ميناء طنجة: مفرغات الصيد البحري تتراجع بنسبة 5% خلال الفصل الأول من 2025    معهد الدراسات الإستراتيجية يغوص في العلاقات المتينة بين المغرب والإمارات    الملك محمد السادس يعزّي الكنيسة الكاثوليكية في وفاة البابا فرانسوا الأول    الجزائر تُفعّل خيار التعبئة العامة لمحاصرة الأزمة الداخلية والعزلة الإقليمية    فوزي لقجع يوجه رسائل دعم وتحفيز للاعبي المنتخب المغربي تحت 20 سنة قبل "كان" مصر    درك تطوان يُطيح بعصابة متخصصة في سرقة المواشي    حادث عرضي لطائرة سياحية خفيفة بمطار طنجة    طنجة.. إحباط محاولة تهريب 32 كلغ من الشيرا بميناء المدينة وتوقيف سائق أجنبي    ولي العهد يفتتح المعرض الدولي للفلاحة بمكناس وجهة الشمال تستعرض مشاريعها التنموية    مندوبية الصحة بتنغير تطمئن المواطنين بخصوص انتشار داء السل    نهضة بركان تكتسح شباب قسنطينة وال"كاف" يشيد: خطوة واثقة نحو نهائي الكونفدرالية    من أعطى العدل والإحسان حق احتكار صوت المغاربة؟    بركة: لم نخرج بعد من الجفاف... وتحلية المياه ستقلّص الضغط على أم الربيع وتؤمن سقي 100 ألف هكتار    تحقيقات فرنسية تضع الرئيس الجزائري تحت المجهر بعد اختطاف معارض في فرنسا    طول شبكة الطرق السريعة بالمغرب يمتد إلى حوالي 2177 كلم    تفاصيل "الجثة المقطعة" بابن أحمد    بوريطة: المغرب يضع تعزيز السلم والحكامة في القارة الإفريقية ضمن أولوياته الكبرى    توقيف بطولة كرة السلة بالمغرب    المغرب يطمح لرفع سعة المطارات إلى 80 مليون مسافر في سنة 2030    "قضاة إفريقيا" يلتئمون بالمغرب ويدعون إلى "تكتل أطلسي" يكرس العدالة    فوضى قد تطيح بوزير الدفاع الأمريكي    نجاة بلقاسم توقع سيرتها الذاتية من الرباط: من طفولة قروية إلى دهاليز السياسة الفرنسية    مصرع عامل بناء إثر سقوط مميت من الطابق السادس بطنجة    ترانسبرنسي تستغرب اعتراض الأغلبية على تقصي حقائق دعم الأغنام    انخفاض أسعار النفط بنحو 3% وسط مؤشرات على تقدم في محادثات أمريكا وإيران    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية : الحكومة تنتصر لمصالح طبقات اقتصادية معينة على حساب الاستقرار والنهوض المجتمعي    مطالب أمريكية متصاعدة لتصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي    ‬والآن ‬سؤال ‬الكيفية ‬والتنفيذ‬ ‬بعد ‬التسليم ‬بالحكم ‬الذاتي ‬كحل ‬وحيد ‬‮….‬    عبد النباوي: التحول الرقمي يستدعي تغييرات شاملة لتجويد الأداء القضائي    رحيل الفنان محسن جمال صاحب «أحلى الأغاني» و«الزين فالثلاثين»    في الحاجة إلى قراءة متجددة للخطيبي أفاية : في أي حقل إبداعي أو فكري، ثمة بصمة للخطيبي، صانع القلق    وفاة البابا فرنسيس عن 88 عاما    المغرب يخلد الأسبوع العالمي للتلقيح    جري.مة بشعة تهز مدينة العرائش    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مدرب نهضة بركان: أدرنا المباراة بالطريقة التي نُريد وسندافع عن حظوظنا كاملة في الإياب    تحقيقات فساد وصراع سياسي يهددان ملف إسبانيا لتنظيم مونديال 2030    مهنيو النقل الطرقي يستنكرون "احتكار" المحروقات ويطالبون مجلس المنافسة بالتحرك    تكريم الدراسات الأمازيغية في شخص عبد الله بونفور    الفاتيكان يكشف عن وفاة قداسة البابا فرنسيس    تنديد حقوقي بالتضييق على مسيرتين شعبيتين بالدار البيضاء وطنجة رفضا لاستقبال "سفن الإبادة"    نهضة بركان وجمهورها يُلقّنان إعلام النظام الجزائري درساً في الرياضة والأخلاق    شريط "سينرز" يتصدر عائدات السينما في أمريكا الشمالية    فاس... مدينةٌ تنامُ على إيقاع السّكينة    المعارض الدوليّة للكتاب تطرح اشكالية النشر والقراءة..    وفاة الفنان المغربي محسن جمال بعد صراع مع المرض    أنشيلوتي يبعث برسالة للجماهير : ما زلنا نؤمن بالحلم    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الإثنين    وفاة حارس المرمى الأرجنتيني "المجنون" هوغو غاتي عن عمر ناهز 80 عاما    نحو سدس الأراضي الزراعية في العالم ملوثة بمعادن سامة (دراسة)    دراسة: تقنيات الاسترخاء تسمح بخفض ضغط الدم المرتفع    الكشف عن نوع جديد من داء السكري!    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك يشدد على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى،


محمدية بريس /
شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب سام وجهه إلى الأمة، مساء الجمعة بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء، على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي. وقال جلالة الملك إنه "وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة ; فإما أن يكون
الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن".
وأضاف جلالة الملك أن الوقت قد حان حيث "يتعين على كافة السلطات العمومية مضاعفة جهود اليقظة والتعبئة للتصدي بقوة القانون لكل مساس بسيادة الوطن والحزم في صيانة الأمن والاستقرار والنظام العام ; الضمان الحقيقي لممارسة الحريات".
وأكد جلالة الملك أن التزام المغرب بأن يظل دولة للحق والتطور الديمقراطي ; لا يوازيه إلا رفضه للاستغلال المقيت لما تنعم به المملكة في مجال الحريات وحقوق الإنسان، للتآمر ضد سيادة الوطن ووحدته ومقدساته، من أي كان.
"أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم، يضيف صاحب الجلالة، فهم يعلمون أكثر من غيرهم، بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي الملتف حول عرشه، المؤتمن على سيادته ووحدته الوطنية والترابية، وحينما يجعلون منها محورا لاستراتيجيتهم العدائية، فإنما يؤكدون أنهم الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل، ضدا على مشاعر الأخوة المتبادلة بين الشعبين المغربي والجزائري. كما أنهم يرهنون مستقبل العلاقات الثنائية، وتفعيل الاتحاد المغاربي في الوقت الذي يحرص فيه المغرب على الاندماج والتكامل، لرفع التحديات الأمنية والتنموية الحاسمة للمنطقة".
وبعد أن نوه بدعم أصدقاء المغرب لعدالة قضيته، قال جلالة الملك، "إننا نسائل بعض أوساطهم : هل هناك بلد يقبل بجعل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مطية لتآمر شرذمة من الخارجين عن القانون مع الأعداء على سيادته ووحدته ومصالحه العليا".
وتساءل جلالة الملك أيضا، متى كانت ممارسة الحريات تبيح تخريب الممتلكات العامة والخاصة، التي بناها المواطنون بتضحياتهم، مؤكدا أن كل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية تجمع على تجريم العنف وتعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى.
وأكد صاحب الجلالة أن المغرب، بلد الحرية والانفتاح، يرفض المزايدة عليه بحقوق الإنسان، لاسيما من طرف أنظمة وجماعات قائمة على انتهاكها، بل تحاول بأساليب المكر والتضليل جعلها أصلا تجاريا، واتخاذها وسيلة للارتزاق الرخيص، داخليا وخارجيا بمقدسات الوطن، أو بالوضع اللاإنساني لإخواننا بتندوف.
وأوضح جلالة الملك أن هذا الوضع المؤلم يجعل الجزائر والمنظمات الدولية وخاصة المندوبية السامية للاجئين أمام مسؤولياتها في توفير الحماية الفاعلة لهم ولاسيما من خلال القيام بإحصائهم واحترام كرامتهم وتمكينهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التنقل والعودة بحرية إلى وطنهم المغرب.
وقال صاحب الجلالة "إننا إذ نؤكد تشبثنا بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرتنا للحكم الذاتي، فقد آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني، بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة ووضوح في المواقف وتحمل كل واحد لمسؤوليته". وأعلن الملك محمد السادس عن إطلاق مخطط مندمج من أجل إضفاء روح متجددة على المسيرة الخضراء ورفع التحديات الآنية والمستقبلية للقضية الوطنية. وأوضح الملك أن هذا المخطط يقوم على خمس توجهات أولها الحرص على أن تكون الأقاليم الصحراوية في صدارة الجهوية المتقدمة المنشودة بما يعزز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية.
وأضاف جلالة الملك أن التوجه الثاني يتمثل في قيام الحكومة، بجعل هذه الأقاليم نموذجا لعدم التمركز وللحكامة الجيدة المحلية عبر تزويدها بأجود الأطر وتخويلها صلاحيات واسعة تحت الإشراف القانوني الحازم لولاة وعمال جلالته، فيما يكمن التوجه الثالث، في إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في أفق انتهاء ولايته، من خلال إعادة النظر في تركيبته وتقوية تمثيليته بانفتاحه على نخب جديدة، ذات كفاءة وغيرة وطنية، وتأهيل وملاءمة هياكله، وطرق تسييره مع التحديات الجديدة، والرفع من نجاعته في التعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء وتنميتها.
ويتعلق التوجه الرابع، يقول جلالة الملك، بمراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ونفوذها الترابي ; وذلك بتركيز جهودها على الأقاليم الصحراوية ; بالانكباب على إنجاز مشاريع للتنمية البشرية، وبرامج محلية موفرة لفرص الشغل للشباب، ومعززة للعدالة الاجتماعية والإنصاف والعمل على تيسير ظروف العودة لكل التائبين، من مخيمات تندوف، وكذا استقبالهم ودعم إدماجهم.
وأضاف جلالة الملك إن التوجه الخامس يهم نهوض الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والقوى المنتجة والمبدعة بواجبها في تأطير المواطنين وترسيخ قيم الغيرة الوطنية والمواطنة الحقة، مؤكدا أن تفعيل هذه الاستراتيجية، لا ينحصر في عمل الدولة وأجهزتها، وإنما يقتضي تعبئة شاملة لكل الفعاليات الوطنية والمحلية.
وفي هذا الصدد، جدد جلالة الملك، الإعراب عن تنويهه بكافة رعاياه الأوفياء بالصحراء المغربية، من شيوخ وأعيان ومنتخبين ومجتمع مدني، لما أبانوا عنه، على الدوام، من ولاء وتشبث متين بمغربيتهم.
وأكد صاحب الجلالة أن تفعيل التوجهات السياسية والتنموية، لهذه المرحلة الجديدة، لا ينبغي أن ينحصر في الجبهة الداخلية، وإنما يتطلب أيضا تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والموازية، للدفاع عن مغربية الصحراء، وعن مبادرة الحكم الذاتي، التي أشاد المنتظم الأممي بجديتها ومصداقيتها.
" لكن خصوم وحدتنا الترابية، يقول جلالة الملك، أصروا على عرقلة الدينامية التفاوضية، التي أطلقتها مبادرتنا على المستوى الأممي ; بل إن تماديهم في تصعيد مواقفهم العدائية، اتخذ شكل مخطط للتآمر بأساليب الابتزاز والضغط، والأعمال الاستفزازية، والتحريف لروح الشرعية الدولية".
وبعد أن ذكر جلالة الملك بتشبث المملكة بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرة الحكم الذاتي، أكد أنه آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني، بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة، ووضوح في المواقف، وتحمل كل واحد لمسؤوليته".
وأبرز جلالة الملك أن المغاربة يخلدون اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين، للمسيرة الخضراء المظفرة، وهم أقوى ما يكونون وفاء لقسمها، في التشبث بالوحدة الترابية للمملكة وثوابتها المقدسة وسيادتها الكاملة، في تلاحم وثيق بين العرش والشعب، وإجماع وطني راسخ.
وجدد الملك محمد السادس الإعراب للمنتظم الأممي، عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء. وقال " وبنفس روح التمسك بالشرعية الدولية نجدد الإعراب للمنتظم الأممي، عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في مواصلة جهود سلفه لإيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي على أساس مقترح الحكم الذاتي، وفي نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية".
وأضاف جلالة الملك " وإننا لواثقون من كسب معركة النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية، مهما طال الزمن، لأننا أصحاب حق ومشروعية تاريخية وقانونية، ولإيمان المغاربة جميعا بأنها قضيتهم العادلة والمقدسة".
وأكد جلالة الملك ، في هذا الصدد ، أن جلالته سيكون " في طليعة المدافعين عن صيانة سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية، في وفاء للبيعة المتبادلة والالتزام الدستوري، وإيمان قوي بحتمية النصر" .
وقال صاحب الجلالة " إننا إذ نستحضر، في هذه المناسبة التاريخية، بكل خشوع وإكبار، الأرواح الطاهرة لكل من مبدع المسيرة الخضراء، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وللشهداء الأبرار للوحدة الترابية ; فإن خير وفاء لذكراهم الخالدة، هو تأكيد العهد الوثيق بعدم المساومة أو التفريط ولو في حبة رمل من صحرائنا، لأنها قضية وجود، لا مسألة حدود"، مجددا جلالته الإشادة بما تتحلى به القوات العسكرية والدركية والأمنية والمساعدة والإدارة الترابية من يقظة وتعبئة في صيانة أمن الوطن وحوزته.
نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء
ما يلي نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مساء اليوم الجمعة إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال` 34 للمسيرة الخضراء :
" الحمد لله, والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
شعبي العزيز,
نخلد اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين, للمسيرة الخضراء المظفرة, ونحن أقوى ما نكون وفاء لقسمها, في التشبث بالوحدة الترابية للمملكة, وثوابتها المقدسة, وسيادتها الكاملة ; في تلاحم وثيق بين العرش والشعب, وإجماع وطني راسخ.
كما نحتفي بهذه الملحمة التاريخية, ونحن أكثر استلهاما لروحها الخلاقة, في التصدي لتآمر الخصوم على مغربية صحرائنا, بما يقتضيه الموقف من حكمة وثبات, وحزم وإقدام, على المبادرات البناءة, لبلوغ ما نتوخاه لأقاليمنا الجنوبية, من تنمية وتقدم ووحدة. سلاحنا الأساسي هو متانة الجبهة الداخلية, وتعزيز التطور الديمقراطي والتنموي, بإرادة سيادية وطنية.
ومن هنا, قررنا إضفاء روح متجددة على المسيرة, لرفع التحديات الآنية والمستقبلية لقضيتنا الوطنية, وذلك بإطلاق مخطط مندمج, قائم على توجهات خمسة : + أولا : الحرص على أن تكون الأقاليم الصحراوية في صدارة الجهوية المتقدمة المنشودة ; بما يعزز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية.
+ ثانيا : قيام الحكومة, بجعل هذه الأقاليم نموذجا لعدم التمركز, وللحكامة الجيدة المحلية, عبر تزويدها بأجود الأطر, وتخويلها صلاحيات واسعة, تحت الإشراف القانوني الحازم لولاة وعمال جلالتنا.
+ ثالثا : إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية, في أفق انتهاء ولايته, من خلال إعادة النظر في تركيبته, وتقوية تمثيليته ; بانفتاحه على نخب جديدة, ذات كفاءة وغيرة وطنية, وتأهيل وملاءمة هياكله, وطرق تسييره مع التحديات الجديدة, والرفع من نجاعته, في التعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء وتنميتها.
+ رابعا : مراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية, ونفوذها الترابي ; وذلك بتركيز جهودها على الأقاليم الصحراوية ; بالانكباب على إنجاز مشاريع للتنمية البشرية, وبرامج محلية موفرة لفرص الشغل للشباب, ومعززة للعدالة الاجتماعية والإنصاف ; والعمل على تيسير ظروف العودة لكل التائبين, من مخيمات تندوف, وكذا استقبالهم ودعم إدماجهم.
+ خامسا : نهوض الهيآت السياسية والنقابية, والجمعوية والإعلامية, والقوى المنتجة والمبدعة, بواجبها في تأطير المواطنين, وترسيخ قيم الغيرة الوطنية, والمواطنة الحقة. ذلك أن تفعيل هذه الاستراتيجية, لا ينحصر في عمل الدولة وأجهزتها, وإنما يقتضي تعبئة شاملة لكل الفعاليات الوطنية والمحلية.
وفي هذا الصدد, نجدد الإعراب عن تنويهنا بكافة رعايانا الأوفياء بصحرائنا, من شيوخ وأعيان ومنتخبين, ومجتمع مدني, لما أبانوا عنه, على الدوام, من ولاء وتشبث متين بمغربيتهم.
شعبي العزيز,
إن تفعيل التوجهات السياسية والتنموية, لهذه المرحلة الجديدة, لا ينبغي أن ينحصر في الجبهة الداخلية, وإنما يتطلب أيضا تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والموازية, للدفاع عن مغربية الصحراء, وعن مبادرة الحكم الذاتي, التي أشاد المنتظم
الأممي بجديتها ومصداقيتها.
لكن خصوم وحدتنا الترابية, قد أصروا على عرقلة الدينامية التفاوضية, التي أطلقتها مبادرتنا على المستوى الأممي ; بل إن تماديهم في تصعيد مواقفهم العدائية, اتخذ شكل مخطط للتآمر بأساليب الابتزاز والضغط, والأعمال الاستفزازية, والتحريف لروح الشرعية الدولية.
وإذ نؤكد تشبثنا بالمسار التفاوضي الأممي حول مبادرتنا للحكم الذاتي, فقد آن الأوان لمواجهة هذا التصعيد العدواني, بما يقتضيه الأمر من صرامة وغيرة وطنية صادقة, ووضوح في المواقف, وتحمل كل واحد لمسؤوليته.
وهنا نؤكد أن التزامنا بأن يظل المغرب دولة للحق والتطور الديمقراطي ; لايوازيه
إلا رفضنا للاستغلال المقيت, لما تنعم به بلادنا, في مجال الحريات وحقوق الإنسان,
للتآمر ضد سيادة الوطن ووحدته ومقدساته, من أي كان.
لقد حل الوقت الذي يتعين على كافة السلطات العمومية, مضاعفة جهود اليقظة والتعبئة, للتصدي بقوة القانون, لكل مساس بسيادة الوطن, والحزم في صيانة الأمن والاستقرار والنظام العام ; الضمان الحقيقي لممارسة الحريات وبروح المسؤولية, نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع ; فإما أن يكون
المواطن مغربيا, أو غير مغربي. وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف, والتملص من الواجب, ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة ; فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا, إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة. ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة, والتنكر لها, بالتآمر مع أعداء الوطن.
أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم, فهم يعلمون أكثر من غيرهم, بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي, الملتف حول عرشه, المؤتمن على سيادته ووحدته الوطنية والترابية.
وحينما يجعلون منها محورا لاستراتيجيتهم العدائية, فإنما يؤكدون أنهم الطرف
الحقيقي في هذا النزاع المفتعل, ضدا على مشاعر الأخوة المتبادلة بين الشعبين المغربي والجزائري. كما أنهم يرهنون مستقبل العلاقات الثنائية, وتفعيل الاتحاد المغاربي, في الوقت الذي يحرص فيه المغرب على الاندماج والتكامل, لرفع التحديات الأمنية والتنموية الحاسمة للمنطقة.
وإذ ننوه بدعم أصدقائنا, لعدالة قضيتنا, فإننا نسائل بعض أوساطهم : هل هناك بلد يقبل بجعل الديمقراطية وحقوق الإنسان, مطية لتآمر شرذمة من الخارجين عن القانون مع
الأعداء على سيادته ووحدته ومصالحه العليا ?
ومتى كانت ممارسة الحريات تبيح تخريب الممتلكات العامة والخاصة, التي بناها المواطنون بتضحياتهم, وما ذنبهم في ذلك ?
كلا, إن كل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية, تجمع على تجريم العنف ; وتعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى.
وفي هذا الصدد, نؤكد للجميع أن المغرب, وهو بلد الحرية والانفتاح, يرفض المزايدة عليه بحقوق الإنسان, لاسيما من طرف أنظمة وجماعات قائمة على انتهاكها. بل
تحاول بأساليب المكر والتضليل جعلها أصلا تجاريا, واتخاذها وسيلة للارتزاق الرخيص, داخليا وخارجيا, بمقدسات الوطن, أو بالوضع اللاإنساني لإخواننا بتندوف.
فهذا الوضع المؤلم يجعل الجزائر والمنظمات الدولية, وخاصة المندوبية السامية للاجئين, أمام مسؤولياتها, في توفير الحماية الفاعلة لهم ; ولاسيما من خلال القيام
بإحصائهم, واحترام كرامتهم, وتمكينهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التنقل والعودة بحرية إلى وطنهم المغرب.
وبنفس روح التمسك بالشرعية الدولية, نجدد الإعراب للمنتظم الأممي, عن استعداد المغرب الدائم للتفاوض الجاد, وحرصه على تيسير مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, في مواصلة جهود سلفه, لإيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي, على أساس مقترح الحكم الذاتي, وفي نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.
شعبي العزيز,
إننا إذ نستحضر, في هذه المناسبة التاريخية, بكل خشوع وإكبار, الأرواح الطاهرة لكل من مبدع المسيرة الخضراء, والدنا المنعم, جلالة الملك الحسن الثاني, أكرم الله مثواه, وللشهداء الأبرار للوحدة الترابية ; فإن خير وفاء لذكراهم الخالدة, هو تأكيد العهد الوثيق بعدم المساومة أو التفريط ولو في حبة رمل من صحرائنا, لأنها قضية وجود, لا مسألة حدود.
كما نجدد الإشادة بما تتحلى به القوات العسكرية والدركية والأمنية والمساعدة, والإدارة الترابية, من يقظة وتعبئة, في صيانة أمن الوطن وحوزته.
وإننا لواثقون من كسب معركة النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية, مهما طال الزمن, لأننا أصحاب حق ومشروعية تاريخية وقانونية, ولإيمان المغاربة جميعا بأنها قضيتهم العادلة والمقدسة.
وستجدني, شعبي العزيز, في طليعة المدافعين عن صيانة سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية, في وفاء للبيعة المتبادلة والالتزام الدستوري, وإيمان قوي بحتمية النصر, مصداقا لقوله تعالى "ولينصرن الله من ينصره, إن الله لقوي عزيز". صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.