قلل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء من اهمية التوتر القائم حاليا بين اسرائيل وتركيا بسبب الغاء الاخيرة مشاركة الدولة العبرية معها في مناورات جوية مشتركة كان مقررا ان تجري هذا الاسبوع في تركيا. وقال باراك في تصريح ادلى به في وارسو "اعتقد بكل بساطة ان هناك صعودا وهبوطا في العلاقات ناتجين عن اسباب عدة. ان علاقتنا مع تركيا هي علاقة طويلة الامد مهمة واستراتيجية". واضاف باراك ان "المناورات ارجئت ولم تلغ". واكد الوزير الاسرائيلي ان هذا الحادث لن يؤثر على المدى الطويل في العلاقات بين تركيا واسرائيل. من جهته، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان قرار استبعاد اسرائيل من مناورات جوية في تركيا جاء بناء على ارادة الشعب التركي، وذلك في مقابلة بثتها الاربعاء قناة العربية الفضائية. وقال اردوغان للقناة التي تبث من دبي "اخذنا راي شعبنا في الاعتبار حين اتخذنا قرار (استبعاد اسرائيل) (...) وشعبي رفض مشاركة اسرائيل" في المناورات. واضاف "ناقشنا هذا الامر مع مختلف الاطراف وقررنا ان +نعم+، هذه المناورات ستحصل لكن اسرائيل لن تشارك فيها". وتابع اردوغان "هناك تعاون بين تركيا واسرائيل في المجالات العسكرية والتجارية والاقتصادية ومجالات اخرى، ولكن حاليا ثمة حساسيات دبلوماسية علينا ان نأخذها في الاعتبار". وكان الجيش التركي اعلن الاسبوع الماضي ارجاء المناورات الجوية "نسر الاناضول". وتجري هذه المناورات سنويا منذ العام 2001 وكان مقررا ان تبدأ الاثنين الماضي في وسط تركيا بمشاركة الولاياتالمتحدة واسرائيل. واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان الاحد ان هذه المناورات ارجئت اثر قرار انقرة استبعاد الدولة العبرية منها، وهو قرار ادى بحسب معلومات صحافية الى انسحاب الولاياتالمتحدة منها. وكان مسؤولون اسرائيليون اعربوا عن قلقهم لهذا الارجاء ورأوا فيه رغبة لدى انقرة بالابتعاد من الحليف الاسرائيلي. وحض نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم الثلاثاء تركيا على "العودة الى العقل". من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كرولي الثلاثاء "نعتقد انه من غير المناسب ان تستبعد دولة في اخر لحظة من مناورات". وانتقدت تركيا الثلاثاء الذين "يستخلصون العبر السياسية" من هذا القرار ودعت المسؤولين الاسرائيليين الى اظهار "حس مسؤولية". و اعلن وزير الخارجية التركي الاثنين ان لا خلفيات سياسية لهذا القرار. واوضح اردوغان ان بلاده مستعدة لمعاودة وساطتها في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي بدأت في ايار/مايو 2008 ثم توقفت مع نهاية العام اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال "اذا طلب من تركيا ان تؤدي دور الوسيط بين اسرائيل وسوريا، فنحن مستعدون على الدوام". واضاف ان "سوريا تثق دائما بوساطتنا، ولكن لا ادري ما اذا كان الامر نفسه ينطبق على اسرائيل (...) لكننا لا نزال مستعدين لمعاودة (الوساطة) من حيث توقفت".