فرماج «كاشير» «الجبن» «التون» العسل، الكيتشوب، المربى، الذرة، علب عصير توت الخوخ والتفاح. سلع وضعت على طول شارع محمد السادس بالبيضاء، وعلى جنبات الأزقة فتحت شهية المارة الذين لا يجدون بدا من ركن عرباتهم أو إيقافها وسط الشارع، غير آبهين بعرقلة حركة السير، ودون مبالاتهم بالفوضى التي يحدثونها، خاصة في وقت الذروة. عربات متراصة جنبا إلى جنب. امتلأت عن آخرها بمختلف أنواع الحلويات والخبز والفواكه، ينادي أصحابها بصوت مرتفع: «الثمن مناسب للجميع.. تعالو راه غادي نخفضوا في الثمن»، في حين فضل الآخرون افتراش الأرض، تارة ينادون على الزبناء وأخرى يلتفتون يمينا وشمالا تحسبا لقدوم دورية الشرطة أو القوات المساعدة. محمد. د (موظف) أكد أنه اعتاد كل مساء قبل آذان المغرب بدقائق شراء بعض الحلويات والفواكه من الشارع المذكور لأن ثمنها مناسب جداً، ويتميز بالجودة، مقارنة مع تلك الموجودة ببعض الأسواق والمحلات التجارية، الشيء ذاته ذكرته نادية (موظفة)، مضيفة أنها بدورها تقتني كل مساء «الخبز» و«المسمن» أو«البغرير» من إحدى البائعات، وتعتبر الزبونة رقم واحد لها. بعد صلاة الظهر تحج إلى زنقة الشمال أفواج عديدة من الباعة المتجولين، من أجل عرض منتوجاتهم وسلعهم المستوردة والمحلية، الرواج التجاري يبدأ في السوق بصفة اعتيادية منذ الثامنة صباحا، لكن الأيام السبت والأحد والأربعاء، يعرض الفراشة سلعهم في ساعة مبكرة، أي ما بين الثالثة والخامسة صباحا، إلا أنه يعرف رواجا تجاريا كبيرا حوالي العاشرة صباحا وهو الوقت الذي يتوافد عليه السكان المجاورون بغية اقتناء سلع جيدة بمبالغ منخفظة. تعتبر النساء أكثر الزبناء تردداً على هذا السوق الذي أطلق عليه اسم «زنقة الشمال» نسبة إلى أن أغلب الباعة يجلبون السلع على اختلاف أنواعها من مدن الشمال (تطوان والفنيدق) ومن الشمال الشرقي (وجدةالناظور). ولعل ما يقلق بال بعض المستهلكين هو مدى نظافة تلك السلع المعروفة، ومدى نزاهة العارضين الموسميين، خصوصا السلع المهيأة بالمنازل وداخل المحلات في ظل ضعف المراقبة والسعي وراء تحقيق ربح سريع.