عقدت الأحزاب المغربية، أغلبية ومعارضة، لقاء لها، مساء يوم الخميس 4 يونيو2010 ، تناول الهجمة الاسرائيلية الدموية على أسطول الحرية. وقد سجلت الأحزاب المجتمعة: - إدانتها الشديدة للهمجية الاسرائيلية والعدوان الدموي على القافلة الانسانية ، حيث أبانت اسرائيل مجددا عن استهزائها بالقيم الكونية والاعراف والمثل الانسانية التي تجمع بين الشعوب، وتنكرها لكل الحضارة الانسانية في باب التضامن والإسعاف والتآزر بين البشر. - دعوة كل شرائح المجتمع المغربي الى المشاركة في المسيرة الشعبية للتنديد بالعدوان، والاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني، من أجل بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وذلك يوم الأحد 6يونيو2010 بالرباط.. - اعتبار المسيرة مناسبة لمطالبة الأممالمتحدة والهيآت والمؤسسات الدولية من أجل رفع الحصار الظالم عن غزة ، والعمل المكثف من أجل إنهاء كافة أشكال الاحتلال والظلم والتعسف الممارسة على الشعب الفلسطيني، في أفق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الجنود الإسرائيليون أطلقوا النار من طائرات الهيليكوبتر على متن أسطول الحرية ، كان هناك ناشطان ، بريطاني وفرنسي ، شهدا أطوار الهجوم الوحشي الذي استهدف سفن المساعدة التي كانت موجهة إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة ، وتعتبر شهادتهما ، التي استقتها « ليبراسيون» الفرنسية ، دليلا آخر على زيف الإدعاءات الإسرائيلية التي حاولت تصوير الهجوم وإطلاق النار على النشطاء المدنيين بأنه كان دفاعا عن النفس . الألماني ماتياس جوشهايم ، 61 سنة ، طبيب يعمل في فرانكفورت وهو عضو في منظمة غير حكومية ساندت أسطول الحرية ، وقد كان على متن سفينة « المرمرة الزرقاء» التركية ، التي كانت الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي. وفي هذا الإطار يقول الطبيب الألماني : كنا 600 شخص قادمين من حوالي 30 دولة . بدأ الهجوم في الصباح الباكر ، حوالي الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف . كنا تحت ظهر السفينة في مستودع وضعت فيه بعض الكراسي . في تلك الأثناء نزل إلى ظهر السفينة من طائرة هيليكوبتر ثلاثة جنود إسرائيليين مستعملين الحبال . لم يتم التعرض لهم بغير العصي لأنه لم تكن هناك أسلحة على متن السفينة . لقد كنا في عرض المياه الدولية ، وكان من الطبيعي أن يقوم أفراد الطاقم بالدفاع عن سفينتهم . لكن ما هو مؤكد هو أن الجنود أخذوا يطلقون النار من الهيليكوبتر ، وحسب الإسرائيليين فقد كان ذلك بهدف الدفاع عن الجنود الثلاثة لكن هؤلاء لم يكونو ا أبدا في خطر ، وأنا كطبيب شاهدتهم عندما حملوا إلى الأسفل ، لقد كانوا قادرين على المشي ولم يتعرضوا إلى جروح خطيرة ، أما الذين أصيبوا بجروح خطيرة فبالأساس كانوا أتراكا من أفراد الطاقم، ومن ضمنهم سقط عدد من القتلى . استمر الهجوم حوالي نصف ساعة على الأكثر ...لقد كنت من القلائل الذين لم يتم تقييدهم . بالنسبة لنا نحن الألمان ، مرت الأمور بسرعة وذلك بفضل تدخل السفارة ولأن عضوين من البرلمان ، البوندستاغ ، كانوا معنا . تم طردنا مساء نفس اليوم ، أما أمتعتنا ، أوراق الهوية ، الأموال ، آلات التصوير والهواتف ، فقد احتفظ بها الجنود الإسرائيليون .» الدكتور حسن نوارة ، 45 سنة ، كان على متن سفينة « التحدي 2 » يرأس حسن « المركز من أجل العدالة في فلسطين » في غلاسكو وهو أول بريطاني يعود إلى إلى المملكة المتحدة ، كان ذلك مساء الثلاثاء . عن هذه التجربة يقول : « توجهنا في 27 ماي إلى كريط ، جزيرة يونانية ، ليلة الهجوم ، حوالي الثانية صباحا ، توصلنا بمكالمة من الجيش الإسرائيلي لم نعرها اهتماما . كنا في عرض المياه الدولية على بعد 90 ميلا من الساحل ، حوالي 144 كلم ، بعد ساعتين وعندما أنهينا صلاة الفجر سمعنا صوت إطلاق النار ، فصعدنا إلى ظهر السفينة ، حيث رأينا طائرات الهيليكوبتر وإحداها تحاول الهبوط على ظهر سفينة « المرمرة الزرقاء» التي تبعد عنا بحوالي 200 متر ، وبسبب التواجد الكثيف ابتعدت الهيليكوبتر وأخذ الجنود ينزلون بالحبال ، وبعد ثلاث دقائق وصل عدد كبير من الزوارق الحربية السريعة واقتربت من سفينتنا، حيث أطلق الجنود الإسرائيليين الذين كانوا على متنها الرصاص المحمل بالصباغة على هيكل السفينة . كنا 45 شخصا ، وقد أوسعونا ضربا . كان قائد السفينة قد أوقف المحرك، فتعرضوا له بالضرب إلى أن قام بتشغيله . لم نكن مسلحين ، وكل ما كان معنا عبارة عن مساعدات ، أنا كنت أتحرك بعكازين فضربوني في رجلي المصابة ، أما القضبان الحديدية التي تحدثوا عنها فقد كانت في الحقيقة هراوات من الخشب، وكنا نحاول فقط الدفاع عن أنفسنا ، أما إطلاق النار وجرح الجنود الإسرائيليين فقد تم ذلك بعد أن تمكن بعض النشطاء من انتزاع الأسلحة من الجنود ووجهوها إليهم، وقد رأيت عددا من جثث الإسرائيليين تطفو على الماء فيما يحاول الآخرون ، الذين كانوا على متن الزوارق السريعة ، انتشالها . تم اقتيادنا إلى أشدود ، وبعد الوصول منعنا من أخذ حاجياتنا ، باستثناء جوازات السفر والأدوية . تم التحقيق معنا وقد رفضت أن أجيب عن الأسئلة طالبا حضور السلطات القنصلية البريطانية ومحامي، كما رفضت التوقيع على محضر الموافقة على الطرد ، لقد سبق أن طردت من فلسطين سنة 1992 . بعدها تم نقلنا إلى مطار تل أبيب حيث بقيت رهن الاعتقال لعدة ساعات، وأعتقد أنهم أفرجوا عني بسبب إصابتي ».