استبشر سكان مدينة افران خيرا بالإصلاحات التي عرفها كل من مستشفى حي الأطلس، ومستوصف السلام. فقد تم تزويد الأول بتجهيزات حديثة ومتطورة ،إلا أن خيبة الأمل عمت المواطنين ،بعدما تأكد للجميع أن المستشفى لايؤدي الدور المرتقب منه، ولم يرق إلى انتظارات المرضى وذويهم، فالمسؤولون في جل الحالات يوجهون مرضاهم إلى ازرو أو مكناس، ولو تعلق الأمر فقط بفحص بجهاز تخطيط القلب أو الكشف بالأشعة، مبررهم، أن الأجهزة معطلة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى ، فمختبر تحليلات الدم، فهو مختص في نوعين لا اقل ولا أكثر: glycémies ; tritinine ، و بذلك على المريض التنقل لإجراء الباقي إلى ازرو أو مكناس،أما توزيع الأدوية على المرضى فالمتداولة بنسبة كبيرة هي :الأسبرين وبعض محلول شراب خاص بالأطفال والتحميلات، كأن ساكنة المدينة ،لا تعاني إلا من الزكام والحمى، مع العلم أن المندوبية الإقليمية للصحة في أحد لقاءاتنا بها سابقا أكدت لنا أنها تتوفر على كمية هامة من الأدوية ، ومخافة أن تنتهي مدة صلاحيات بعضها ، تضطر لتزويد أقاليم مجاورة بها، هذا من جهة ومن جهة أخرى ، فمعاناة سكان مدينة افران لم تقف عند هذا الباب ،بل إن الخصاص الذي تعرفه الموارد البشرية،سواء بالمستشفى أو المستوصف،حيث أن عدم تعيين ممرض أو ممرضة لاستقبال وتوجيه المرضى أو مساعد للطبيب، يحول قاعة الانتظار إلى متاهة يصعب فيها الوصول إلى المراد، وهذه الاختلالات،لم يسلم منها حتى الرضع ، فللاستفادة من التلقيح، يجب على الأمهات قطع مسافة طويلة صيفا وشتاء بين حي الأطلس وحي السلام يحملن رضعهن ومرافقات بأطفال صغار، وعليهن الانتظار طويلا لأن المستوصف به ممرضة واحدة منوط بها القيام بعملية التلقيح إلى جانب أخرى خاصة بالأم والأسرة!