بالرغم من محاولات المنع التي كانت ستطال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، من قبل السلطات المرابطة أمام السفارة الجزائرية، انتظمت هذه الوقفة الاحتجاجية والتضامنية مع الصحفيين المحتجزين بتندوف بالجزائر من قبل السلطات الجزائرية اللذين كانا سيقومان بتغطية حدث عودة مولود ولد سلمى إلى مخيمات تندوف. لقد ردد مجموعة من الصحفيين المنتمين لمختلف المنابر الإعلامية الوطنية، شعارات تدين وتستنكر هذا الفعل الشنيع والإجراء التعسفي من طرف السلطات الجزائرية المنافي لحرية التعبير والصحافة، والذي لا يتماشى والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الداعية لحرية الفرد في التنقل والجولان فى العالم دون شرط أو قيد. وبهذه المناسبة صرح يونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن «هذه الوقفة الاحتجاجية بمثابة رسالة للدولة الجزائرية، بأننا كصحفيين سوف لن نسكت على هذا الوضع المنافي حتى للقانون الجزائري وللأعراف والقوانين الدولية، فحتى الأماكن التي فيها نزاعات وحروب في العالم هناك صحافة تمارس مهنتها بكل حرية ودون مضايقات، مع العلم أن تندوف مدينة جزائرية تضم مخيمات المحتجزين الصحراويين ليست فيها أية حرب، فلماذا هذا التضييق واحتجاز الصحفيين المغاربة ومنعهم من ممارسة مهنتهم بكل حرية؟»، مضيفا في السياق ذاته أن هذا السلوك الجزائري يؤكد بالملموس أن المخيمات بتندوف فعلا مضروب عليها حصار تام من قبل السلطات الجزائرية. واحتج يونس مجاهد بشدة باسم النقابة الوطنية للصحافة المغربية في لقاء بالقائم بأعمال السفارة الجزائرية بمقر السفارة خلال هذه الوقفة وأدان تصرفات السلطات والمخابرات الجزائرية، معلنا تخوفه على مصير الصحفيين المحتجزين، في حين أعرب الدبلوماسي الجزائري أن الصحفيين المغربيين ستتم عودتهما إلى المغرب يوم الأربعاء المقبل. ومن جهته اعتبر محمود معروف عن جريدة «القدس العربي» في معرض جوابه عن سؤال للجريدة حول هذا التصرف الجزائري، أن الأصل في العمل الصحفي هو حرية ممارسة المهنة دون قيود ومضايقات، إلا أن الجزائر سوف لن تسمح بذلك، لأنها هي التي تختار كيف تكون صورة المخيمات بتندوف.