شيوخ وأعيان الأقاليم الجنوبية يدعون إلى الاستمرار في مقاومة الطرح الانفصالي داخل مخيمات تندوف أكدت فعاليات صحراوية وأساتذة جامعيون أن مقاومة الطرح الانفصالي ستستمر دفاعا عن قضية الوحدة الترابية للمغرب، ومواجهة لكل المناورات التي يتم تفصيلها على مقاس المرحلة من طرف الجزائر، ويقوم محمد عبد العزيز وأعوانه بتنفيذها وشدد عدد من شيوخ القبائل الذين عايشوا عن قرب كل مراحل النزاع المفتعل، سواء داخل مخيمات تندوف أو بالأقاليم الجنوبية، في ندوة وطنية، نظمت أمس الأربعاء، بمدينة الداخلة، على زيف الطرح الانفصالي، مستندين في ذلك، على تفاصيل فبركة الصراع بالصحراء المغربية، والمرتبطة بحقائق لقاء 12 أكتوبر 1975. ووفق الوثائق التاريخية، الاسبانية والمغربية، التي سرد الأستاذ مربيه ربو ماء العينين بعضا منها، وحسب الشهادات التي أدلى بها كل من سيد الزين مولاي نافع وسيدي المصطفى العالم وحمادي ولد أحمد حمادي وشرفي سيد أمو وولد الغزال، وهم شيوخ قبائل تابعوا عن قرب لقاء 12 أكتوبر 1975، فإن ما يسمى ب «الوحدة الوطنية في هذا التاريخ أكذوبة كبرى، لأن تمثيلية شيوخ القبائل لم تمنح إلا للملك الراحل الحسن الثاني، كما أن الولاء للمغرب، سبق الاحتلال الاسباني الذي تواطأ مع الجزائر لخلق الكيان الوهمي». وهذا ما أكد عليه رحال بوبريك الأستاذ الجامعي الذي أوضح أن الجبهة لم تكن تؤمن بالوحدة، وحاولت إقصاء العديد من الأحزاب وممثلي القبائل مثل حزب الاتحاد الوطني الصحراوي (الجماعة). واعتبر الأستاذ بويريك أنه منذ البداية، تبنت الجبهة خطابا إقصائيا وعملت على زرع التفرقة. وأفضت هذه السلوكات، بحسبه، إلى انتفاضات جماعية ثم إلى العودة الجماعية للعديد من المحتجزين، كما رفضت أطر وازنة الاستمرار في الكذب على الذات وعلى التاريخ، ومن ضمنهم أحمدوا ولد سويلم، القيادي السابق بالجبهة، والذي سيتسلم مهامه كسفير للمغرب بإسبانيا خلال الشهر الجاري، علاوة على مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المجهول مصيره. وألحت فعاليات صحراوية خلال الندوة، على أن الوقت ملائم، في أفق الجولة الخامسة من المفاوضات، للقيام بدبلوماسية موازية تسلط الضوء ليس فقط على محطة أكتوبر 1975 وانتفاضة 1988 بمخيمات تندوف، بل تبين للعالم بأكمله أن الانتفاضات الجارية بالمخيمات لا تأتي من فراغ، وإنما هي نتيجة تراكم الغضب العارم، بعد الاقتناع بزيف أطروحة البوليساريو. إلى ذلك، أصيب والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بوعكة صحية مفاجئة، أول أمس الثلاثاء، بمكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي في الوقت الذي كان يدافع فيه عن قضية ابنه الذي اختطفته ميليشيات البوليساريو. ونقل إسماعيلي مولاي سلمة ولد سيدي مولود على إثر هذه الوعكة الصحية، إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن، حيث وضع تحت المراقبة الطبية لمدة 24 ساعة.