وجه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء خطابا شديد اللهجة إلى إسرائيل خلال تدخله أمام البرلمان التركي، بعد العملية العنيفة التي نفذتها القوات الإسرائيلية ليل الأحد الاثنين في المياه الدولية ضد قافلة الحرية، التي كانت تروم فك الحصار عن غزة، وخلف هذا التدخل مقتل 19 شخصا من بينهم 15 تركيا والعديد من الجرحى. وقال المسؤول التركي إن إسرائيل نفذت عملية «إبادة دموية دنيئة» ضد أسطول الحرية، داعيا إلى معاقبة إسرائيل على جريمتها ورفع الحصار عن غزة فورا. وأضاف أن «تنفيذ إسرائيل عملية إبادة دموية ضد قافلة الحرية... يهدد السلام العالمي والإنسانية، وهي انتهاك للقوانين الدولية وضمير الإنسانية»، مشيرا إلى أن «السفن رفعت العلم الأبيض ولم تكن تحمل سوى مساعدات إنسانية ورغم ذلك تعرضت للاعتداء». وأشار أردوغان إلى أن ما «قامت به إسرائيل من عدوان على أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة يعتبر عملاً دنيئاً وغير مقبول»، مضيفا أن «إسرائيل لا تعترف بالحقوق، والحكومة الإسرائيلية الحالية تهدد الأمن، والسلام العالمي بهذا الاعتداء أصبح جريحاً للغاية». وحذر إسرائيل من «اختبار صبر تركيا»، مشيرا إلى أن «تركيا شديدة في عداوتها كما هي في صداقتها وسوف نرد على إسرائيل». ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى «معاقبة إسرائيل على جريمتها الدنيئة ورفع الحصار عن غزة على الفور»، مشيرا إلى أن «تحرك قافلة الحرية قانوني والعدوان عليها يستهدف الأممالمتحدة، ويجب أن تدفع إسرائيل ثمنا لما قامت به وعلى المجتمع الدولي الضغط عليها لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة التي لم تنفذها». ويأتي حديث أردوغان بعد نجاح الوفد الأمريكي في مجلس الأمن في عرقلة مشروع القرار الذي قدمته تركيا ويدعو إلى إدانة العملية، والمطالبة بإجراء تحقيق مستقل لكشف تفاصيل العدوان على أسطول الحرية. وقال أردوغان إن «أي دولة تحاول كسب كراهية كل العام لا يمكن أن تحقق أمنها، وأن إسرائيل تفقد ضلوع السلام الواحد تلو الآخر وتؤكد للعالم مجدداً إجادتها لأعمال الإبادة «، مضيفا أنه «لا يمكن لإسرائيل أن تنظر في وجه العالم إذا لم تعتذر وتحاسب على ما أقدمت عليه». وأردف: «مللنا من الأكاذيب الإسرائيلية، وتصرفات الحكومة الإسرائيلية تسيء إلى إسرائيل قبل أن تسيء إلى أي أحد آخر»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لإسرائيل تنظيف يديها من الجريمة التي ارتكبتها في البحر المتوسط»، مؤكدا أن «تركيا لن تدير ظهرها لغزة ولن تتجاهل فلسطين». ودعا أردوغان إلى «إطلاق سراح المتطوعين المعتقلين وسراح الأطفال الذين كانوا على السفن». وكانت إسرائيل اعتقلت نحو 500 ناشط ومتضامن من أسطول الحرية وتم نقل نحو 45 شخصا، معظمهم من الأتراك، لتلقي العلاج، كما تم اقتياد السفن الست المشاركة في الأسطول إلى ميناء أشدود. وعن الخطوات المتخذة، قال أردوغان إن «تركيا ألغت حتى الآن 3 مناورات عسكرية، واستدعت السفير التركي من إسرائيل وألغت مباراة كرة قدم وطلبت من حلف الأطلسي أن يجتمع فورا ويناقش ما حدث لوقف إسرائيل عند حدها». وقد تلقى الشارع العربي والإسلامي باهتمام كبير ورضى واسع خطاب الوزير الأول التركي، فيما مثلت أقواله إحراجا شديدا للحكام والمسؤولين العرب.