أنهت قافلة المصباح يوم الأحد 29 مارس جولتها بجهة مراكش تانسيفت الحوز بتنظيم مهرجان خطابي بمدينة قلعة السراغنة، فيما كان وفد القافلة الذي يرأسه الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني ويضم البرلمانيين عبد الجبار القسطلاني وإبراهيم اعبيدي، ونور الدين عبد الرحمن، وعيسى امكيكي وبسيمة الحقاوي، قد زار عددا من المقاطعات الحضرية والقروية، شملت مدن مراكش والصويرة والقلعة وجماعة تسلطانت، كما وصلت القافلة إلى مقاطعات بإقليم الحوز هي أيت أورير وثلاث نعقوب وأمزميز وتمصلوحت. وتميزت القافلة، إضافة إلى الالتقاء بالساكنة والإنصات إلى همومها، باستقبال والي الجهة مساء يوم الجمعة لكل أعضاء الوفد بمكتبه دام حوالي ساعة ونصف، حيث تحدث الوالي عن المشاريع التي تعرفها المدينة والتطور العمراني الذي صاحبها، مشيرا أن الأزمة العالمية أثرت على السياحة والعقار بالمدينة، لكن بنسب قليلة. وفي المقابل طرح الوفد مشاكل متعددة للسكان عاينها أثناء زيارته الميدانية، خاصة مشاكل النقل العمومي، والترحيل الذي سبب كثيرا من المآسي الاجتماعية، دون أن ينسى سؤال الوالي عن رؤيته حول الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجامعة وأصيب فيها كثير من الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة، إذ رد الوالي أن التدخل الأمني ليس حلا، لأن كل أولئك الطلبة هم أولادنا. وتحدث الوفد أيضا عن مشكل دوار القرطاس الذي لا يبعد كثيرا عن المدينة، لكنه لا يتوفر على أي بنية تحتية، ولا ماء ولا كهرباء، كما تعاني مدرسته من تدهور خطير. وكانت القافلة قد حلت يوم الخميس الماضي 26 مارس 2009 بمدينة مراكش، وعرف تنظيم لقاء مفتوح مع الدكتور سعد الدين، ألقى فيه كلمة تناول فيها أهداف القافلة، وأجاب عن تساؤل طالما طرحه السكان والمتتبعون، وهو مصير الملفات التي تلقتها القافلة في مناسبات سابقة، مشيرا أن القافلة هدفها الأول هو التواصل، والسعي إلى حل مشاكل المواطنين قدر الإمكان، إذ يكون أعضاء القافلة أثناء لقاء المواطنين صرحاء ولا يعدونهم بأي شيء . وفيما يخص الضغوط التي تمارس على الحزب وسبل مواجهتها، قال الدكتور سعد الدين العثماني إن الحزب لم يبق مكتوف الأيدي، ولكن قاوم وبين ودافع عن أعضائه خاصة في قضية بلكورة، مشيرا أن ما وقع في تمارة لا يتحمله المجلس البلدي إطلاقا، وإنما هو جزء من عدة أطراف، القرار القرار فيها اتخذته في النهاية سلطة الوصاية مرتين. وتميز يوم الجمعة بتوجه القافلة في فريقين إلى كل من تجزئة بلقاضي ودوار الماسي والكحيلي بمراكش من جهة، وجماعة تسلطانت من جهة أخرى، إذ حاول الوفد إرشاد السكان إلى بعض الإجراءات القانونية والإدارية التي كانت غائبة عنهم لحل مشاكلهم، فيما عرف الزوال زيارة كل من سيد الزوين والمدينة القديمة، فقد استقبل البرلماني إبراهيم اعبيدي رواد الحلقة بساحة جامع الفنا، وعقد معهم جلسة لمناقشة مشاكلهم، قبل أن ينتقل إلى مقر دار الطفل بمراكش،فوقف كذلك على بعض مشاكلها. من جهة ثانية عقدت بسيمة حقاوي لقاء مفتوحا مع نساء الحزب والمتعاطفات؛ ركزت فيه على أهمية العمل النسوي، ومعلنة عن قرب إنشاء إطار للعمل النسوي داخل الحزب. كما قالت بسيمة في مهرجان خطابي بمدينة أيت أورير أول أمس السبت إن وجود العدالة والتنمية في المشهد الحزبي ساعد على إحداث حراك سياسي. وعبرت عقب انتهاء اللقاء عن سرورها لما طرحه الحاضرون من أفكار جديدة تنم عن وعي سياسي راق أصبح يتبلور في المدن الصغيرة أكثر من غيرها، فيما كان الدكتور سعد الدين العثماني قد أشار في اللقاء نفسه، إلى أن العزوف عن عملية التصويت مرده إلى كثير من الاختلالات التي تسهم فيها الإدارة نفسها، مشيرا أن السياسة تتدخل في شؤون الناس، وإن كان البعض منهم لا يريد أن يدخل إليها. وقال إن العالم يعيش أزمة قيم، يجب الوعي بها ومقاومتها.