عبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ، عن قلق بلاده العميق بالقضية السودانية ، وقال إن الجزائر والعديد من الدول الإفريقية ضد انقسام السودان إلى دولتين . وأضاف مدلسي ، في حديث إلى القناة الإذاعية الجزائرية الثانية ، أوردت صحف جزائرية مقتطفات منه ، أن الاستفتاء المنتظر تنظيمه بجنوب السودان « قد يؤدي إلى تقسيم السودان إلى جزأين بما يفاقم الوضع وعدم الاستقرار في هذه المنطقة لفترة أطول » وأن له « انعكاسات خطيرة على القارة الإفريقية» وأنه سيكون « بداية النهاية لمبدأ سيادة الحدود الموروثة عن الاستعمار» وإذا كان وزير الخارجية الجزائري ، يعبر بهذا عن الموقف الرسمي لجامعة الدول العربية والعديد من الدول الإفريقية ، التي تدرك المخاطر التي تهدد القارة ، بل والعالم الثالث كله ، من إعادة رسم الحدود الموروثة عن الاستعمار وتقسيم الدول إلى كيانات لا تملك أسس قيام دولة أو دول ، فإن المتتبع سيصاب بالصدمة ، عندما يتابع السعار الجزائري المتواصل منذ أزيد من 35 سنة ، من أجل إقامة كيان وهمي على الأراضي المغربية ، والدعم العسكري والسياسي والمالي والدبلوماسي الذي تقدمه لحركة انفصالية منبثة فوق أراضيها . فكيف تعبر الجزائر عن قلقها من المخاطر التي يمكن أن يؤدي إليها تقسيم السودان وتساند هذا التقسيم في المغرب ؟ أليست هذه هي سياسة النفاق التي انطلت في البداية على عدد من الدول قبل أن تتكشف حقيقتها وتسحب أزيد من ثلاثين دولة اعترافها بالجمهورية الوهمية؟ وإذا أضفنا إلى ذلك المبدأ - الماركة التجارية ، الذي تلوح به الجزائر في وجه الوحدة الوطنية ، أي مبدأ تقرير المصير ، فسيتوضح هذا النفاق في أبشع صوره . فالجزائر التي تدعي الدفاع عن تقرير المصير رفضت الاعتراف بهذا الحق بالنسبة لشعب كوسوفو ، لسبب بسيط هو الحفاظ على علاقاتها العسكرية والتجارية مع روسيا ومن ثمة صربيا . وقد سبق لمراد مدلسي نفسه أن أعلن أن الجزائر لن تعترف باستقلال دولة كوسوفو عن صربيا، لكون إعلان الاستقلال من طرف كوسوفو، «لم يكن وفق الأعراف والتقاليد الدولية» وعندما أعلنت مجموعة الشيشان استقلالها عن روسيا كانت الجزائر من أكبر المعارضين لذلك ، ودائما للحفاظ على علاقاتها مع الفيدالية الروسية وهكذا يتأكد مرة أخرى أن ما يحرك الجزائر ليس الدفاع عن المبادئ أو الخوف على الاستقرار ، بل ما يحركها هو الأطماع التوسعية ، بسعيها اليائس إلى زرع كيان وهمي يكون تابعا لها في أقاليمنا الجنوبية .