«شاهدت فيلم «Z» الذي أنتجه السينمائي الجزائري الكبير أحمد الراشدي وأخرجه القدير كوستا غافراس، كما شاهدت أعمالا أخرى لهذا السينمائي المغاربي المحبوب.. أعتبر الفنان أحمد الراشدي أحد كبار السينما المغاربية، ولعل تأمل مسار هذا المبدع تجعلنا نؤرخ لتاريخ السينما الجزائرية منذ التأسيس وإلى الآن. حياة أحمد الراشدي هي حياة السينما الجزائرية، أوج السينما المغاربية تمثلت في أوج عطاءات الراشدي، ولعل انتقاله إلى الخارج للعمل والحياة فيها رسائل وعبر للفن والثقافة، نريد أخوة وإخاء ومحبة ومساواة مع الجزائر وكل المغاربيين.. أكيد أن السينما والسينمائيين سيحققون ما عجز عنه السياسيون.» كانت تلك كلمات بليغة مؤثرة وسط حضور كثيف، وجهها ادريس لشكر وزير العلاقات مع البرلمان ضمن أمسية تكريم باذخة، أعادت الاعتبار للسينما والسينمائيين المغاربيين، وعلى رأسهم المخرج والمنتج والمسؤول الجزائري سابقا على القطاع السينمائي والسمعي البصري أحمد الراشدي. لم تجانب دورة سينما المؤلف السادسة عشر الصواب حينما اختارت السينمائي القدير أحمد الراشدي ليكون بطل تكريمات المهرجان هذا العام.. الرجل من مواليد سنة 1938 بالجزائر، عرف بوفاء نادر وقيم ثابتة على الأرض، كما عرف بكفاحية نادرة وحب خالص للفن السابع عبر مسيرة عمر من الكد والعمل. اشتهر أحمد الراشدي بأفلام أهمها: « معذبون في الأرض»، «أفيون»، «فيفا دور»، «على بلاد سراب»،«الطاحونة».. وعلى مستوى التلفزيون عرف بإخراجه للتلفزة الفرنسية سلسلة «كانت الحرب» سنة 1993، كما شارك في فيلم جماعي بعنوان«حركة شعب». تحدث عنه، أول أمس الإثنين 21 يونيو، رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب خليل الدامون، معتبرا إياه أحد الوجوه الرئيسة في حركة تأسيس السينما الجزائرية، تقلد مسؤوليات هامة متعددة، أبرزها رئيس هيئة السينما والسمعي البصري الجزائرية إبان الاستقلال، وتحول لاحقا لرئيس قسم السينما بالجزائر ضمن مؤسسة المعهد الوطني. على يده ترعرعت وكبرت حركة الأندية السينمائية، ومعه كانت العلاقات وطيدة بين جامعة الأندية المغربية وجامعة الأندية بالجزائر. أخرج أفلاما كثيرة، وتحول للإنتاج السينمائي، حيث قدم أعمالا سينمائية عالمية على رأسها فيلم «العصفور» للمخرج المبدع يوسف شاهين، وفيلم « Z» للمخرج كوستا غافراس.. غالب المخرج أحمد الراشدي الحرج والتأثر جراء لحظات التكريم وتسلم الهدية من يد السيد الوزير والسيد رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب، وبعدها صرح قائلا: «إنني ممتن للمهرجان وللمغرب على حبه للمبدعين المغاربيين والجزائرين بالأخص، إنها لحظة مشرفة وإنه تتويج هو انطلاقة لي لأعمال جديدة، أمنى أن أرد القليل مما قدمه لي حب المغاربة، علاقة الشعبين كانت دائما متينة ووطيدة وستظل، انظروا إلى الماضي حيث جميعا حاربنا الاستعمار، وننتظر المستقبل الذي سيكون أفضل..» أما مسؤول قنان النيل التلفزية الحاضر بالدورة، فعبر بدوره عن حب جميع الفنانين المصريين لهذا للمخرج، معتبرا أحمد الراشدي كهرم من أهرامات الوطن العربي، واستحضر للتدليل على ذلك وقوفه بجانب المخرج يوسف شاهين حينما لم يرغب أحد إنتاج فيلمه «العصفور» ليؤكد للجميع أنه فنان كبير ومنتج مستقل غير عادي. وانتهت أمسية التكريم بمتابعة الفيلم الجديد للمخرج أحمد الراشدي «بن بولعيد» بحضور أغلب نجومه الجزائريين.