(1) نصفَ إلهٍ كنتُ في جزيرةِ إيثاكي، والنّصفُ الآخرُ ظلّ يخبّئهُ قلبي ... (2) منذُ طفولتي فطنتُ لمقالبِ الجنرالاتِ في طروادهْ، وأدركتُ عند تقطيبِ العاصفة ما يؤاخي الذّئبَ والسّنّوْرَ على سرّة الغزالَة، وخلافاً لما كانتْ تتوقّعُه الآلهةُ في جبلِ الأولمب، قدّستُ الرقم 10 وضللْتُ الطريقَ إلى الماندولينْ. (3) على جناحيْ شهقتينِ مرّتينْ زانهما هيامُ الشّمسِ بالريحانِ طرتُ حاملاً أطراسي أستجيرُ بيتاغور: تشبّث غريقٌ بغريق ... ما أتعسهْ، أُسْقِط في يديّ مرّتينْ وكنتُ آخرَ من يعلمُ فرارَه بجلدهِ من نفقٍ سرّيٍّ في جرح الظلام مرتدياً جلبابَ راهبٍ عجوزْ، مخلّفاً لي دخانَ شبهةٍ تخنقني، ولبيادرِ الأرقامِ جمرتينْ ... (4) ذاتَ ليلةٍ ثلجيّةٍ تسبحُ في سديمها، خيرتْني الآلهةُ بين سكونِ الموتِ في الحياةْ ظلاً رطباً يغرقُ في الظّلِّ في دهاليز المدُنِ السّفلى، وبين رحلةٍ حالمةٍ على شفيرِ جنونٍ لا ينتهي، فاخترتُ لألاءَ جنونٍ لا يرويهِ إلا شلالٌ يترقرقُ من أناملِ أنجيلا... وأنجيلا ساقيةٌ مقدّسةٌ، تعرف خمرَ كلّ هاربٍ إلى محرابها من لعنةِ العواصمِ المدنّسهْ، إذا استطاع أن يروّضَ البخورْ، حين يصير سحرُها جوارحَ ضاريةً في الهيكلِ ... فلا الكؤوسُ هي الكؤوسُ ولا المعابدُ نسخةٌ واحدةٌ، لكنّ الصلاةَ هي الصلاةُ، على سحابها يسكرُ كلُّ حالمٍ يحلّقُ على بصيصِ الأملِ ... (5) قد أكون فقدتُ هناكَ طروسَ السّلالةِ يصدحُ فيها دليلي إلى منبتي، غيرَ أني هنا مترعاً بالهوى قد عثرتُ على بصماتِ غدي ... قد أكون خسرتُ هناكَ قلاعَ إثاكي، ولكنّ روحيَ قد زرعتْ ههنا غابَ بهاءٍ يسيّج ياقوتُهُ جنّتي تستحمّ يماماتُها في الصّباحِ بما يتبقّى من الحلْمِ في حدقاتِ القوافي تردّدُ ما تتهجّاهُ تنهيدةٌ من جمارِ الجوى، بعضُ أشجارِها سنديانةُ كينونتي تتفرّعُ أغصانُها عالياً وتُطاولُ أفنانها هامةَ الأبدِ ... (6) نصفَ إلهٍ كنتُ في جزيرة إيثاكي، لكنّ النّصفَ الآخرَ ظلّ يخبّئهُ قلبي ... أعني ألقَ الأعماقِ المورقَ في طين الحبِّ ... أتلانتا، فبراير 2010