وجهت بعض الأطر الطبية انتقادات حادة إلى الواقع الذي يعرفه قطاع الولادة وظروف عمل المولدات والأطباء المتخصصين في الولادة خلال تدخلاتهم أثناء لقاء نظمته وزارة الصحة، أول أمس، قدمت خلاله حصيلة إنجازات اللجنة الوطنية المكلفة بتتبع مخطط تسريع تقليص نسبة وفيات الأمهات وحديثي الولادة. وشكك إدريس العلوي، طبيب أطفال سابق بمستشفى ابن سينا بالرباط، في الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة بخصوص عدد وفيات الأمهات، معتبرا أن الحقيقة تفوق بكثير ما تم تقديمه من أرقام، قائلا «لدي تجربة في قسم الولادة وأعرف جيدا أن الحقيقة ليست كذلك». وقال طبيب الأطفال السابق «إن الدليل الصحي الذي قدمتموه تم الاحتفاظ به منذ 58 سنة ولا ندري في أي مديرية كان؟». ومن جهته تطرق المندوب الجهوي لوزارة الصحة بالجهة الشرقية الدكتور باستون إلى واقع العاملين في مجال الولادة، مشيرا إلى أنه ينبغي معرفة الواقع عن قرب على المستوى المحلي. وقال متسائلا «لا يمكن للمولدة أو طبيب متخصص أن يعمل على مدار 24 ساعة، وينبغي رفع عدد الممرضات المولدات والأطباء المختصين». وكشف ملخص للتقرير الأولي حول الوفاة أثناء الولادة والذي سيتم نشره خلال شهر مارس المقبل من سنة 2010 أنه جرى افتحاص 146 حالة خلال ستة أشهر الأولى من السنة الحالية، منها 65 حالة وفاة بتسع جهات بالمغرب، حسب ملخص التقرير. وحسب الأرقام الأولية، فإن 75 في المائة من الوفيات تبلغ أزيد من 25 سنة ولهن أكثر من طفلين قبل الوفاة، و60 في المائة من الوفيات لم تقم بمتابعة الحالة الصحية قبل الوضع، وتمثل نسبة الأمهات المتوفيات المنحدرات من العالم القروي 70 في المائة. وحسب المعطيات الرسمية، فإن 220 ألف ولادة حية تتم داخل المنازل من أصل ما يناهز 600 ألف ولادة حية سنويا، أي أن أكثر من ثلث النساء الأمهات يلدن خارج المستشفيات. وبلغ عدد الولادات خلال سنة 2008 في المراكز الصحية ودار الولادة 300 ألف ولادة و40 ألف عملية قيصرية بالمستشفيات. بينما عدد الوفيات المسجلة في صفوف الأمهات أثناء الحمل أو أثناء وبعد الوضع 1500 وفاة بسبب الحمل منهم 300 وفاة داخل المصالح العمومية و1200 حالة خارج المستشفى. يذكر أن هذا اللقاء يأتي في إطار مخطط تسريع وتيرة برنامج «أمومة بدون مخاطر» الذي يهدف إلى تقليص وفيات الأمهات من 227 إلى 50 لكل 100 ألف ولادة حية، وتقليص وفيات الأطفال من 40 إلى 15 لكل 1000 ولادة حية في أفق 2012.