على بعد أيام قليلة من الانفراج في العلاقات المغربية الاسبانية، عادت بوادر الازمة لتلوح من جديد في سماء العلاقات المغربية الاسبانية، بعدما أعطى الوزير الاول الاسباني خوصي لويس رودريغيز ساباطيرو الضوء الاخضر لوزير الخارجية موراتينوس، قصد طلب التوضيحات بخصوص ما تدعيه رابطة« أصدقاء الشعب الصحراوي» بجزيرة الكناري من تعرض بعض نشطائها للعنف والاعتداء، بعدما أقدم 14 ناشطا اسبانيا على تنظيم وقفة احتجاجية مساء يوم السبت 28 غشت الجاري بشارع السمارة بمدينة العيون، وذلك للتنديد - حسب زعمهم - بانتهاكات حقوق الانسان بالصحراء المغربية. وهكذا ومن مدينة شانغهاي الصينية، صرح الوزير الاول الاسباني أن الحكومة الاسبانية منشغلة بما تعرض له النشطاء الاسبان في مدينة العيون، وهي بصدد جمع المعطيات الكاملة حول الحادث. أما وزير خارجية اسبانيا، فقد أوكل مهمة استفسار السلطات الحكومية المغربية لكاتب الدولة في الشؤون الخارجية خوان بابلوديل ايغليز الذي سيعمل على نقل استفسارات السلطات بمدريد، وكذا توجساتها من الحادث. وحسب مصادر إعلامية، فإن 14 ناشطا إسبانيا ينحدرون من جزر الكناري دخلوا التراب المغربي، وعمدوا الى تنظيم وقفة احتجاجية بشارع السمارةبالعيون، حاملين الاعلام الانفصالية، مما أدى الى استفزاز مشاعر المواطنين، الذين تشابكوا مع النشطاء الاسبان، حيث أكدت إحدى المتظاهرات الاسبانيات لوكالة اوربا بريس أن مجموعة من الاشخاص بزي مدني يحملون الاعلام المغربية دخلوا في اشتباكات مع المتظاهرين الاسبان، مما أدى الى إصابة البعض منهم برضوض وجروح متفاوتة الخطورة، مؤكدة أن السلطات الامنية بالزي الرسمي ظلت تتفرج على هاته الاشتباكات لتقوم في الاخير باعتقال 11 ناشطا اسبانيا، فيما فر ثلاثة من المحتجين الى فندق النكجير، حيث يقيم فيه دبلوماسيون وأعضاء المينورسو بالصحراء المغربية. وحسب ذات المصادر، فإن تنظيم هاته التظاهرة من طرف النشطاء الاسبان تزامن مع تواجد مجموعة من مشجعي الرجاء البيضاوي الذين رحلوا الى مدينة العيون لمساندة فريقهم. هؤلاء ومباشرة ما شاهدوا تلك التظاهرة الاستفزازية، دخلوا في اشتباكات مع النشطاء الاسبان، كما تدخل مجموعة من المواطنين بمدينة العيون لتكسير هاته «الوقفة التضامنية» - حسب زعمهم - من خلال حمل الاعلام المغربية وترديد شعارات تنادي بالوحدة الترابية، هذا الى ترديد النشيد الوطني. وفور توصل السلطات الدبلوماسية الاسبانية بهذا الحادث الاستفزازي، اتصل وزير الخارجية أنخيل موراتينوس بنظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، هذا الاخير التزم بضمان عودة النشطاء الكناريين الى إسبانيا بعد استكمال الاجراءات القانونية، حيث تم إيداع 13 منهم بدار اسبانيا الى غاية استكمال الاجراءات القانونية من طرف النيابة العامة، قصد ترحيلهم الى اسبانيا. وهكذا وحسب مصادر دبلوماسية اسبانية، فإن سفارة اسبانيا أوفدت مسؤولا ساميا بالسفارة الاسبانية الى مدينة العيون قصد تتبع وتسهيل عملية الترحيل، حيث تم استصدار أمر من النيابة العامة بترحيل المتظاهرين بدون ترخيص أو إشعار، لتتم عملية الترحيل في حدود 12 ليلا من ليلة الاحد المنصرم، بعدما تم اقتياد مجموع المتظاهرين الاسبان، سواء الذين احتجوا بالفندق أو الذين أودعوا «دار اسبانيا» بمدينة العيون الى ميناء العيون، قصد التوجه الى جزر الكناري. وفي أول تعليق على الحادث، أكدت الكاتبة العامة المكلفة بالشؤون الدولية والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الاسباني إلينا فالنسيانو أنه اذا كان المغرب منع تظاهرة النشطاء الاسبان بمدينة العيون، فإن ذلك مرده الى كون التظاهرة غير مرخص لها، وأن النشطاء الاسبان دخلوا التراب المغربي بواسطة تأشرة سياحية، أما نائب الكاتب العام المكلف بالاتصال بالحزب الشعبي استيبان غونزاليس بونس، فقد استغل الحادث للهجوم على الحزب الحاكم، حيث صرح ان الحادث يؤكد بأن زيارة وزير الداخلية الاسباني روبالكابا الاسبوع الماضي للمغرب «لاتعدو أن تكون مسرحية»، مشددا في الوقت ذاته على أن لاتعمد الحكومة الاسبانية الى إيفاد مسؤول حكومي الى المغرب قصد طلب العذر... أما بخصوص الاعتداءات التي يزعم النشطاء الاسبان تعرضهم لها، فإن الكاتبة العامة المكلفة بالشؤون الدولية والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي أكدت أنه لحد الساعة لم يثبت أن السلطات المغربية قامت بالاعتداء على النشطاء، بل كل ما هنالك هو مواجهات بين متظاهرين وداعمين للوحدة الترابية، وهذا ما أكدته بعض التصريحات لبعض وكالات الانباء، حيث أكد بعض النشطاء الاسبان أن أشخاصا بزي مدني اشتبكوا مع المتظاهرين وهو ما نجمت عنه بعض الرضوض والجروح.