قام حوالي 30 شخصا من دوار أيت عبدي، التابع لجماعة وقيادة ودائرة إملشيل إقليم ميدلت، صباح ليلة الخميس 24 يونيو 2010، بهجوم على دوار أيت داود أوعلي التابع لجماعة تاكلفت قيادة تاكلفت دائرة واويزغت مدججين بالعصي والهراوات وأسلحة نارية خفيفة. هذه الغارة القبلية خلفت مقتل المسمى مرزوك أحمد 43 سنة، وجرح خمسة آخرين، إثنان منهم في حالة حرجة، تم نقلهما عبر مروحية تابعة للدرك الملكي، حيث لازالت تجوب أجواء المنطقة وملاحقة مدبري هذا الهجوم. كما قام عامل إقليم أزيلال بزيارة للمنطقة، حيث حضر مراسيم دفن الضحية. غير أن السؤال الذي لا بد من طرحه هو: لماذا ظلت السلطات والجماعات القروية الأربع المحيطة بالمنطقة الرعوية المتنازع عليها تلازم الحياد ولم تستطع نزع فتيل قنبلة موقوتة يسمع أزيزها من حين لآخر؟ اندلاع الأحداث- حسب ما انتهى إلى علمنا- يعود سببها إلى تصريح لأحد الأفراد من المنطقة في برنامج «الخيط الأبيض»، حيث فهم من كلامه أنه تهديد ومس بشرف القبيلة الخصم. وتعود أسباب هذا المشكل إلى بداية الاستقلال والذي عرف عدة مواجهات وتطاحنات قبلية حول الحدود الرعوية المتنازع عليها المسماة «إمغال» والتي توجد بين قبائل أيت حديدو إملشيل، أيت عبدي، أيت داود أوعلي، وأنركي، ذات مساحة رعوية شاسعة وسط حوالي 26 دوارا تابعين لأربع جماعات قروية. هذه المنطقة والتي كان المستعمر الفرنسي ينظم بها موسم «تنكارف»، وتقام عليها احتفالات على امتداد عدة أيام. وكان المستعمر الفرنسي آنذاك يمنع الرعي إلى حدود شهر غشت، وبعد ذلك تقوم السلطات الفرنسية بتقسيم هذه المنطقة على الدواوير المجاورة لها حسب الاتجاهات، لينطلق الرعي بها ابتداء من شهر غشت إلى شهر أكتوبر مع بداية تساقط الثلوج. وكان المستعمر الفرنسي ينزل أقصى العقوبات على كل من خالف ضوابط وقواعد التقسيم والزمن المحدد للرعي.