قام شاب في العشرينات من عمره زوال الثلاثاء 7 أبريل 2009 تحت تأثير القرقوبي، بعرقلة حركة السير، والهجوم على العديد من السيارات والحافلات بعصا حديدية بشارع الحزام الكبير بمنطقة الحي المحمدي بالدار البيضاء، مما أدى إلى زرع الرعب والخوف في أوساط مستعملي تلك الطريق من المارة وراكبي السيارات والحافلات، إذ حدثت إغماءات في صفوف بعض النساء اللواتي كن على متن حافلة تابعة لنقل المدينة التي فضل سائقها تغيير مسارها بعد وقوع الحادث، وتبعه معظم السائقين الذين بدا الارتباك واضحا عليهم بسبب الفوضى التي عمت المكان. وقد أدى تأخر رجال الأمن إلى محاولة هذا الشاب قتل صاحب طاكسي كبير. وازدادت مؤخرا حالات الاعتداء على مواطنين من قبل حمقى يتجولون في شوارع الدار البيضاء بكل حرية أمام أنظار الجميع. وقال أحد سائقي سيارات الأجرة الكبيرة لـ التجديد كثيرا ما يفاجئك أحمق، خاصة بإحدى مدارات الدارالبيضاء، أو أمام علامات المرور، مشيرا أن الظاهرة تنتشر في جل شوارع العاصمة الاقتصادية، خاصة في مقاطعات سيدي البرنوصي ودرب السلطان والحي المحمدي وعين الشق والحي الحسني. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص غالبا ما يتحولون إلى عدوانيين يركلون ويصفعون من يجدونه في طريقهم، بل ويحدث أن يعمد بعضهم إلى تكسير زجاج السيارات أو واجهات المحلات التجارية أو بعض التجهيزات العمومية، دون أن يستطيع أحد صدهم، بما فيهم رجال الأمن. ويوضح أحد الفاعلين الجمعويين أن أعدادهم ما فتئت تتزايد في السنين الأخيرة، وأضحت الشوارع ملأى بالمئات من المجانين والمعتوهين الذين وجدوا في الشارع ملاذا، بعدما عجزت أسرهم عن تحمل علاجهم بسبب ضيق ذات اليد، أو لأنهم اصطدموا بحقيقة الخصاص المهول الذي يعرفه المغرب في ما يخص المراكز المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات، وقِصر يد وزارة الصحة عن بناء مستشفيات لهذا الغرض من خلال توفير أسرة للآلاف ممن يجوبون الشوارع ليل نهار، بدل تركهم يواجهون علتهم النفسية بشكل يهدد حياتهم، مؤكدا أن سلوكات الحمقى تهدد حياة الكثير من المواطنين الذين يتعرضون لاعتداءات من قبلهم، غالبا ما تتسبب لهم في إصابات أو عاهات أو خسائر في ممتلكاتهم، دون أن يجد المتضررون فصولا قانونية تضمن حقهم في متابعة المعتدين أو ذويهم، لأن القانون المغربي ما يزال يتعامل مع الظاهرة بمنطق أن القلم مرفوع عن المجانين. يشار إلى أن عدد الأطباء الذين كانوا يوجهون للتكوين في مجال الطب النفسي بالدار البيضاء لم يكن يتعدى 15 طبيبا في السنة، قبل أن يرتفع العدد هذه السنة إلى 40 طبيبا، وأن عدد الأسِرة المخصصة للمرضى النفسيين في مجموع مستشفيات المملكة البالغة 13 مركزا فقط، لا يتعدى 1950 سريرا يمثل نصيب مدينة في حجم الدار البيضاء منها حوالي 250 سريرا.