من المشاهد المألوفة التي أصبحت تعرفها العديد من شوارع مدينة الدارالبيضاء، خصوصا تلك القريبة من التجمعات السكنية ذات البناءات العشوائية أو القريبة من بعض الدواوير القصديرية، وقوف العربات المجرورة الحاملة لبعض الفواكه الموسمية أو حتى الخضر في جوانب من هذه الشوارع ، محتلة حيزا كبيرا منه ومتسببة في عرقلة السير في أكثر من شارع. وإذا كانت هذه المشاهد قد رسخت في ذاكرة البيضاويين، فإن ما يستغرب له العديد من المواطنين هو أن أصحاب هذه العربات من الباعة الجائلين يترك غالبهم العربات بعد أن يختار لها موقعا معينا لا يهمه تشويه منظر الشارع أو ما ستسببه بهيمته من أزبال بروثها وغائطها وقد يكون الموقع قرب مؤسسة عمومية أو حتى مسجد. وفي كثير من الأحيان يلتجئ بعضهم إلى الرصيف الفاصل بين شارعين، حيث يوقف عربته ويقيد دابته مع واحدة من الأشجار المزينة للشارع. كما أن العديد من بائعي الفواكه الثقيلة يفصل الدابة عن العربة، حيث يترك هذه الأخيرة مكانها ويأخذ دابته إلى وسط الطريق وتحت شجرة من أشجار الشارع يقيدها لتظل هناك واقفة بعد أن يضع على عنقها ما يلهيها بها حتى ينتهي يومه. أنواع أخرى من العربات تظل رابضة قرب بعض المحلات التجارية الكبرى في انتظار بعض الزبناء الذين يقتنون سلعا كثيرة تستوجب هذه العربات لنقلها إلى وجهتها. وقد تبقى بعض العربات واقفة لمدة طويلة حاملة سلعا أو بضائع أو أحجارا أو أي شيء والدابة جامدة في مكانها، بينما صاحبها جالس في إحدى المقاهي المجاورة أو في بعض المحلات يتناول وجبة من الوجبات ليبقى الشارع وقد أخذ منظرا آخر، يثير انتباه كل مار بالقرب منه. لكنه لا يثير فضول المسؤولين المنتخبين ولا سلطات بعض الدوائر والمقاطعات.