اصطدمت الجمعيات التربوية التي إختارت الاطلس فضاء لمخيماتها هذه السنة بواقع لم يسبق أن عرفته مراحل التخييم . أنه غلاء المواد الغذائية التي يقدمها الممونون الذين «رست» عليهم المناقصة . ووجد مقتصدو الجمعيات أنفسهم في مأزق خطير منذ اليوم الاول للمرحلة الاولى التي انطلقت نهاية الاسبوع . والهاجس اليوم هو كيف يمكن ايجاد توازنات بين المنح التي خصصتها وزارة الشبيبة والرياضة والحاجة الغذائية للأطفال والمدة الزمنية المتمثلة في خمسة عشر يوما؟؟؟ من مميزات الصفقة مثلا ، أن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم ب 95 درهما ، وهو من النوعية الرديئة شأنه شأن الخضر التي تفوقت في اثمانها على كل المناطق بربوع المغرب . أما الخبز فحدث ولا حرج ، إذ يتم استقدامه من مدينة فاس ليقطع مسافة ساعة ونصف في ظروف قاسية لاتصمد معها طراوته ولا مذاقه . هكذا افتتحت وزارة الشبيبة والرياضة مخيمات 2010 : قدمت الاطفال الى ممونين لايهمهم سوى الربح ، وانكشف بذلك حقيقة الخطاب الذي ردده الوزير طيلة ثلاثة اشهر بأن هناك مقاربة جديدة ناجعة للمخيمات ولطريقة تدبيرها وصيغ تسييرها. لقد زج الوزير باهم مرحلة تحضيرية للعطلة الصيفية ، زج بها في صراعات خاطئة مع الجمعيات ، وكبل وابعد وهمش بذلك جهود العنصر البشري الذي اعتاد أن يوفر الشروط المواتية للتخييم. وضع الوزير الملف فوق مكتبه وأحاطه ببيروقراطية تسير عكس المكتسبات التي حققها القطاع من حيث الابداع والرفع من عدد المستفيدين وملاءمة المنح مع الحاجيات البيولوجية للاطفال. ويبدو أن الوزير جلس خلال هذه المدة أمام الكاميرا يقول كلاما عاما أكثر مما يتطلبه هذا الملف. نحن في بداية المرحلة الاولى، من بين النقط المستعجلة انقاذ الاطفال من مجاعة حقيقة بالمخيمات قد تترتب عليها مضاعفات صحية وتربوية وأمنية . وللوزارة من الامكانيات البشرية التي تقدم الحلول الناجعة فأخرجوها من التهميش .