كشفت مصادر مقربة من الموساد الإسرائيلي أن تل أبيب تفكر في اغتيال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بسبب الأزمة المتفاقمة بين الجانبين وبعد قرار أنقرة استبعاد إسرائيل من مناورات " نسر الأناضول". والخميس انطلقت إحدى أكبر المناورات العسكرية المشتركة عالميا بمشاركة قوات أميركية ومن دول حلف شمالي الأطلسي والأردن والإمارات. وتعد مناورات "نسر الأناضول" إحدى أكبر المناورات العسكرية المشتركة على مستوى العالم وأهمها. انطلقت في ولاية " قونيا " وسط تركيا كعادتها سنويا ، والتي ستشارك في مراحلها اللاحقة طائرات أميركية وقوات من دول حلف الأطلسي والأردن والإمارات ، بينما تجمعت القوات البحرية التركية لأول مرة تحت لوائها. وتأتي هذه المناورات بالتزامن مع مناورات تركية سورية تجري على الحدود المشتركة لتعزيز التعاون والثقة بين البلدين، وتحسين مستوى التدريب، وقدرات الوحدات الحدودية على العمل، وهذه المناورات هي الثانية إذ سبقتها العام الماضي مناورات كانت الأولى من نوعها، أقلقت إسرائيل بشدة لتصفها " بالتطور المزعج " . وأبدت الاستخبارات الإسرائيلية تخوُّفها الكبير مما آلت إليه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وأعلنت أنها تعيد تقييم هذه العلاقة التي يشوبها الكثير من التوتر. وأضافت المصادر الاستخباراتية أنه لم يعد ينظر إلى تركيا اليوم على أنها "حليف استراتيجي"، وأن إسرائيل تنظر بقلقٍ إلى نمو المشاعر المعادية له في تركيا والانفتاح الذي تبديه تركيا على دول " معادية " لتل أبيب. ونقلت صحيفة " معاريف " عن مصادر في الصناعات العسكرية الإسرائيلية قولها: إن الأمور على أرض الواقع تشير إلى تراجعٍ ملحوظٍ في الاتصالات بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بصفقات سلاح جديدة أو تبادل الزيارات. وقبل أسابيع أصدرت الخارجية الإسرائيلية، بيانا شديدة اللهجة انتقدت فيه تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن "إسرائيل غير معنية بمواجهة مع أي دولة، وليس مع تركيا، ولكن لدينا إحساس في إسرائيل، بأن أردوغان يريد مغازلة العالم الإسلامي على حساب إسرائيل". وأضافت الوزراة في بيانها " نقترح على أردوغان أن يجد له طريقة أخرى ، ليندمج بها مع العالم العربي ، دون أن يتحول لزعيم متطرف ، على غرار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، ومن الأفضل لأردوغان أن يعرب عن قلقة حول مصير عشرات القتلى المسلمين الأبرياء في باكستان والعراق " . وسبق أن كشفت رسالة إلكترونية في حاسوب أحد المتهمين بالانتماء إلى منظمة " أرجينيكون " السرية عن مخطط إسرائيلي لاغتيال أردوغان. وذكرت مصادر إعلامية تركية أنه جاء في ملف الاتهامات الثاني بقضية " أرجينيكون" أن صحفيًّا إسرائيليا أرسل إلى بعض المتهمين في قضية الانقلاب على الحكومة التركية بريدًا إلكترونيًّا يذكر فيه أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي " الموساد " على استعداد لاغتيال رئيس الوزراء التركي. وكان أكاديمي تركي حذر مؤخرًا من احتمالات تدخل إسرائيل بطرق ووسائل مختلفة لزعزعة الاستقرار في تركيا بهدف الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب أردوغان ، موضحًا أن ذلك يأتي ردًا على موقف أردوغان المتشدد ضد إسرائيل بسبب العدوان على غزة، والذي وصل إلى ذروته باشتباكه مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس في مؤتمر دافوس وخروجه غاضبًا من الجلسة .