قُرابة 20 ألف ولادة تسجَّل سنوياً بقسم الولادة بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، هذا ناهيك عن العمليات القيصرية التي تقدر بحوالي 5 آلاف عملية في السنة، وهي الأرقام التي تعتبر الأهم والأكبر عدداً، إن على مستوى مصالح الولادة بمختلف المؤسسات الصحية بالمدينة، أو العديد من المؤسسات الصحية بالمغرب. وإذا كان الإشكال الصحي الذي يُطرَح بين الفينة والأخرى بالنسبة لقسم الولادة بمستشفى ابن رشد يشكل هاجساً لدى المتتبعين والمهنيين والسلطات الصحية المركزية، و هو ما سبق أن عبرت عنه صراحة وزيرة الصحة ياسمينة بادو في المجلس الاداري السابق للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، فإن الأستاذ مصطفى بنحسو،الطبيب المختص في التوليد وأمراض النساء بقسم الولادة بابن رشد، قد أشار إلى أن مشكل وفيات الأمهات أثناء الولادة أمر يؤرق الجميع، مبرزاً في هذا الصدد، بأن نسبة الوفيات تقلصت ب 50% خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو العمل الذي تحقق بفضل التدبير الجديد لرئيس قسم مستعجلات الولادة الأستاذ نور الدين مطر، وتظافر جهود الطاقم الطبي وشبه الطبي بذات المصلحة والقسم. وعزا الأسباب الحقيقية لأكثر من 80% من وفيات الأمهات بقسم الولادة لعملية استقدامهن من مصالح ولادة بمستشفيات أخرى وهن في حالة حرجة، وفي أحايين مختلفة في حالة ميؤوس منها. وأضاف أن الإمكانيات اللوجستيكية الحديثة التي يتوفر عليها القسم، فضلا عن القدرات الطبية الجيدة مهنياً وعلمياً، والعمل الحثيث بتعاون مع الادارة المركزية للمستشفى برئاسة الأستاذ عبد النبي قمر من أجل توسعة ومد القسم بمختلف الشروط الضرورية القمينة بخلق شروط عمل عالية الجودة، كلها عوامل ستساعد على التقليص من اختلال وفيات الأمهات. وشدد في هذا الشأن على ضرورة أن يخضع الطبيب بشكل دائم للتكوين المستمر، وأن تعمل الوزارة على فرض ذلك على الموارد الطبية بهدف الإسهام بشكل فعال في التقليص والقضاء في المستقبل القريب على وفيات الأمهات خلال الولادة في كل المؤسسات الصحية بالمغرب. وبخصوص أمراض النساء، أوضح الأستاذ بنحسو أن أمراض السرطان المختلفة باتت من العلامات الأساسية المسجلة ضمن أمراض الوافدات على القسم. ولاحظ بأن أغلب المصابات بهذا المرض القاتل يلجون القسم بعد أن تكون حالاتهم المرضية قد شهدت تقدماً ملحوظاً وهو ما يزيد من تعقيد عملية العلاج، مشيراً في هذا السياق، إلى أن المراقبة والقيام بحملات تحسيسية وحملات أخرى موازية للكشف عن المرض في بداياته، من شأنها الحد أو التقليص على الأقل من مخاطر هذا المرض. وكشف بأن قسم سرطان الثدي وعنق الرحم الذي يرأسه الأستاذ بوحيا سعيد، يسعى بتعاون مع قسم الأنكولوجيا وقسم الولادة عموماً نحو البحث عن كل الصيغ التي تمكن من التقليص من أمراض السرطانات. وذكر بأن الوزارة الوصية قامت وتقوم بمجهود مهم في مجال التقليص من وفيات الأمهات، ولعل من بين أهم الدلائل التي تعبّر عن ذلك تمكين الأمهات الراغبات في الولادة بالمناطق النائية وغيرها من التنقل والاستشفاء مجاناً، وتوفير الدواء أيضاً لهم بالمجان. وأردف قائلا إن تأسيس جمعية طلبة وأطباء كلية الطب والصيدلة بالبيضاء (وهي الجمعية التي يرأسها)، كان من بين أهدافه، القيام بقوافل طبية، من أجل التحسيس وتقديم خدمات طبية مختلفة بالمناطق النائية والفقيرة، وخلق طبيب إنساني وطني، وهي القيمة الخلقية التي يعتبرها الأستاذ بنحسو ،علاوة على عوامل أساسية في رفع كل تحديات العمل الصحي أو الطبي. وقال بأن العمل يتم بتعاون وشراكة مع عميد كلية الطب بالبيضاء الأستاذ الوردي الحسين، والأستاذ عبد النبي قمر المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، ودعا الوزارة الوصية إلى تقديم التسهيلات الممكنة للجمعية لتفعيل أهدافها الإحسانية والإنسانية بالشكل المطلوب.