دعا شيوخ وأعيان وفعاليات صحراوية إلى تصعيد المقاومة الشعبية والوطنية لمواجهة الطرح الانفصالي داخل مخيمات تندوف، وذلك تفعيلا للدبلوماسية الموازية التي أشار إليها جلالة الملك في خطابه أمام البرلمان، واستثمارا للمكاسب التي حققها المغرب منذ إعلانه عن مشروع الحكم الذاتي. مكاسب تجسدت في عودة المئات من المحتجزين بمخيمات تندوف هذه السنة، وأغلبهم ولدوا وترعرعوا داخل المخيمات، والموقف الشجاع الذي اتخذه مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بعودته إلى المخيمات، وكشفه حقيقة قيادة البوليساريو وزيف ادعاءاتها بشأن حقوق الإنسان. وتضمنت أشغال الندوة ثلاثة محاور، يتعلق الاول منها بزيف الطرح الانفصالي وحقيقة لقاء 12 أكتوبر 1975 ، وخلاله بسط عدد ممن عايشوا تلك الفترة أن ما تدعوه قيادة البوليساريو ب«يوم الوحدة الوطنية» كان في الحقيقة قرصنة لإرادة الغالبية الساحقة ولإرادة الصحراويين واحتكار شرعية لم يمنحها لهم أحد ورهن مصير الصحراويين بأيدي الدولة الجزائرية. وفي جو مؤثر تحدث عدد من المتدخلين ، ومنهم قياديون سابقون في البوليساريو ، عن انتفاضة 1988 التي شكلت بداية النهاية للبوليساريو، حيث ثار المحتجزون ضد الظلم المسلط عليهم بعد أن وصلت رسائل من الرباط على أعلى مستوى تطمئن المحتجزين على مستقبلهم ومستقبل الصحراء داخل السيادة الوطنية. وقد شدد العديد من المتدخلين على ضرورة إعادة كتابة تاريخ الصحراء على لسان الصحراويين، وبذل مختلف الجهود للتصدي للدعاية الانفصالية بالحجج والوثائق التي تؤكد زيف هذه الدعايات، وواقعية وجدوى مشروع الحكم الذاتي، وضرورة مقاومته داخل المخيمات عن طريق ولد سلمى، ثان ثم ثالث...لأنه بهذه الوسيلة سيتم القضاء على الفكر الانفصالي في عقر داره.