الثاني باقي أنشطتها الثقافية. وكان الصحفيون قد استمعوا إلى عروض حول المشاريع التي أنجزت بإقليم ابن سليمان في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الفترة ما بين سنتي 2005 و2008 قدمت من طرف الكاتب العام للعمالة، الذي ناب عن عامل الإقليم الذي يوجد في عطلة مرضية، ورئيس قسم العمل الاجتماعي، كما استمعوا إلى شروحات ممثلي الجمعيات الحاملة للمشاريع ورؤساء اللجنتين المحليتين بجماعتي بئر النصر والزيايدة المستفيدتين، وبلغت القيمة الإجمالية للمشاريع المنجزة 27156250 درهما وهمت 61 مشروعا استفاد منها 77331 نسمة، و44 جمعية، تنضاف إليها البرامج القطاعية التي تدعم المبادرة بجماعتي الزيايدة وبئر النصر والممثلة في برنامج المديرية الإقليمية الفلاحة (440000 درهم) وبرنامج المكتب الوطني للماء الصالح للشرب(64480000 درهم)، وبرنامج المكتب الوطني للكهرباء (8496298.09 درهم)، قاموا بعدها بزيارة بعض المشاريع المنجزة على أرض الواقع والوقوف على مدى جديتها وتلاؤمها مع توجهات المبادرة، والاستماع إلى شروحات حاملي المشاريع والمستفيدين منها. لكن معظم الصحفيين انشغلوا بالحوادث التي توالت طيلة تجوالهم، والتأخير الذي جعل القافلة تعود إلى مقر العمالية في حدود السابعة مساء دون أن تنهي باقي برنامج الزيارة، مما جعل البعض يوجه بوصلته الصحفية إلى البنية المتدهورة لبعض مسالك وطرق الجماعات القروية ويفتح آلات تسجيل والتصوير لالتقاط غضب الساكنة والاستماع إلى تصريحات القرويين الذين كانوا يتدفقون على القافلة كلما رست بمنطقة ما، لإبلاغ أصواتهم التنديدية بمعاناتهم داخل جماعاتهم القروية.