عبر وزير الداخلية الإسباني ، ألفريدو بيريز روبالكابا، عن شكره وامتنانه للمغرب ، على المساعدة التي قدمها من أجل تحرير الرهينتين الاسبانيتين اللذين تم اختطافهما في نونبر2009 في موريتانيا. الوزير الإسباني الذي كان يتحدث أول أمس إلى الصحافة عقب اللقاء الذي جمعه مع نظيره الطيب الشرقاوي والاستقبال الذي خصه به جلالة الملك ، أكد أن المخابرات المغربية لعبت دورا في عملية تحرير الرهينتين الإسبانيتين اللتين كان يحتجزهما «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» ، مضيفا أنه اغتنم فرصة اللقاء الذي جمعه مع الطيب الشرقاوي ليبلغه شكر الحكومة الإسبانية ، للمغرب ومخابراته على المساعدة التي قدمها من أجل تحرير الرهينتين . وكان رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباطيرو قد عبر في ندوة صحافية عن تشكراته «لحكومات البلدان في المنطقة على تعاونها من أجل الإفراج عن الرهينتين». ومعلوم أن روبالكابا حل ببلادنا أول أمس الإثنين في زيارة عمل، عقد خلالها مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي ، بشأن «عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة التعاون في المجال الأمني ، ومحاربة الهجرة غير المشروعة ، وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والإرهاب» حسب بلاغ رسمي . وقد عبر الوزيران، في تصريح مشترك عن «عزمهما الأكيد على مواصلة العمل لتعزيز هذا التعاون، مشددين على أهمية استمرارية التشاور والتنسيق والتواصل وتكثيف اللقاءات الثنائية بينهما». غير أن مصدرا مغربيا أكد أن المباحثات تناولت «بالخصوص التوترات الاخيرة بين البلدين» وأن «الأجواء تميل نحو التهدئة». وكان من المتوقع أن يعقد روبالكابا والشرقاوي ندوة صحافية مشتركة عقب اللقاء، غير أنه تم إلغاؤها بسبب « ازدحام الأجندة». وفي المقابل عقد روبالكابا لقاء مع الصحافة في مقر السفارة الإسبانية بالرباط ، حيث دعا إلى «تجاوز خلافات الماضي» مع المغرب في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها نقطة الحدود الوهمية مع مليلية. وقال روبالكابا «ما فعلناه كان عبارة عن استغلال إذا لم يخني التعبير تلك الأحداث وتجاوزها من أجل تعزيز التعاون بيننا». وأكد وزير الداخلية الإسباني أنه اتفق رسميا على الاجتماع مرة واحدة على الاقل سنويا مع نظيره المغربي لضمان استقرار العلاقات ، بالإضافة إلى اجتماع بين مسؤولين أمنين مغاربة وإسبان كل ثلاثة أشهر ، كما ستتم إقامة مراكز شرطة مشتركة في كل من طنجة والجزيرة الخضراء بحلول الصيف القادم . وفيما أكدت مصادر متطابقة أن الأمور عادت إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية مع مليلة المحتلة ، ذكرت مصادر صحافية إسبانية أن قرابة 400 إسباني تظاهروا يوم الاثنين تزامنا مع زيارة روبالكابا ، وذلك أمام مقر مندوبية الحكومة بالمدينة المغربية المحتلة «احتجاجا على أسلوب تعامل الحكومة الإسبانية» مع الأحداث الأخيرة. وكان الحزب الشعبي الذي يحكم المدينة السليبة قد عمل طوال الأسابيع الماضية على تجييش الشارع ضد حكومة ثاباطيرو والمغرب ، في استغلال سياسوي مفضوح ، تم تتويجه بالزيارة الاستفزازية التي قام بها أثنار إلى المدينةالمحتلة . واستمرارا على نفس النهج التهييجي، طالب الفريق البرلماني التابع للحزب الشعبي مدعوما ببعض الفرق الصغرى بضرورة حضور وزيري الخارجية والداخلية ، ميغيل أنخيل موراتينوس وروبالكابا أمام البرلمان لتقديم تقرير حول الأحداث الأخيرة ، غير أن اللجنة الدائمة للبرلمان صوتت بالأغلبية ضد هذا الطلب. (التفاصيل بالصفحة 3)